الثقافي

مسرحية "الصوت" الكوابيس تلاحق المعذبين من وحشية الاستعمار

في محاولة للخروج من نمطية الخمسينية

 

نجح الممثل والمخرج المسرحي علي جبارة من حفظ ماء وجه الطبعة الثامنة من المهرجان الوطني للمسرح المحترف، حيث تمكن من نيل اعجاب الجمهور الحاضر بالقاعة الرئيسية للمسح وهذا عبر عرضه الموسوم بـ "الصوت ". 

 

تنطلق المسرحية من صوت وسط ديكور مظلم يطارد أحد الجزائرين البسطاء الذي عذبه المستعمر الفرنسي حتى أصيب بالجنون، وتعود اليه الكوابيس كل ليلة ويعود بذاكرته إلى تلك الفترة، التي فقد فيها زوجته اثناء محاولتها انقاذه من ايدي الجنود الفرنسيين الذين اقتادوه إلى احد السجون وقاموا بتعذيبه، من خلال قطع اصابع رجليه بالكشف عن الوثائق التي تركه اخوه الذي كان مغتربا في مدينة مرسيليا الفرنسية، وهو الامر الذي كان ينكره ويصر على انه لا علم له به. في الجهة المقابلة من المسرحية نجد مجموعة اخرى من المجاهدين الذين عذبوا امامه وفي الوقت نفسه يكشف العرض المسرحي لعلي جبارة مأسات أم مع ابنها وهو المجنون، والتي لا تريد الكوابيس تركه ليستيقظ كل ليلة مفجوعا من اثار التعذيب الذي مورس عليه وفي كل مرة تحاول تهدئته. ووسط كل هذا صوت الضمير يناديه ويذكره بابتسامة الحياة التي كانت مرسومة على شفاه زوجته "حيزية" ويدعوه للرحيل ووضع حد لحياته. ونجح الممثلون في تأدية أدوراهم على أكمل وجه خاصة دور الضابط الفرنسي. النقطة السوداء الوحيدة في هذا العمل المسرحي هي الاضاءة السيئة التي عكرت قليلا أجواء العرض. وقال المخرج والممثل علي جبارة بعد العرض بأنه شارك لأول مرة في فعاليات المهرجان الوطني للمسرح المحترف كمخرج موضحا انه تناول هذا العمل المندرج تحت غطاء الخمسينية ولكن حاول ترك بصمة مغايرة للأعمال التي تم انتاجها تحت نفس الاطار، وأضاف جبارة بأنه اخرج النص من تلك النمطية المعتادة ولغة الخشب المميعة في جميع العروض التي شاهدها خاصة التاريخية منها. وعن سر اختياره لشخصية مجنون في هذا العمل كشف الفنان أن هذه الشريحة التي عانت الويلات ابان الاحتلال الفرنسي، تم تجاهلها وهضم حقوقها ولم تلتفت اليهم السلطات، في الوقت الذي نجدهم ضحايا ممارسات التعذيب التي طالتهم بسبب مشاركتهم في الثورة ولكن في الاخير لم ينالوا غير 

فيصل. ش 

من نفس القسم الثقافي