الثقافي

مسرحية "ما تبقى من الوقت" تشريح لواقع الدمار في العالم العربي

في اليوم الثاني من المهرجان الوطني للمسرح المحترف

 

نشطت التعاونية الثقافية كاتب ياسين من سيدي بلعباس بالتعاون مع جمعية البسمة الثقافية ومسرح حمام بوحجر لعين تيموشنت، فعاليات اليوم الثاني من المنافسة الشرسة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف في طبعته الثامنة وهذا من خلال تقديم العرض المسرحي المعنون بـ "ما تبقى من الوقت"، الذي تم اقتباسه من نص للكاتب، القاص والمؤلف المسرحي العراقي حمود زيدان.

وتدور أحداث مسرحية "ما تبقى من الوقت" الناطقة بالعربية الفصيحة في مصحة للمجانين، يتجاذب فيها المجانين الأربعة أحاديثه عن همجية الحياة الحالية، والمشاعر الإنسانية التي تخالج كل إنسان عاقل كان أو مجنون على حد سواء في ظل الموت والدمار الذي يصيب العالم في كل جوانبه المادية والمعنوية، خاصة بسبب الحروب التي تمخضت عن الربيع العربي الذي عاشته البلاد قبل فترة طويلة ليعود ويحط الرحال في دول عربية مجاورة، ويروي كل واحد من الممثلين الأربعة في ريتم سريع لغويا وحركيا مصائب الحروب والدمار التي عاشها والتي أتت به للمصح، وتكشف لنا الشخوص مع مرور زمن العرض تأثير الحرب، ومحاولاتهم المستمرة للبحث عن الخلاص من هذه المحنة من خلال التفكير بالرحيل، كل واحد على حدا، ليستقروا في النهاية على العمل سوية لاستغلال ما تبقى من الحياة للعيش بعيدا عن الدمار، الحرب والألم.

وما زادت من قوة العرض تلك اللوحات الكوريغرافية التي قدمها الممثلون على الخشبة، ولعل النقطة التي أضافت الكثير للعمل هو التمثيل الذي أبدع فيه الشبان الأربعة رغم الريتم العالي للعرض الذي تخللته العديد من الرقصات المتناغمة مع مراحل الحبكة، التي تهدف إلى إرسال رسائل سلم إلى الشعوب العربية كافة من أجل إحلال الحق وترك الباطل والابتعاد عن العنف في حل المسائل العالقة.

ومن جهته اعتبر الممثل الرئيسي في مسرحية "ما تبقى من الوقت" بوحجر أوشيش أنه عمل على تكييف النص الحقيقي للكاتب العراقي حمود زيدان الذي تكلم فيه عن الأوضاع في العالم العربي بصفة عامة، وتدخل الناتو في الكثير من القضايا المصيرية لكل من العراق ومصر وليبيا وغيرها من الشعوب العربية التي شهدت ما يعرف بالربيع العربي، حيث عمل الممثل على إعادة تكييفها مع ما تشهده الجزائر في الوقت الراهن من بقايا آثار لما خلفته العشرية السوداء على نفسيات العديد من الجنود والمواطنين الأبرياء.

كما أعرب أوشيش في تصريح لصحافة أنه غير مستعد لإعادة السيناريو الذي عانت منه البلاد في تلك الفترة، ولكن التغيير على حد قوله يكون بالعقل ورجاحته لا بالسلاح ودماره، فعلى كل من يريد تحسين الأوضاع أن يبدأ بإصلاح نفسه ليتمكن بعد ذلك من التأثير على الغير، كما اغتنم الفرصة ليرسل تحية إلى الكاتب العراقي الذي أهدى الشعب الجزائري هذا النص العريق وترك حرية التصرف فيه للمخرج الشاب مربوح عبد الإله.

وقدم العرض ركحيا المخرج الشاب مربوح عبد الإله، وقد نجح المخرج لحد بعيد في أول تجربة إخراجية له في ترك الجمهور مشدودا لآخر كلمة من العرض، وهذا لمزجه العديد من المدارس المسرحية المعروفة من الواقعية، العبث والكوميديا في عرض واحد.

للتذكير تعتبر مسرحية "ما تبقى من الوقت" ثالث مسرحية لجمعية البسمة التي نالت عنها التعاونية الثقافية كاتب ياسين من سيدي بلعباس بالتعاون مع جمعية البسمة الثقافية ومسرح حمام بوحجر لعين تيموشنت، الجائزة الأولى عن المهرجان المحلي للمسرح المحترف.

فيصل. ش

 

 

من نفس القسم الثقافي