الثقافي

"أريد دائما البحث في الموسيقى والخروج عن نمط الجمعيات"

الفنانة نسيمة شعبان لـ "الرائد":

 

هي فنانة جزائرية تألقت في أداء الاغاني الاندلسية حيث كانت انطلاقتها الاولى وهي في السابعة من عمرها، وبما انها ابنة مدينة البليدة تعلمت على ايدي كبار مشايخ الاغنية الاندلسية. وبعدها دخلت الى معهد الموسيقى من اجل صقل موهبتها الفنية وتنمية قدراتها الموسيقية أين دخلت بعدها عالم الاغنية الاندلسية من الباب الواسع وهي الآن من أشهر الفنانات في هذا النوع الموسيقي بالإضافة لتدريسها في اكبر المعاهد العالمية للموسيقى، غنت للوطن وللحب تغنت بأشعار الامير عبد القادر وسيدي بومدين، همها الوحيد هو البحث في ريبرتوار الشعر الجزائري الغني، كما تسعى دائما للبحث في عالم الموسيقى وتهوى الاكتشاف. 

 

 

أولا نهنئك بشهر رمضان؟

شكرا رمضان كريك لكل الشعب الجزائري، ومن هنا أقول كل عام والجزائر وشعبها بخير.

 

معروف عليك سفرياتك العديدة بسبب المهرجانات، إضافة الى التدريس، فهل أنت موجودة في الجزائر؟

نعم أنا في الجزائر، صحيح أنني كثيرة الاسفار بحكم العمل وكذا تنشيط الحفلات الفنية خارج الوطن إلا أنني لا أتوانى ولا لحظة واحدة في القدوم الى أرض الوطن بمجرد وجود متسع من الوقت خاصة في شهر رمضان، فلا يمكنني قضاءه خارج الجزائر لأن بنة رمضان في الجزائر لا توجد في بلد آخر وبالتالي أنا في الجزائر لقضاء شهر رمضان. 

 

وماذا عن السهرات الفنية في شهر رمضان، هل لديك برنامج خاص لهذا الشهر؟

نعم عندي برنامج فني في شهر رمضان فسأنشط 3 ليالي رمضانية فاليوم عندي سهرة فنية في مدينة الورود المدينة التي ترعرعت فيها وكبرت فيها وتعلمت فيها قواعد الموسيقى الاندلسية وكرمت فيها عديد المرات ولا تتوانى السلطات المحلية في هذه المدينة في دعوتي لإقامة حفلات موسيقية. ولدي أيضا يوم 27 من الشهر الجاري كذلك حفل بقاعة المحاضرات في البليدة أيضا. وفي نفس السياق سأنشط سهرة فنية يوم 25 جويلية الجاري بقاعة الموقار. 

 

الحديث عن الحفلات يقودنا إلى الحفل الذي قمت بتنشيطه مؤخرا بقصر الثقافة مفدي زكريا والذي تغنيت فيه بأشعار الأمير عبد القادر، فلماذا هذا الاهتمام بالتراث القديم؟

 

أنا من هواة العودة إلى تراث الأجداد وبصفتي باحثة أسعى دائما لربط الماضي بالحاضر، من خلال استرجاع أهم المخطوطات الشعرية التي كتبت قديما خاصة الملحون والأندلسي، والموروث الثقافي الجزائري والغناء الصوفي من كلمات المشايخ الكبار من أمثال بن عربي والأمير عبد القادر الذي استطعت الإفصاح عن وجهه غير السياسي والنضالي لأقدمه بوجه الشاعر المرهف الحس الذي يتغنى بالحب والحبيب من خلال البحث والتنقيب في أشعاره القديمة، كما غنيت لسيدي أبومدين الغوث وحاولت أن أكرم روح مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، الذي كان مثالا حيا للتسامح الديني ووطنيا محبا لبلاده. كما أنني أحاول إعادة بعث التراث الشعري الصوفي للأمير عبد القادر الذي كان يتميز بإنسانية وروحانية عالية، فاستطعت التوفيق بين قراءة الأبيات الشعرية التي ألفها الأمير عبد القادر وأدائها في نفس الوقت على وقع موسيقى أندلسية بالرغم من صعوبة العملية.

