الثقافي
تم إلغاء بعض البرامج التي تتحدث عن الإخوان أو إدخال بعض التعديلات عليها
سقوط نظام الإخوان بمصر يُربك برامج ودراما رمضان
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 10 جولية 2013
تشهد اليوم مختلف شاشات العالم العربي إطلاق مجموعة من البرامج الخاصة بشهر رمضان ، والذي يُعد أهم موسم للدراما في الوطن العربي، حيث تعجّ القنوات بالمسلسلات والبرامج، ويواجه صناع الدراما المصرية هذا العام مأزقاً طارئاً. وسبب هذا المأزق هو عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي، حيث إن بعض الأعمال الرمضانية تناولت في جوانبها انتقاداً للنظام السياسي، ويخشى صناعها حالياً فقدان زخمها. ودفعت التغيرات التي شهدتها الساحة السياسية في الفترة الأخيرة البعض إلى التراجع عما كان ينوي تقديمه خوفاً من عزوف الجمهور. وعلمت مصادر من داخل قناة "القاهرة والناس" أن سمر يسري قررت أن تتراجع عن تقديم برنامج يحمل اسم "المرشد" بعد خروج جماعة الإخوان من الحكم. وفي سياق متصل، لم يُسعف الوقت الإعلامي اللبناني طوني خليفة لتغيير مسار برنامجه الذي يحمل اسم "آسفين يا ريس". وتقوم فكرة البرنامج على استضافة شخصيات سياسية وعامة من أجل طرح عليها سؤال واحد وهو: "لمن تقول آسف يا ريس؟"، على أن يختار الضيف من بين الرؤساء الثلاثة جمال عبد الناصر، أنور السادات ومحمد حسني مبارك. وفي البرنامج نفسه تتولى لجنة حكم مكوّنة من ثلاثة أفراد كلٌّ منهم يُعنى بالدفاع عن أحد الرؤساء السابقين، ولم يمهل الوقت طوني خليفة ليضيف الرئيس مرسي إلى تلك القائمة بعد أن تم عزله مؤخراً. أما باقي البرامج فقد أدخل عليها تغييرات جزئية، حيث تراجع بعض المعدين عن استضافة رموز من الإخوان المسلمين، فيما سيمتنع البعض الآخر عن سؤال الضيوف عن نظام الحكم بعد أن سقط.
الأزمة مستمرة
ومن جهة أخرى، تواجه بعض المسلسلات نفس الأزمة، خاصة أن مضمونها موجّه للنظام السابق. ومن بين تلك الأعمال "نظرية الجوافة" الذي تقوم ببطولته إلهام شاهين، وكذلك مسلسل "الداعية" الذي يقوم ببطولته هاني سلامة وبسمة. وأكد مخرج "الداعية" محمد جمال العدل أن العمل غير موجّه بشكل مباشر ضد جماعة الإخوان المسلمين، معتبراً أنه موجّه تجاه كل من يقوم باستغلال الدين للقيام بأعمال متطرفة. وأوضح أن هذه السلوكيات مازالت موجودة حتى الآن ولم تسقط بسقوط الإخوان. وأضاف مخرج العمل أن المصريين تمكّنوا من القضاء على رؤوس النظام إلا أن هناك مشكلة أتباعهم "ممن تم استغفالهم باسم الدين"، مؤكداً أن المعركة لن تنتهي معهم بسهولة، وهو ما يجعل للمسلسل زخماً جماهيرياً في رمضان.
مزاج المشاهد
وعلّق الناقد الفني طارق الشناوي على الأمر مرجحاً أن تتأثر الشاشة الرمضانية هذا العام سلباً بالتغييرات السياسية، مشيراً إلى أنه "عندما تنتقد سلطة موجودة من خلال مسلسل أو برنامج يكون له رد فعل أقوى من انتقادك لهم وهم خارج السلطة". وأكد في حديثه أن مزاج المشاهد لن يكون متلائماً هذا العام مع ما سيعرض على الشاشات في رمضان، خاصة أن المشاهد لا يمكن أن ينفصل عن الواقع السياسي. واعتبر الشناوي أنه من حُسن حظ صناع رمضان أن عدد المسلسلات هذا العام أقل من الأعوام الماضية.
ف.ش/ وكالات