الثقافي

فرقة "خليونغ جيانغ"الصينية تستحضر أصالة الثقافة الصينية وسحرها

في عرضها بالمسرح الوطني الجزائري

 

أبهر العرض الاوبرالي الصيني الذي قدمته فرقة "خليونغ جيانغ" مساء الاثنين بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطرزي الحضور الذي تجاوب مع العرض الذي كان مهرجانا للألوان وعرضا أخاذا للأزياء التقليدية التي زادتها رشاقة وحركاتهم الخفيفة جاذبية وسحرا. على مدى ساعة من الزمن أمتعت فرقة "خليونغ جيانغ "التابعة لأوبرا بكين التي أبت إلا أن تشارك الجزائريين احتفالهم بخمسينية الاستقلال التي لازالت أنشطتها الثقافية تتواصل مع الجمهور الذي ملأ القاعة عن آخرها حيث تمكن الفنانون على الركح من تقديم لوحات جمعت بين فن الأوبرا والمسرح والرقص والحركات البهلوانية في عرض أعطى نظرة جميلة عن هذا النوع من الأوبرا التقليدي الصيني الذي له رموزه وخصوصياته التي تميزه عن الأوبرا الغربية. وكانت العروض الثلاثة التي قدمت خلال السهرة مستلهمة من التراث الصيني الذي يزخر بالأساطير والحكايات الغريبة التي يتمازج فيها الخيال بالواقع. وبتأثير الألوان وجمال الأزياء التي تفنن المصممون في ابتكارها أصبحت لوحدها تشكل لوحات فنية معبرة صنعت الفرجة في القاعة. لكن هذا الجانب الاستعراضي لم يقلل من أداء الممثلين الذين انغمسوا بدورهم في أجواء العرض وشكلت حركاتهم الخفيفة والرشيقة على الخشبة كوريغرافيا متناسقة ومتفاعلة مع مضمون القصة التي ترويها مختلف المشاهد. ولم يكتف الممثلون بالجانب الحركي والرقص بل اندمجوا كثيرا في الموضع كما يتجلى من ملامحهم التي كانت تتفاعل مع تطورات الأحداث التي كانت تجري مصحوبة بإيقاع موسيقي يتماشى مع وتيرة ما يجري على الركح. وقبل كل عرض جديد يقدم ملخص للقصة بالصوت لمساعدة الجمهور على فهم موضوع العرض لان هذا النوع من الفن الاستعراضي يقدم لأول مرة، فضل معدو العرض التركيز على الجانب القتالي الذي أكثر من الغنائي والقرصي لان فيه الكثير من الخفة والحركات البهلوانية، علما وان الاوبرا التقليدي الصيني يضم عدة فنون مثل الرقص والغناء والألعاب البهلوانية مما جعل الصينيون يقولون "من عرف الاوبرا الصينية عرف كل ثقافة شعبه". وقد استلهمت الفرقة التي تأسست سنة 1950 اسمها "خليونغ جيانغ"من بحيرة بمقاطعة تحمل أيضا نفس الاسم ويعني "بحيرة"التنين "وتتكون الفرقة من174 عضو وهي الى جانب تقديمها للعروض الاوبرالية والمسرحية تتناول مواضيع تتعلق بالتراث والطقوس البوذية والطقوس الجنائزية تحيي حفلات لعزف منفرد على آلة زينغو وهي آلة ذات وترين. وقد صرحت وزيرة الثقافة خليدة تومي التي حضرت العرض رفقة سفير جمهورية الصين الشعبية بالجزائر ليو ين خه "أن مشاركة الصين الجزائر أفراحها خاصة التي تدخل في إطار الاحتفال بخمسينية الاستقلال هو تأكيد للعلاقات الجيدة التي تجمع البلدين وأيضا علاقات التعاون المثمرة". وذكرت الوزيرة بالمناسبة أن العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والصين عريقة وتعود الى 1958 قبل استقلال الجزائر كون الصين كانت أول بلد اعترف بالحكومة الجزائرية المؤقتة مبرزة من جهة أخرى جدية التعاون بين البلدين. وذكرت الوزيرة في هذا السياق بمشروع بناء أوبرا الجزائر في إطار الشراكة مع الشركة الصينية التي أنجزت مبنى أوبرا بكين الذي يعد تحفة فنية ومعمارية. وأضافت ان المشروع بدأ حيث تم الحصول على الأرضية التي تتواجد بأولاد فايت كما أشارت الى الشروع في انجاز قاعة العروض الضخمة في نفس المنطقة.

ف.ش


من نفس القسم الثقافي