 

تملكين في رصيدك العديد من الألبومات تتمحور كلها في القالب الأندلسي وما يميز ألبوماتك اهتمامك بالكلمة واللغة، فإلى ماذا يعود سر نجاحك؟

أنا درست الأدب الاندلسي حيث درست بالمعهد العالي للموسيقى وتشبعت بالدراسة الدقيقة للموسيقى واحتككت بكبار الشيوخ أصحاب الخبرة الواسعة في الميدان على غرار دحمان بن عاشور الذي كان قدوتها الفنية والشيخ صادق البجاوي. كما أنني غنيت للعمالقة والفطاحلة في الموشحات على غرار ابن زيدون وابن الخطيب وغيرهما من الشعراء الذين أبحث عنهم دوما من خلال بحثي بالكتب والأشعار والجديد الذي تحمله البحوث. وكوني قارئة نهمة وعاشقة للبحث في مختلف المجالات، أسعى للحفاظ على التراث الجزائري كما أنني أعتمد على ذاتي في الكتابة والتلحين.

 

 قدمت العديد من الأغاني ومن بينها "إلهي الحبيب" ، "أنا الحب" ، "ذبيح إبراهيم"، "الحرم يا رسول الله" ، "السلام"، وتغنيت فيها بالحب والتسامح، هل يمكن القول إن أغانيك تميل إلى التصوف؟

 

نعم قدمت عدة أغاني وكلها مديح وثناء على سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وقصائد أخرى أظهر فيها روح التسامح مع الأديان الأخرى، وعملت في وقت سابق على تحضير برنامج خاص بالتصوف ونال نجاحا كبيرا، وغنيت أيضا لفحول الشعر الصوفي أمثال محي الدين بن عربي الأب الروحي للأمير عبد القادر، وكذا شيخ أحمد العلاوي. ان فكرة التصوف هي التعايش مع الاديان والسلم والسلام ومنذ القديم والأديان في سلام وأخوة وكل شخص حر في قناعاته.

 

من خلال أبحاثك في أشعار سيدي بومدين والأمير عبد القادر وبن عربي الذي تأثرت به كثيرا من خلال غنائك الكثير من قصائدك، فماذا يمكن أن تقولي حول هؤلاء الرجال؟

 

عندما بدأت البحث في أشعار الامير عبد القادر لاحظت نقصا حول حياة الامير ولم يتم دراستها بالشكل المطلوب لانه في الحقيقة فيلسوف وانسان عظيم وشاعر، لذلك أحاول إظهار الوجه الحقيقي للامير، وكتبت في أشعار الحب وفي كل المواضيع وتوجهت لأشعار ابن عربي لأنه شيخ الامير عبد القادر ومن منهج سيدي بومدين الذي يعتبره مثاله، وكان ابن عربي قد لقب سيدي بومدين "شيخ المشاييخ" الذي جاب كل الأقطار العربية وبقي كثيرا في بجاية، كما أن ابن عربي هو الآخر عاش في بجاية ومتزوج ببنت "البجائي" حيث تتبع آثار سيدي بومدين. 

 

كيف تقضين شهر رمضان؟

 

الحمد لله في أفضل حال لأن رمضان في الجزائر لديه نكهة خاصة وهو شهر الرحمة. 

 

هل أنت من يهتم بتحضير الأطباق الرمضانية؟

 

نعم أنا من يقوم بكل شيء حيث أقوم بتحضير الاطباق التقليدية كالشربة  "فريك" وفي مرات أخرى أحضرها بـ  "الفداوش" وأحيانا أعد حساء الخضر دون نسيان البوراك وأطباق أخرى طبعا.

 

وكيف تقضي نسيمة شعبان السهرات الرمضانية؟

 

إذا لم تكن عندي سهرة فنية أبقى في البيت مع تناول الحلويات كالقطايف وقلب اللوز ،لأني أشتاق لجو البلاد وكل الانجازات التي نلتها هي استحقاق للجزائر في المقام الاول. 

 

 صحا فطورك وشكرا؟ 

 

شكرا لكم وصحا فطوركم وكل الشعب الجزائري.

 

 

 

حاورها فيصل شيباني 

 

من نفس القسم الثقافي