الثقافي

الدراما العراقية.. تطور الإنتاج وتكرار المواضيع

مسلسلات محلية كثيرة تعرض في رمضان

 

تسعى الدراما العراقية لتثبيت نفسها ويحاول صناعها الارتقاء بها شكلا ومضمونا حيث يعرض عدد كبير من المسلسلات العراقية على مختلف القنوات، لكن عددا من النقاد والمختصين يرون أن الدراما العراقية ما زالت تدور في الحلقة نفسها ما أدى بالمتلقي العراقي للاتجاه إلى الشاشات العربية. وتبث القنوات العراقية في رمضان أعمالا درامية محلية متنوعة اختلفت نسبة الإقبال على متابعتها من الجمهور العراقي، ومن بينها مسلسل "الطوفان ثانية" و" تي تي- جابي القطار" و"صندوق الأسرار" و"رباب" و"فيتامين" و"ريم ورحيم" و"باص في عصر العولمة". كما يعرض مسلسل عن حياة الدكتور "علي الوردي" من إخراج عبد الباري أبو الخير، وكذلك مسلسل "حفيظ" للكاتب سعد هدابي والذي يضم نخبة من الممثلين العرب كأيمن زيدان وسامح الصريطي ومرح جبر، وإخراج السوري سامي جنادي والذي عدّه بعض النقاد تجربة مهمة لتطوير الدراما العراقية. ورغم الكم الكبير والمتنوع من الإنتاجات التلفزيونية يشير نقاد إلى أن الدراما العراقية ما زالت تعاني من التكرار في مواضيعها من خلال تسليطها الضوء على أعمال العنف والماضي القريب والمشاكل التي حصلت في العهد السابق، وعدم التطرق إلى هموم ومشاكل الحاضر إضافة إلى ابتعادها عن الأعمال الاجتماعية التي تتناول العلاقات العاطفية وهموم المرأة والشباب.

وقال الناقد عباس لطيف إن الدراما العراقية لا تحمل جديدا في هذا الموسم، ولم تستطع التخلص من الأمراض التي أصيبت بها في الفترة الأخيرة ومنها السطحية في تناول المواضيع والابتعاد عن هموم المجتمع العراقي في الوقت الحالي إضافة إلى عدم تناولها مشاكل الشباب والمرأة العراقية. وأكد أن الأعمال التاريخية التي تعرض حاليا وقعت في مطبات كبيرة منها الابتعاد عن التوثيق الحقيقي للأحداث واللجوء للفبركة والافتعال وعدم الموازنة بين الحقيقة التاريخية والبناء الفني، كما أن الكوميديا العراقية -بحسبه- ما زالت على حالها تعتمد على أسلوب التهريج والسخرية من الشخصية الجنوبية والتي امتدت إلى شخصيات أخرى في المجتمع. وأوضح الناقد العراقي أن مسلسل "م. م" الذي يعرض حاليا يناقش مشكلة معقدة وليست ظاهرة في المجتمع العراقي وهي زواجي "المتعة والمسيار" وفيه إساءة مقصودة، مما يؤكد أن الدراما العراقية ما زالت تأخذ المواضيع الهامشية في الحياة والتي لا تمس مشكلات الواقع العراقي الحقيقية لأن مشاكل العراقيين هي أعمق وأكثر مما تعرضه الفضائيات. وأشار لطيف إلى أن مواضيع الدراما العراقية أصبحت مكررة ومستهلكة، ولا تنقل الواقع العراقي الحالي رغم حرية التعبير المتاحة. كما أن غياب المخرج العراقي عن الأعمال العراقية -التي اعتمد بعضها على مخرجين عرب- أدى إلى إنتاج بيئة ملفقة وبعيدة عن الواقع العراقي، لأن المخرج العربي عندما يتناول نصا عراقيا لا يستطيع معالجته كما يعالجه العراقي القريب من اللهجة والبيئة والمشكلة.

ف.ش/ وكالات

 

من نفس القسم الثقافي