الثقافي

مسرح سعيدة يعيد نسج خيوط ملحمة "نوفمبر"

في اليوم ما قبل الأخير من المنافسة الرسمية

 

قدم أول أمس المسرح الجهوي لسعيدة العرض المسرحي "نوفمبر"على ركح المسرح الوطني محي الدين بشطارزي، برسم المنافسة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح المحترف في طبعته الثامنة ضمن احتفالات "الذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية"، عكسا بذلك ثراء التراث الجزائري في أرض الواقع.

وقد شكلت الدراما الفكاهية، والقراءات الشعرية وكذا الرقصات الفلكلورية على أنغام الغايطة والبندير أبرز مكونات هذا الإنتاج الجديد الذي يستند سرده على ثلاثية "الصراع والحب والحرية"، ووسط مشهد ينطلق بديكور لصخور ترمز إلى نقطة انفجار مياه جوفية، تبدأ الحكاية بإقامة "وعدة" تقليدية تضم قبيلتين.

خصام القبيلتين حول استغلال الماء ظهر في زمن ولّى فيه الحب بين الشاب "فاتح" من قبيلة بني سعد والشابة "رحمة" من قبيلة بني سلامة، في إشارة واضحة إلى أنهما سيكونان مفتاح حل القضية والخصام، وفي وقت يسعى فيه المستدمر في صورة الكولون "ريكو" الاستحواذ على "عين فاتحة" المتنازع عليها، أو لنقل الجزائر آنذاك بغية إهدائها لخطيبته، المأساة تتحول إلى دافع لثورة تلغي الطمع والثأر بين شيخي القبيلتين، بطولات تبدأ وتكتب من جيل جديد يقوده "فاتح"، الذي فتح عهدا جديدا، تماما مثلما فعل شباب الجزائر قبيل ثورتها المجيدة، و"رحمة" الشابة رسمت صورة المرأة الباحثة عن الحرية والانعتاق من الاستعمار، لا نار إلا نيران الثورة والحب من الحبيب إلى الجزائر الحبيبة، ولذلك كان لابد من دفع حياة الكثيرين لينتصر العدل في النهاية.

ورغم كل الصعاب وفي خضم هذه الأجواء المتوترة تظهر ألفة بين الشابين فاتح ورحمة اللذين تواجه علاقتهما تحديات بسبب انتمائهما إلي قبيلتين متنازعتين، ويأتي الحل مع نداء فاتح 1 نوفمبر 1954 الذي يستجيب له تلقائيا فاتح ورحمة للمساهمة معا في الكفاح المسلح من أجل الاستقلال الوطني.

عز الدين عبار أعد مسرحية "نوفمبر" عن فكرته، فيما كتب شعرها عبد القادر ثابتي، وحوار محمد مصطفاي، فيما نسج موسيقاها عبد اللاوي شيخ، واستخدمت صور الفنان والمصور الذي عمل كثيرا للمسرح والجزائر علي حفياد، في حين جسد شخوص العرض على الخشبة عبد الله جلاب ومليكة يوسف، رفقة دليلة نوار ومحمد مصطفاي، بالإضافة لعبد الإله مربوح ومصطفى بوري، مع قاسم برزوق وعبد الله بهلول ونبيل مغربي، رفقة خيرة عواد وفتحي مباركي، مع ياحي محمد وإيمان بلحية، رفقة عبد الكريم سوسي.

فيصل. ش 

 

من نفس القسم الثقافي