الثقافي

"المناسباتية جزء من التنظيم الفاسد لأمور الفن والثقافة"

الدكتور والناقد حبيب بوخليفة لـ "الرائد":

 

 

في هذا الحوار مع الدكتور حبيب بوخليفة الأستاذ بالمعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري بالجزائر وأستاذ مشارك وباحث بكلية العلوم الانسانية والاجتماعية بجامعة 2 الجزائر ومخرج درامي وناقد، نكشف فيه العديد من الامور المتعلقة بالمشهد الفني في الجزائر خاصة التلفزيوني، كما تطرقنا فيه لليوميات الرمضانية لحبيب بوخليفة.

 

أولا نريد أن نهنئك بمناسبة حلول الشهر الكريم؟

 

شكرا جزيلا.. نتمنى أن يكون هذا الشهر خيرا من ألف شهر ونترجم بسلوكنا ونقائنا جوهر العقيدة الاسلامية، نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، رمضان كريم لكم ولكل أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

 

 طفت إلى السطح ظاهرة الأعمال الدرامية المناسباتية خاصة في شهر رمضان، فما رأيك حول هذا الموضوع؟

 

المجتمعات التي تفتقد الى حركية ثقافية وفنية مستمرة والى الفهم الخاطئ لوظيفة الفن، تلجأ إلى أساليب توقيعية عادة ما تنتج إلا الرداءة، فالمناسباتية هي جزء من التنظيم الفاسد لأمور الفن والثقافة في ظل نظام سياسي متعفن، وهذا مفهوم ثقافة الدولة البيروقراطية الذي لا يسمن ولا يغني من جوع. ثم أولوية الانتفاع من الريع النفطي على حساب العمل الجاد الذي يتطلب الكفاءات الفنية المختلفة والمعرفة الفنية العلمية للممارسة، مما ينتج هو صورة معبرة عن الرؤية المتخلفة لوظيفة الفن والثقافة.

 

بحكم متابعتك للمشهد التمثيلي في الجزائر، كيف تقيم حال العمل الفني سواء التلفزيوني أو السينمائي أو المسرحي؟

 

لا يزال التمثيل أو الأداء ضعيفا في بلادنا مقارنة بما يحدث عند جيراننا، والمفارقة أننا كنا في أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات أحسن بكثير منهم وهذا يعود لعدة أسباب منها العشرية السوداء التي جسدت القطيعة بين الجمهور والفن والثقافة ثم بعدها عدم الاهتمام بالتكوين الفني الى يومنا هذا. فالسياسة الثقافية رديئة ما عدا بعض العناصر مثل هشام مصباح ومليكة بلباي وعسلي نبيل وآخرون الذين كان لهم الحظ أن يتلقوا تكوينا علميا أكاديميا في المعهد مع كل النقائص. وبقي التمثيل يعتمد على الانفعال السطحي الذي لا يبني الشخصية الدرامية بكل أبعادها، وليكون ذلك لابد أن تكون الكتابة تتوفر فيها شروط الدراما والفعل سواء في المسرح أو السينما. ثم تهميش المخرجين الأكفاء، لأن المخرج في آخر المطاف هو المسؤول عن ضعف ورداءة العمل الفني وليس كل من هب ودب مخرجا أو كاتبا وكلنا نعرف كيف تسير أمور الإنتاج بسلوك الانتفاع بأقصى قدر ممكن ماديا على حساب الجودة بأفكار "حك تربح" و"هذي لي هذي ليك".

 

كيف تقيم مردود القنوات الخاصة الجديدة في الجزائر؟

 

لا يمكن الحديث عن المردودية بقدر ما يكون الحديث عن الظهور، فهي لا تزال في مرحلتها الجنينية ولا يمكن أن نصنفها على أنها مهنية لأسباب عديدة، منها التشريعي والمهني ثم تطغى عليها عقلية "الشكارة والبقارة" تفتقد الى رؤية مركبة في مجال السمعي البصري، معتمدة على أساليب الصحافة الإنشائية الأدبية.

 

تملك العديد من الكتابات والإسهامات في المجال المسرحي، لكن المتابع للشأن يجدك بعيدا قليلا عن الأجواء، هل هذا لخيار في نفسك أم تهميش من جانب أطراف معينة؟

 

هذا وذاك في نفس الوقت، لأننا نؤمن بأن الفن ليس العفن من جهة ثم من جهة أخرى إذا كانت تتوفر فيك شروط الكفاءة والصدق فاعلم أنك غير مرغوب فيك. فالسياسة الثقافية عمياء وغامضة مناسباتية تتحمل مسؤولية الرداءة القاتلة التي تنخر جسم الفن والثقافة، فهي جزء من نظام فاسد لا تهمه الجودة بقدر ما يهمه الانتفاع من الريع.

 

 كيف تمضي شهر رمضان؟

 

أصوم وأصلي وأقرأ القرآن الكريم محاولا القيام بأعمال خيرية

 

 هل أنت من الذين "يتنرفزون" في هذا الشهر؟

 

أحيانا خصوصا بعد الظهر، ولكن ليس بسلوك عدواني أعوذ بالله.

 

ما هي الأكلات المفضلة عندك؟

 

الشربة فريك والبوراك، الطجين والكسكسي في السحور.

 

ماذا تقرأ في رمضان؟

 

القرآن الكريم أولا ثم بعض الكتب الفكرية والأدبية مثل "حياة ابن خلدون" لإيف لكوست و"تهافت التهافت" لابن رشد

 

ماذا تشاهد في رمضان ومن هو ممثلك المفضل؟

 

أشاهد الأفلام التي اعتبرها جيدة منها الكلاسيكية والجديدة التي عادة ما أحملها من شبكة الانترنيت، وأفضل كل فنان ممثل بارع في أداء دوره بصدق ومهنية.

 

حاوره فيصل شيباني 

من نفس القسم الثقافي