الثقافي
الأزمة السورية حاضرة بالدراما في رمضان
بعد سنوات من الهروب نحو التاريخ
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 17 جولية 2013
بعد سنوات من الهروب نحو التاريخ، تعود الدراما السورية في شهر رمضان هذا العام وقد طغت عليها الأزمة السورية ومخلفات الحرب الدائرة هناك بين النظام وقوات المعارضة، خاصة على حياة الناس عبر عدد من الأعمال الفنية. وبعد ان غابت الثورة على نظام بشار الأسد التي انطلقت عام 2011 عن أعمال الدراما في العامين الماضيين، تحضر بشكل واضح في عدد من الأعمال التي تنوع إنتاجها بين شركات خاصة وأخرى لشركة تابعة للحكومة السورية. وبينما كان ملاحظا اشتراك فنانين أعلنوا مواقف مؤيدة للثورة وآخرين أيدوا النظام السوري علنا، لوحظ غياب فنانين كبار خاصة ممن أعلنوا تأييدهم للثورة على النظام، في حين ظهر بعضهم في أعمال درامية عربية وخاصة المصرية منها. كما لاحظ متابعون للأعمال الدرامية هذا العام ان بعضا منها جرى تصويره أو جزء منه داخل سوريا، في رسائل قرأ فيها نقاد أنها رسائل سياسية على ان الحياة الطبيعية لا تزال مستمرة في سوريا رغم الوضع الأمني المضطرب في بعضها. ومن ذلك مسلسل "سنعود بعد قليل" الذي يظهر فيه الفنان دريد لحام بطلا رئيسيا في دور أب لعائلة انقسمت بين البقاء في سوريا والنزوح إلى لبنان كأحد إفرازات الوضع المستمر بسوريا. وفي بعض مشاهد المسلسل -الذي يشارك فيه عدد من كبار الممثلين المعروفين- تتردد أصوات الانفجارات القادمة من بعيد، ويستمر الجدل بداخله بين من يرى ان ما يجري في سوريا "ثورة" وبين من يصر على اعتباره "أزمة". كما تظهر الأوضاع السورية بشكل واضح في الجزء الثالث من مسلسل "الولادة من الخاصرة"، الذي يستمر خلاله الصراع داخل المؤسسة الأمنية السورية وطبقة الحكم، وبيان فساد رموزها، وانعكاسات الوضع الأمني وحاجة الناس للتغيير. كما تظهر بوضوح صور الانفجارات وحتى العمليات الانتحارية التي توحي بأن تنفيذها يجري لصالح تصفية حسابات داخل الطبقة الحاكمة، وإظهار الإذلال الذي يتعرض له عناصر الأمن مما يبرر انشقاقهم.
وبينما فضلت بعض الأعمال العودة للتاريخ، فضلت أخرى الاستمرار في القوالب الدرامية الاجتماعية والكوميدية في استمرار لسلسلة أعمال عرفت على مدى السنوات الماضية.
وكان لافتا ان بعضا من هذه الأعمال يعرض على الشاشة السورية الرسمية، ولم تخف وسائل إعلام عربية الحديث عن "صفقات" جرت بين منتجي ومخرجي بعض هذه الأعمال والجهات الرسمية لعرضها على الشاشة الرسمية.
ف. ش/ وكالات