الثقافي

الجمهور يستمتع بالعرض الشرفي لمسرحية "وصية الشهيد"

بحضور العديد من الوجوه الفنية

 

استطاع عدد من الممثلين الشباب أن يبهروا جمهور قاعة دار الثقافة "الدكتور احمد عروة" بالقليعة بولاية تيبازة سهرة الاثنين الفارط، في عرض شرفي أول لإنتاج مسرحي جديد وقعته التعاونية الثقافية والفنية "المهراز" تحت عنوان "وصية شهيد" المنتج ضمن برنامج الاحتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال والشباب، وبحضور نخبة من الفنانين والجمهور الذواق للفن الرابع. وقد كان الشرف لممثلي المسرحية أن يبدعوا في تجسيد احداث العرض امام جمهور نخبوي، امثال الفنان القدير محمد عجايمي، الفنانة باهية راشدي، سعيد حيلمي، واخرين لبوا الدعوة رغبة منهم في تشجيع مثل هكذا مواهب شابة، منحت لهم الفرصة ضمن هذا الانتاج المسرحي لإظهار مواهبهم في التمثيل المسرحي.

العرض الشرفي "وصية شهيد" للمؤلف محمد سنوسي وإخراج نسمة عروس تجسد في لوحات مؤثرة احداث مؤلمة عاشها الشعب الجزائري في فترة الثورة التحريرية، الذي صمد امام كل انواع التعذيب والآلام من أجل أن تبقى ارض الجزائر الطيبة حرة ومستقلةن من اجل أن يعيش فيها الجيل القادم من ابناء واحفاد الشهداء الابرار في سلام وحرية.

أم تظهر مع فتح الستار في اول مشهد من المسرحية، وكلها آلام ومعاناة تتوهم سمع اصوات ابنائها الذين استشهدوا على يد العدو الفرنسي امام عينيها، وتصرخ بحثا عنهم من جهة وتلعن العدو الفرنسي الذي تسبب في آلامها من جهة اخرى. لتعود بنا المسرحية بعد هذا المشهد إلى سرد قصة الشهداء علي ويوسف وابراهيم والياقوت الذين سقطوا في ساحة الحرب، كمثل كل الشهداء الذين ضحت بهم هذه الارض الطيبة وارتت بدمائهم ثمنا للاستقلال الذي ننعم به اليوم. في احدى القرى الجزائرية بعد أن يقرر التضحية من اجل اداء مهمة امر بها، ورغم كونه ضريرا اعمى العينين لم ينجوا من شر المستعمر ليسقط شهيدا ويلتحق برفيقه بوعلام إلى بيت الحق، لحظات قبل استشهاده يوصي ابراهيم صديقه المجاهد يوسف بسرد قصة كل مجاهد سقط شهيدا، من اجل الوطن للأجيال التي ستشهد الاستقلال ليعرفوا كم كان ثمن تلك الحرية التي ينعمون بها. لكن يشاء القدر أن يستشهد يوسف، في مشهد مؤلم يسقط فيه كل من صالح، علي والياقوت بعد أن يسقطوا في ايدي العدو الفرنسي، ليقتلوا بكل بشاعة ودون رحمة امام اعين امهم يامنة، التي ادت دورها الممثلة منال سيلامين التي تأثر الجمهور بصراخها ألما وحزنا على اولادها. ويقوم يوسف بتحميل امه وصية الشهيد ابراهيم لحظات قبل استشهاده، ويوصيها بنقل قصة اولادها وإخوتها الشهداء الذين اختاروا أن يستشهدوا لترتوي ارض الجزائر الطيبة بدمهم، لتكون قصة تجسد قصة كل الشرفاء الذي ضحوا بالنفس والنفيس من اجل استقلال الجزائر.

وقد شارك في تجسيد احداث العرض الذي كان شيقا ونال اعجاب الجمهور الحاضر من فنانين ومدراء ثقافة وممثلي السلطات الولائية لولاية تيبازة، عدد من الممثلين الشباب الذين وبكل جدارة استطاعوا أن يوصلوا آلام واحزان عاشتها الجزائر وضحت خلالها بالكثير.

فقد جسد الممثل حبوشي امين شخصية قويدر الحركي بكل احترافية، فيما ادى موساوي امين دور الشيخ بلعيد، الطاهري طاهر في دور يوسف، كما نجح الممثل طالبي سوفيان في اداء دور ابراهيم الاعمى رغم انها اول تجربة تمثيلية له، وآخرون. وللإشارة فإن العرض سيجوب عددا من ولايات الوطن إلى جانب بعض من دوائر ولاية تيبازة في جولة مسرحية انطلق مباشرة بعد تقديم العرض الشرفي.

فيصل. ش


من نفس القسم الثقافي