الثقافي
صلاح السعدني: الفقر والجهل عاملان أساسيان في زواج كبار السن بهن
مسلسل "القاصرات" مناقشة لقضية واقعية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 15 جولية 2013
عبر الفنان المصري صلاح السعدني عن سعادته بالموافقة على المشاركة في مسلسل "القاصرات"، خاصة أن العمل يتناول قضية صعبة للغاية وهي قضية زواج الفتيات في سن صغيرة، وزواج رجال مسنين من تلك الفتيات عبر شرائهم بالمال. وقال صلاح السعدني: "في البداية أحب أن أوضح أن مسلسل "القاصرات" جاء في ظل ظروف انتقالية مرتبكة في مصر تؤثر بطبيعة الحال على مجريات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ما ينعكس بالتالي على صناعة الدراما عموماً. وأضاف بأنهمنذ بدء الثورة وما أعقبها من تغييرات في مصر، أصبحت هناك حيرة في اختيار نوعية الأعمال التي يمكن تقديمها للجمهور خلال هذه الفترة، وقد وفّقت بعمل رائع على غرار "القاصرات". وحول الشخصية التي يلعبها في العمل، صرح السعدني قائلاً: "ثمة تقارب كبير في البيئة التي أنجبَت شخصية بطل العمل (عبد القوي)، والبيئة التي نشأت وتربيت فيها". وتابع السعدني: "لقد ترعرعتُ في الأرياف، ضمن مجتمع تتزوج فيه الفتاة منذ بداية تَكوّن أنوثتها لتنجب لاحقاً الكثير من الأولاد. وعلى سبيل المثال والكلام على لسان السعدني، أنجبت أمي 10 "بطون"، أما أختي فقد تزوجت في سن 12 عاما وتلك كانت عادة الأرياف والصعيد والبدو. ولفت السعدني إلى أن مسلسل "زواج القاصرات" يحمل بعدين متوازيين، الأول يلقي الضوء على قضية زواج الفتيات في سن صغيرة عموماً، والثاني يتركز حول زواج الرجال المسنّين بفتيات قاصرات عبر شرائهم من ذويهم بالمال مُستغلّين الفقر والجهل.
المسلسل ناقش زوايا نفسية ودينية
وأوضح بأن كاتبة المسلسل سماح الحريري تناولت هاتين القضيتين من عدة زوايا اجتماعية واقتصادية وعلمية ونفسية ودينية، لذا فإن هذا العمل هو أحد أفضل النصوص التي قرأتها منذ سنوات. وحول مدى تأثره بالدور الذي يلعبه في المسلسل قال السعدني: "في أحد المشاهد، عندما كنت أقترب من الفتاة القاصر "ملك"، شعرت بالغثيان لمجرد تخيل ما يدور في ذهن "عبد القوي" ومشاعره المريضة تجاه فتاة بريئة بعمر حفيدته، ومن ناحية أخرى فإن "عبد القوي" يعاني من اختلال نفسي معيّن، فقد تجاوز الـ 65 ولكنه يشعر بالانجذاب تجاه الفتيات الصغيرات. وأكد أن الجانب المرح من الشخصية يكمن في خفة ظل "عبد القوي". وفي إجابته على سؤال حول ما إذا كان يخشى من الأثر السلبي لهذا الدور على محبة الناس له، قال السعدني: "لم أخش يوماً من تقديم أي دور، فأنا أقدّم فنا، لذا لا بد من إيصال ملامح الشخصية التي ألعبها للمشاهد كما هي.. وفي نهاية المطاف لن أُفصل الأدوار التي ألعبها على مقاسي. وعلى نحو مواز، أكدت الفنانة داليا البحيري أن مسلسل "القاصرات" يحمل الكثير من التحديات بالنسبة لها، والتي تكمن في موضوع اللهجة الصعيدية التي تقدمها للمرة الأولي خلال مشوارها الفني، حيث بذلت الكثير من الجهد والوقت لتعلم هذه اللهجة، بحسب بوابة الأهرام الرقمية". وحول طبيعة دورها قالت داليا أقدم في العمل دور "عطر"، وهي شقيقة "عبد القوي" التي تعيش مأساة مشابهة لنظيراتها من القاصرات في الصعيد، لكونها قد تزوجت مبكرا من رجل مسن، ولكن الفارق الوحيد بين زواج "عطر" وغيرها من القاصرات يكمن في أن ذويها لم يزوجوها من أجل المال، فهي وأخوها عبد القوي من أسرة ثرية جدا، ولكن تم تزويجها بموجب بعض العادات والأعراف والاعتبارات العائلية.
عدم زواج الأرملة
وأشارت إلى أن ما يزيد الطين بلة هو العرف المجتمعي الذي يحول دون زواج الأرملة بعد وفاة زوجها، وهو ما يتناقض مع تعاليم الدين. لنجد أن المرأة الشابة "عطر"، تغرم سرا بشاب خلوق وهو "حسني" الذي يلعب دوره الفنان ياسر جلال. وأوضحت أن قصة العمل تدور حول التاجر الثري وواسع النفوذ في الصعيد "عبدالقوي"، الذي يهوي الزواج من القاصرات رغم كونه قد تجاوز الستين، تارة بالإغراءات المادية، وتارة بنفوذه وعلاقاته الواسعة، أما الخط الدرامي الموازي فتمثله الأخت الأرملة الشابة "عطر" التي زوجها أهلها لعجوز لم يلبث أن فارق الحياة تاركا إياها وحيدة وآسفة على شبابها الذي يضيع كل يوم أمام عينيها. وأضافت أنها بعد أن بدأت التصوير مع المخرج مجدي أبو عميرة في مسلسل "القاصرات" أدركت سبب توفيق الله له في أعماله وتوالي نجاحاته تباعا، حيث إنه محب جدا لعمله وحريص على مساعدة جميع من يعملون معه وتوظيف قدراتهم على أفضل ما يمكن، وقديما قالوا: "اشتغل مع الكبير ترتاح"، ومن تلك العناصر علي سبيل المثال اختيار مدير تصوير عبقري مثل ايهاب محمد، بالإضافة إلى المونتاج والصوت وجميع من يقف خلف الكاميرا. وشددت البحيري على أهمية وقوفها أمام فنان كبير بحجم صلاح السعدني، موجهة تحية لجميع الممثلين والممثلات في العمل الذين وصفتهم بـ"النجوم الحقيقيين كل في منطقته الدرامية".
ف. ش/ وكالات