الثقافي

العرض الشرفي الأول لمسرحية "أرض الملائكة"

بالمسرح البلدي لمليانة

 

احتضن المسرح البلدي لبلدية مليانة العرض الشرفي الأول لمسرحية "أرض الملائكة" للمؤلف محمد حويدق وإخراج سيد أحمد قارة حسن، انتاج جديد للتعاونية الثقافية بركسيس لمليانة وحضره جمهور نخبوي من اسرة الفن الرابع من مخرجين، ممثلين وفنانين، استمتعوا بالعرض وبالأداء الرائع للممثلين على الركح الذين جسدوا أحداث مؤلمة قاهرة عايشتها الجزائر في فترة الاستعمار، وقد اختار المخرج أن تكون الرؤية الإخراجية مغايرة عن ما تعودنا على مشاهدته على الركح من خلال تصور الأحداث الجارية في المدينة بعيدا عن الجبال والتي كانت تقام بسرية تامة من خلال قصة شهيد الذي يعد ثاني من نفذ عليه حكم الاعدام بالمقصلة، قدم الكثير للوطن وفدى بروحه بعزم وإرادة وكان قراره بالاستشهاد صارما، وصمد امام المقصلة بقوة وهو من قال للمستعمر اثناء تنفيذ عليه حكم الإعدام، (لن توقفوا الثورة الجزائرية بهذه القطعة من الحديد، بالعكس إنكم ستشجّعون أكثر آلاف الجزائريين، ستكون الجزائر حرّة، لقد دخلتم بالقوّة وستخرجون بالقوّة) تحدى بها قهر الاستعمار، هو الشهيد شريط علي الشريف احد ابناء هذا الوطن، من منطقة سيق بالغرب الجزائري، اسم يعد من المنسيين رغم ان اسمه كان لابد ان يسجل في السجل الذهبي للثورة. استعمل المخرج في المسرحية ديكورا بسيطا يدل على بساطة واقع الاسرة الجزائرية حينها، وأراده مجموعة من صناديق للمشروبات الغازية يقوم الممثلون بتغيير وضعيتهم لدى كل مشهد بحركات جسدية تعبيرية، تبدأ احداث المسرحية بمشهد لعائلة جزائرية بسيطة، يظهر عليها الخوف والهلع لدى سماعها لدق في الباب في اوقات كان المستعمر يرمي برصاصه ودباباته على القرية دون رحمة، وهروبا من المستعمر ورغبة من والده قرر المجاهد علي شريف شريط السفر إلى ولاية وهران للبحث عن العمل والاستقرار مع زوجته حورية، ولكن وبعد ان التقى علي شريف بمجموعة من المناضلين الذين كانوا يمارسون الجهاد ضد المستعمر ضمن جبهة التحرير الوطني امثال أحمد زبانة، والعربي دحو، العربي بن مهيدي، تولدت فيه روح حب الوطن ورغبته في تحريره من المستعمر بأي ثمن والذي لن يكون إلا بالقوة وكان من بين المفجرين للثورة التحريرية. وشاء القدر ان يسقط في ايادي الاستعمار بعد تنفيذه لعملية قتل سائق الطاكسي اليهودي أزولاي الخبيث الذي مات على يده أبرياء كثيرون من الشعب الجزائري، وينفذ عليه حكم الإعدام بعد ان قام الاستعمار باغتصاب زوجته، في مشهد مؤثر وقد كان اداء الممثلين رائعا ومؤثرا ما جعل الجمهور الحاضر يتجاوب مع أحداث العرض.

ليكون المخرج من خلال هذا العمل قد قدم سيرة ذاتية لشهيد وأعطى له قيمته كإنسان ضحى بنفسه بعزم وصرامة إيمانا منه أن تحيا زوجته وابنه في حرية، من خلال عمل مسرحي مميز شهد له الجمهور الحاضر. وقد شارك في أحداث العرض مجموعة من الممثلين المحترفين حيث كان في دور الشهيد علي شريف شريط الممثل تخريسث رضا، وفي دور العربي بن مهيدي الممثل تيشوداد شفيق، وفي دور أحمد زبانة الممثل خضراوي رؤوف، وفي دور العربي دحو الممثل بوكروش بن يوسف، وفي دور حورية الممثلة وردة صايم ، وفي دور أزولاي الممثل بوقروز شكري.

فيصل.ش

 

من نفس القسم الثقافي