الثقافي

"يجب ترك المجال للجيل الجديد من الفنانين ويكفينا من السوسيال"

المخرج المسرحي جمال قرمي لـ "الرائد":

 

 

أعاب المخرج المسرحي جمال قرمي في حوار مع جريدة "الرائد" على من أسماهم لوبيات تتحكم في المشهد الثقافي للبلاد والذين يقفون حائلا ومانعا في وجه الشباب المبدع لأنهم – حسبه- يمارسون الفساد الثقافي الذي اعتبره امتدادا للفساد السياسي الذي تمر به البلاد. ودعا قرمي إلى ضرورة ترك المجال للمبدعين الشباب من أجل إبراز قدراتهم الفنية. 

 

أولا صحا رمضانك جمال، كيف استقبلت الشهر الكريم؟

والله مثل كل الجزائريين أستقبلته بفرح وسرور، وبهذه المناسبة أقول رمضان كريم لكل الشعب الجزائري ولكل الفنانين، خاصة أنه جاء بعد تعب كبير في المشاريع المسرحية.

 

على ذكر الفنانين لا يجد هؤلاء أي مناسبة من أجل الظهور غير شهر رمضان، وبما أنك متابع للحركة الإنتاجية والدرامية للأعمال الرمضانية، فكيف وجدتها هذه السنة؟

 

والله بصراحة الفنان الحقيقي يسبح في بركان مع أشباه الفنانين، ترى ممثلين لا تعرف كيف كان انتقاؤهم، غابت السيناريوهات، لكن أعجبت كثيرا بالشجاعة والجرأة في المواضيع المطروحة في جرنان القوسطو، حيث أن مجموعة من الممثلين الشباب استطاعوا ان يقدموا عملا راقيا حفظوا به ماء الوجه، بينما الانتاجات الأخرى حدث ولا حرج سذاجة في سذاجة، عيب وعار، يجب ترك المجال للجيل الجديد سواء كانوا ممثلين حقيقيين أو مخرجين، يكفينا من السوسيال.

 

على ذكر جورنان الغوسطو، كيف تقيم هذه التجرية التي وصلت نسبة مشاهدة حلقاتها الأولى على شبكة اليوتيوب آلاف المشاهدات؟

 

كل عمل مبني على الصدق والايمان ويكون مدروسا، يؤمن به الجمهور، سبحان الله تجد نفس الممثلين في كل المسلسلات في نفس الوقت، هذا لا يحدث إلا في الجزائر، ونفس الادوار حيث تلقى ممثلة تلعب دور الام في هذا المسلسل وذاك.

 

كما سبق وأن قلت هناك نفس الوجوه تتكرر كل عام، فأين هو الخلل حسب رأيك؟

 

"إن لم تستح فافعل ما شئت"...الخلل يكمن في رجال الاختصاص مهمشين، القطار يسير بأيدي سماسرة وبتواطؤ الفنانين. يجب أن تكون هناك لجنة محاسبة لأن هذه أموال الشعب، فبأي مقياس اختير هذا السيناريو أو الممثل أو المخرج أو حتى المنتجين المنفذين. دخلنا في سياسة إشباع الجمهور وانعدام الذوق.

 

هل تقصد بأن هناك لوبيات في الثقافة تتحكم في كل شيء؟

 

إذا استعملنا كلمة لوبي، هذا يعني أننا أعطيناهم مصطلحا كبيرا عليهم لأن لوبي مجموعة متمكنة يجب أن تكون لها مستوى معرفي فكري ثقافي، أما ما نحن نتحدث عنه هم مجموعة من البقارة والسماسرة طغى عليهم الجهل، إنهم لا شيء ومجرد انتهازيين.

 

وفي رأيك، ما هو الحل من أجل النهوض أو بالأحرى إحداث ثورة في الأعمال خاصة الرمضانية؟

 

يجب أن ندخل في صناعة تلفزيونية .. ويجب إيقاف تدعيم الاعمال المنتجة، والمنتجون يشتغلون بأموالهم وإعطاء فرصة وثقة للشباب المبدع، كما أننا بأمس الحاجة لادخال رجال الاعمال في الانتاج التلفزيوني.

 

إذا ماعدا جورنان الغوسطو ليس هناك أي عمل نال إعجابك حتى في ما تعلق بالدراما؟

 

حقيقة نعم..... يجب التخلص من سياسة إشباع الجمهور، يجب أن يكون لنا هدف واحد هو تطوير الذوق الفني للجمهور كما يقال بالفرنسية هناك فرق بين goute et mange.

