الثقافي

اللجنة العلمية توصي بتنظيم مختبر متصل بالسينوغرافيا

اختتام أشغال الملتقى العلمي حول المسرح

 

اختتم أول أمس الملتقى العلمي والذي تمحور هذه السنة حول الاقتباس والاستنباط في المسرح العربي وتم تناول العديد من المحاور: من التاريخ إلى الارتجال والقصيدة والصورة الكاريكاتورية وصولا إلى "تأصيل"، التراث العالمي في البيئة العربية. وجاءت مداخلات الملتقى العلمي في يومه الأخير مكمّلة لما سبقها، ويكاد المتابع يظن أن لا رابط بين المداخلات، لكنها اجتمعت كلّها تحت عنوان "التأليف المسرحي"، ومن تعدد التخصصات والمشارب الثقافية جاء الثراء، كلحظة معرفية كثيفة.

ومن التاريخ بدأ الدكتور أحسن تليلاني، الذي تناول واحدة من أهم إشكاليات الكتابة المسرحية، وتساءل: عندما نكتب مسرحية تاريخية، هل نكون أوفياء أكثر للحادثة التاريخية أم للفن؟ لكنه أبدى تحيّزه للفن، وأعطى أمثلة على ذلك من ريبيرتوار المسرح الجزائري عندما "تنصرف" الكاتب محمد واضح في الواقعة التاريخية "الثابتة" في مسرحية "بئر الكاهنة"، وجعل للبطلة ابنة مع أنه لم يثبت تاريخيا ذلك. وبعيدا عن التاريخ، تناول المحاضر مصطفى مشهور تجربة الارتجال في المسرح اللبناني لأحد الأشكال المبتكرة للكتابة المسرحية، بعيدا عن الطريقة التقليدية التي ثبتت محدوديتها، وقال إن التقليدية للكتابية تتميز بالأستاذية، ورأى أن الارتجال هو "هدم لنص قديم وإعادة توليد أنماط جديدة". ومن جانبه تناول الناقد فراس الريموني من الأردن طريقة أخرى للكتابة المسرحية -لا تقل طرافة عن الأولى- وهي التي ترتبط بفن الكاريكاتور، الذي كان حكرا على الرسومات التي تنشر في الصحف والمجلّات، لكنه اقتحم عالم المسرح وأصبح "أكثر الفنون ملائمة لواقعنا" وهو الذي "يكشف الممنوع ويسخر من القناع"، القناع الذي كان أحد أركان المسرح التقليدي. ويذهب المسرحي العراقي المقيم في السويد كريم الرشيد بعيدا في تجريب الكتابة المسرحية، وقد أنجز مقاربة بين القصيدة والمسرحية انطلاقا من مقولة الفيلسوف أرسطو: "ليس الشعر هو الفن الأكثر تكثيفا، بل هو الأكثر فلسفة"، وباستخدام الوسائط الحديثة، وبقراءة في هندسة بعض المدن العربية، قدّم الرشيد فكرة لكتابة مسرحية جديدة تقترب أكثر من الصورة في عصر الصورة. ويختم المسرحي التونسي يوسف البحري آخر محاضرات الملتقى العلمي بتقديم تجربة مثيرة للمسرحي التونسي محمد إدريس، الذي أبدع في تقديم مسرح "نو" الياباني، ورأى أن التجربة ذهبت بعيدا عندما تجاوزت النص إلى العرض نفسه.

اللجنة العلمية توصي بتنظيم مختبر متصل بالسينوغرافيا

 

أسدل الستار عن الملتقى العلمي المواكب لفعاليات المهرجان الوطني للمسرح المحترف في دورته الثامنة والذي كان على مدار أيام 25، 26 و27 ماي 2013 بقاعة البحر بفندق السفير، وعلى إثر إنجاز أعماله التي خصصت للكتابة المسرحية في الوطن العربي بين الاقتباس والاستنبات والترجمة، حيث تبلورت توصياتها، أنه وفي ضوء ما أثاره الملتقى العلمي لهذه السنة من جدل حول مصطلحات "الاقتباس" و"الاعداد" و"المسرحة" و"التوظيف" و"التناص"، وما إلى ذلك فإن اللجنة توصي بأن يخصص الملتقى العلمي للسنة القادمة 2014 لدراسة دلالات المصطلحات المسرحية، سواء تلك التي تتعلق بالأنواع المسرحية، أم تلك التي تستخدم في النقد المسرحي النظري والتطبيقي، فضلا عن دراسة ترجمات تلك المصطلحات وتدقيقها وتحديد دلالاتها، سواء في العربية أم في اللغات الأخرى، وذلك تمهيدا لوضع مصنف معجمي لتلك المصطلحات. كما اقترحت اللجنة تنظيم مختبر للمسرح يعنى بالمسائل التطبيقية المتصلة بالسينوغرافيا، أو التأليف المسرحي، أو الإجراءات العلمية لتقييم النصوص والعروض المسرحية. ومن جهة أخرى أوصت بطبع ونشر أعمال الملتقى على أوسع نطاق، وتمكين طلبة الدراسات العليا بالجامعات من الاطلاع عليها واعتمادها في بحوثهم الأكاديمية. 

فيصل. ش

من نفس القسم الثقافي