الثقافي

"الجزائرية للتواصل العلمي والثقافي".. تواصل يبني الحضارة

أسست بحضور نخبة من الباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي والعلمي

 

 

تعززت الساحة الثقافية الجزائرية، بـمولود جديد هو "الجمعية الجزائرية للتواصل العلمي والثقافي"، التي أقيم حفل تأسيسها أمس الأول بدار الشباب ببوزريعة، بحضور نخبة من الأساتذة، والباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي والعلمي.

وقدم رئيس الجمعية ياسين بعداشي، في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة، أهداف الجمعية، التي تسعى إلى إحياء التراث الثقافي الأصيل بكل أبعاده، بما يخدم تنوع مكونات هوية المجتمع الجزائري، وكذا تعزيز مفهوم انتماء الفرد الجزائري لوطنه وما ينجر عنه من حقوق وواجبات، كما أكد بعداشي أن الجمعية تهدف أيضا إلى رفع المستوى الثقافي والعلمي لفئات المجتمع، من خلال نشر الفكر العلمي المنهجي المتكامل، إضافة إلى تشجيع ومكافئة الجهد الفكري والإبداعي، وتشجيع التبادل الثقافي بين الشعوب، داعيا كل من يؤمن بهذه الأهداف إلى التواصل مع الجمعية.

كما تطرق رئيس الجمعية إلى الآليات والوسائل التي ستعتمدها الجمعية، حيث خصصت مجموعة لجان نوعية متخصصة، على غرار لجنة إحياء التراث الثقافي التي تعمل على إحياء ونشر التراث الثقافي الأصيل بكل أبعاده المكونة لهوية المجتمع الجزائري، إضافة إلى لجنة الإبداع الثقافي والفكري، والتي تعمل على اكتشاف المواهب الفكرية والمشاريع الإبداعية وتشجيعها ودعمها، وكذا إنشاء مشاريع إبداعية وتجميع الطاقات حولها، هذا فضلا عن لجان أخرى مثل لجنة التبادل الثقافي، لجنة الإعلام والاتصال، ولجنة التكوين والدراسات.

أما ضيوف الحفل فقد هنأوا الجمعية بفتحها لهذا الفضاء الجديد للثقافة، كما تنبأوا بأن تكون من الجمعيات الفاعلة في الساحة الثقافية والعلمية الجزائرية، فمن جهته وقف الدكتور عمار طالبي عند شعار الجمعية "بالتواصل نبني حضارتنا"، معتبرا أن الأمة الضعيفة في ثقافتها ضعيفة في جميع مكوناتها، وهو ما ذهب إليه نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الشيخ بن يونس آيت سالم، الذي أكد على مفهوم لهوية المجتمع.

ودعا الدكتور عبد القادر فضيل إلى التكامل مع الجمعيات الأخرى والبناء والعمل، من خلال الحث على التواصل اللغوي والتربوي والحضاري، وعن الحضارة أيضا أشار الدكتور عبد الرحمن تلي إلى الفرق بين العلم في الحضارة القديمة، والذي كان يبحث في كيفية حدوث الأشياء، وبين العلم في الحضارة الإسلامية، اين صار العلم يبحث في الأسباب أيضا، معرجا على مسألة جد مهمة في الوقت الراهن، والمتعلقة بالتواصل بين الأجيال، ومع الذات والغير، في حين وقف الدكتور عمار جيدل عند "الجزائر" في تسمية الجمعة، حيث طالب بضرورة التواصل مع الذات الجزائرية، معتبرا أنه لا مستقبل للجزائر، إلا بتضافر جهود جميع الجزائريين لنهوض بها، وبناء مجدها التليد.

ومن جهته دعا محمد سعيد مولاي، الجمعية لتضع لمستها في الساحة العلمية والثقافية، مشددا على انه لا نهضة بدون مبادرات مماثلة تتسلح بالعلم والتكنولوجيا، وهو الرأي الذي تبناه الدكتور كمال العقون، حيث لفت الانتباه بدوره إلى أهمية العمل الجمعوي في بناء المجتمع المسلم، موضحا أنه لم تتقدم الأمم الحديثة إلا بالمساحة العريضة التي احتلتها هذه الجمعيات، خدمة لبلدانها في جميع مناحي الحياة.

أما الدكتور منير أكساس فقد ألح من خلال الكلمة التي ألقاها على ضرورة إدماج عنصر الشباب في العمل الجمعوي، وذلك حرصا على نجاح مشروع هذه الجمعية، معتبرا أنه لا مستقبل لأي أمة بدون التواصل مع هذه الشريحة المهمة في المجتمع.

وعن التواصل أيضا كان حديث الدكتور عبد الرشيد بولعواد، الذي ذكر بحادثة الإسراء والمعراج التي تصادف شهر رجب، وهو تاريخ تأسيس الجمعية، مشددا على أهمية التواصل في المجتمع، في حين أجاب الدكتور عبد الحفيظ بورديم عن سؤال "أي ثقافة نريد؟"، مؤكدا على ضرورة الوعي الانتمائي، الوعي بالتجارب، والوعي الإنجازي، كما دعا إلى تحرير المبادرة لأن خيرها يهم الجميع. 

ف. ش

من نفس القسم الثقافي