 

إذا ما الفائدة في صرف الملايير من أجل تقديم أعمال رديئة للمشاهد الجزائري الذي يهرب للقنوات العربية الأخرى التي تقدم أعمالا راقية، فما قولك حول هجرة التلفزيون الجزائري؟

 

الرجل السياسي هو الذي في يده القرار، إنه يحقق في أهدافه السياسية، يمول الانتاجات لهدف واحد إسكات الشعب لأننا نعيش في سياسة تجهيل وتجويع الشعب والمبدع سواء كان أشباه المبدعين او الفنانين الذين لا قيمة لهم يطبقون برامجهم وهذه في كل المجالات الفنية، المسرح، السينما، التلفزيون. إن انعدام مشروع ثقافي أو سياسة ثقافية في البلاد تجعلنا نعيش في ارتجال في البرامج بدون مقايس أو معايير، فحتى الحصص الخاصة المنوعة كلام شارع وحتى المدعوين دون المستوى ومع هذا لا ننسى مستوى المنشطين يعرفون كل الميادين سبحان الله يتكلمون أكثر من الضيف.

 

هل تقصد بأن المنظومة الثقافية ككل فاسدة وامتداد للفساد السياسي الذي تشهده البلاد؟

 

هو انعكاس على المستوى الفكري والمعرفي في البلاد وامتداد للفساد السياسي، حتى سياسة التكوين الفني في الجزائري معدومة، هم يكونون جيلا منعدم الثقة في النفس منعدم الثقة في المجال الفني الذي يتبعه، لأنها غير مبنية على معرفة أكاديمية معاصرة لأن المكونين الحاليين لديهم أفكار قديمة أكل عليها الدهر وشرب ويجب إعادة رسكلة هؤلاء المكونين لأن المكون ابن عصره.

 

كيف تمضي أيام رمضان؟

 

الزوجة دفعتني لكي أجتاز امتحان رخصة السياقة وأخذت بنصيحتها وأنا الآن أستغل فرصة الراحة بتعلم قانون المرور كل صباح في مدرسة السياقة، بعدها أتجول قليلا في السوق ثم أتحول في الشبكة العنكبوتية وبين العصر والمغرب أتابع التلفزيون والبرامج الخاصة الوطنية للتطفل فقط. كما أن هذا لا ينسيني الجانب الروحاني فأقضي الصلاة في أوقاتها زائد التراويح في مسجد عائشة بباب الزوار.

 

وما هي أكلتك المفضلة في رمضان؟

 

البوراك ثم البوراك كما أنني لا أفرط في شربة الفريك (فربك سطايفي)

 

بعد الصلاة هل تحب السهرات في الخارج أم أنك تقضيها في البيت؟

 

الجلوس في البيت، أرتاح قليلا لأنني طول العام وأنا خارجه والبيت أصبح فندقا، لذا أستمتع بالراحة قليلا لأنني فضلت شهر رمضان أن يكون شهرا للعطلة السنوية زائد قراءة بعض المسرحيات خاصة المسرحيات المقرر إنتاجها في المستقبل أي التحضير لها قبل الوقت.

 

هل أنت من هواة المطالعة؟ 

 

وكيف لا أنا أتطفل على كل ما هو خارج على اختصاصي، فالمطالعة تمرين من تمارين تنمية الخيال، والفنان المبدع المسرحي أو السينمائي الذي لا يطالع كالارض البور غير الصالحة للزراعة.

 

ما هو جديد المسرحي جمال قرمي وهل تفكر في ولوج عالم التلفزيون؟

 

أنا بصدد تحضير مسرحية وهذه حصريا لجريدة "الرائد" التي إن شاء الله تكون رائدة دوما المسرحية عنوانها "مجنونة شايو" للكاتب الفرنسي جون جيرودو ترجمة محمد فرحة. أما بداية العمل فستكون في الاسبوع الثاني من شهر سبتمبر 2013 مع المسرح الوطني الجزائري. كما أملك كذلك في اطار التعاونية الخاصة التي أسيرها مسرحية بعنوان "السوسة" للكاتب سيد علي بوشافع وهو كاتب جزائري شاب، وقبلت المسرحية من طرف لجنة القراءة لوزارة الثقافة مدعمة من طرف مديرية تطوير الفنون ( صندوق الدعم). أما فيما يخص التلفزيون فأنا أرى مشكل المسرح أخف من التلفزيون لذا أتفرغ للمسرح أحسن.

 

جمال شكرا على رحابة صدرك وصحا فطورك؟

 

تحياتي الخالصة لكل قراء جريدة "الرائد" أقولها وأعيدها الفن للأصدق وليس للأسبق.

 

 

حاوره فيصل شيباني 

من نفس القسم الثقافي