الثقافي
الملتقى الدولي حول آثار العلامة محمد البشير الإبراهيمي
بجامعة برج بوعريريج ديسمبر 2013
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 05 جوان 2013
يعتزم قسم اللغة العربية بكلية الآداب واللغات بجامعة برج بوعريريج تنظيم ملتقى دولي حوا آثار العلامة الشيخ محمد البشير الابراهيمي وذلك يومي 10/11 ديسمبر من السنة الجارية كمحاولة للكشف عن أهم الجوانب التاريخية والفكرية والأدبية والتربوية لهذه الشخصية الكبيرة التي وضعت نفسها في خدمة الوطن بكل مقوماته وأبعاده. ويعد العلامة الأديب والمصلح التربوي الشيخ محمد البشير الابراهيمي أحد أعمدة النهضة الأدبية والفكرية والدينية والتربوية في الجزائر ورجل يشهد له التاريخ بمقاومته التاريخية ضد الغزو الفرنسي من خلال آثاره وكتاباته التي كان يندد من خلالها بمحاولة المستعمر تشويه بلاده للهوية الثقافية واللغوية والتاريخية. الأديب المصلح البشير الابراهيمي من الكتاب الأوائل الذين مارسوا كتابة المقالة الصحفية في غاية الجودة والتميز والفصاحة في الوقت الذي كانت فيه الكتابة باللغة العربية آنذاك ضعيفة بسبب قلة القراء والكتاب وعدم تشجيع المحتل للثقافة العربية. وقد تنوعت الثقافة في شخصية الابراهيمي على الرغم من القمع الفكري والثقافي والحضاري الذي مارسه المعمرون على أرضنا. وكانت شخصيته قوية في إطار جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي كانت حدثا تاريخيا كبيرا من خلال بروز شخصيات إصلاحية وأدبية وتربوية كبيرة كان لها الصدى الكبير في تاريخ الجزائر الحديث. وكان ضمير الابراهيمي يهتز لكل محاولة للمساس بالقضية الوطنية من دين أو لغة أو ثقافة أو أرض أو إنسان يدافع عن عرضه وشعبه وكان يعمل جاهدا إلى جانب أخيه الرجل الكبير رائد النهضة الأدبية والفكرية والثقافية الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله. وقد تنوعت مقالاته في الحديث عن التربية والتعلم والدين واللغة والقومية والسياسة. ويعد الشيخ البشير الابراهيمي من الأدباء الكبار الذين برعوا في الكتابة باللغة العربية، وقد كان مولعا بأساليب القدامى شأنه شأن الكاتب الكبير مصطفى صادق الرافعي من خلال العناية بالسجع والمحسنات البديعية والتشبيهات والاستعارة وغيرها.. ثم إننا نجد أسلوب الابراهيمي مليئا بالكلمات العربية الفصيحة جدا وهو دليل على حب هذا الأديب للغته الأم التي هي لغة القرآن الكريم.
ف.ش