الثقافي

تجسيد ركحي سطحي لـ"أوديب"

في إطار المهرجان الوطني للمسرح المحترف

 

شاركت أمس الأول بالمسرح الوطني الجمعية الثقافية للفنون المسرحية برج منايل وفرقة النوارس للمسرح والفنون الدرامية، بعرض مسرحي عن نص توفيق الحكيم، من إخراج رياط عميروش، الذي عاد لرائعة "سوفوكليس" من ريبرتوار المسرح العالمي مرورا بالمهرجان التصفوي بقالمة إلى منافسة المسرح المحترف بالعاصمة. وبدأ العرض كوريغرافيًا على خشبة بشطارزي وبسينوغرافيا نفذها تبوكيوت عبد الرؤوف وزناقي جمال، بأداء ثلاثي ترجم قصة الابن أوديب، الذي قتل والده ليتزوج من أمه من دون أن يعلم، غاب الوعي في فصول المسرحية ليتجلى في عقدة العرض المأساوي، جاءت فيها الإنارة خافتة لتكشف عن مأساة الظلام بزيادة شخوص العرض المسرحي، إلى أن حضرت البصيرة لتعاكس خطايا أوديب الباحث عن الطهارة، من نوع خاص، تختلف من فرد لآخر.

مسرحية أوديب التي عادت إلى الكلاسيكية لتقدم عرضا تجريبيا حاول البحث عن لحظات تفصل الحاضر عن الماضي، قد تكون دقائق البحث عن الحداثة عبر الصراع الدرامي، حيث حضرت التناقضات في العرض وزادت الأضداد الصراع احتداما باحثة عن الحل أو فك للعقدة، في جدل بين الماضي والحاضر ورؤى وتمنيات لمستقبل أفضل والرغبة في تغيّر القدر، الذي يقود أوديب إلى الخلاص من عقدته التي لازمته طويلا، باعتبار أن القدر في النهاية هو المسيّر لمصير الجميع، ويرسم طريق المجد، ينتهي بسقوط الأبطال في مشهد النهاية، الأمر الذي ينهي اللعبة التي لطالما حركتها أيادي الغدر والنفاق والكذب والتحالفات والصالح الشخصية، معلنة عن إخفاق الشر وانتصار الخير. 

أوديب الذي تخلص من عقدته في العرض، جسد دوره ركحيا حمايني فيصل، رفقة أيت مدور محمد لمين، تيرات أمينة مع كل من رباط عميروش بن عطية ليلى وبن شعبان حنان. 

ف. ش

من نفس القسم الثقافي