الثقافي

التشكيلي حسن دريسي يوظف الريشة لتجسيد أحلامه المعمارية

في معرض سيتواصل لغاية 27 ماي الجاري

 

سخر الفنان التشكيلي حسن دريسي ريشته وخياله الإبداعي لتجسيد أحلامه المعمارية في لوحات فنية متميزة كما يتجلى من خلال أعمال معرضه الثالث الذي دشن أول أمس بالجزائر العاصمة تحت شعار "بدون عنوان". وقد واصل هذا الفنان الشاب في هذا المعرض رحلته إلى عوالم العمران والبناء حيث أطلق العنان لخياله وريشته للتجوال دون قيد في متاهات العمارة العصرية مجسدا بتقنية دقيقة بنايات متألقة وأشكالا هندسية تتراوح بين اللمسة المحلية والبعد العالمي في التصميم. وتدعو اللوحات الـ 36 المعروضة في فضاء فسيح ومضيء الزائر إلى فسحة عبر العالم والتنقل بين ناطحات السحاب وانجازات معمارية شاهقة ومذهلة بعلوها وأيضا نماذج عن العمران الشرقي والغربي من خلال رسوم لمساجد وقصور وأبراج تتمايل وترقص بكل حرية. وعن هذا الانطباع بحركية الأعمال يقول المبدع إن هذه الحرية في التعامل مع الفن تفسر رفضه في هذا المعرض وضع عناوين أو بيانات لوحاته التي أنجزها بالألوان الزيتية والحجر الأسود. وأضاف في تصريح له قائلا "لم أكن ارغب في توجيه أو تقييد خيال الزائر الذي له كل الحرية في فهم وتفسير اللوحات المعروضة". وأمام الحرية التي تركها الفنان للزائر يلتزم هو في عمله بدقة وصرامة لا تنتهي بانتهاء العمل بل تتواصل إلى مراحل أخرى حيث يقوم بنفسه بتصميم تأطير اللوحات بطريقة فنية مبهرة تؤكد الذوق الجمالي العالي للفنان. وحسبما قال حسن دريسي فإن التأطير هو امتداد لجمالية اللوحة. ويتميز هذا المعرض عن سابقيه باختيار الرسام تقديم بعض الأعمال في شكل سلسلة وذلك بتقديم لوحة كبيرة متبوعة بلوحتين يعيد فيهما تقديم أجزاء من العمل الأساسي مع اختلافات طفيفة سواء في الأشكال أو الألوان. وقد طغت على بعض لوحات الفنان الذي يضع في أعماله للنوع شبه التصويري والتجريدي ألوانا قاتمة خاصة الاسود في عمق العمل مع إطلالات من الألوان الفاتحة تضفي على العمل المزيد من الضوء والإحساس بالبعد. اهتمام حسن دريسي بالفن المعماري لم يأت صدفة وإنما نابع من الأحشاء حيث كان ابن البويرة المولود سنة 1982 يحلم منذ بداية دراسته بأن يصبح فنانا معماريا لكن الظروف شاءت غير ذلك فدخل بعد حصوله على شهادة الباكالوريا إلى المدرسة الوطنية للفنون الجميلة بالعاصمة. وبعد تخرجه من مدرسة الفنون الجميلة في 2010 انكب على تجسيد أحلامه المعمارية في شكل لوحات فنية جمعت بين عظمة الفن المعماري وشاعرية الرسم. وسيتواصل هذا المعرض لغاية 27 ماي الجاري قبل أن ينتقل إلى رواق دار الكنز لمدة أسبوعين أخريين.

ف.ش


من نفس القسم الثقافي