الثقافي
نسيمة حبلال كاتبة سابقة لعبان رمضان في ذمة الله
عن عمر يناهز 85 سنة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 16 ماي 2013
انتقلت نسيمة حبلال كاتبة سابقة لعبان رمضان أول أمس ببئر خادم إلى ذمة الله عن عمر يناهز 85 سنة. وبدأت نسيمة حبلال التي كانت عون ربط لعبان رمضان مع عيسات ايدير نشاطاتها على مستوى شبكات للعلاج والتلقيح ومحو الأمية لدى عائلات جزائرية فقيرة قبل اندلاع ثورة 1954. كانت من المناضلات الرائدات في الحركة الوطنية حيث كانت تنشط على مستوى خلايا المنظمة النسوية لحزب الشعب. كانت في اتصال مع عبان رمضان لما وصل إلى الجزائر العاصمة واستقر بحي الرويسو (شارع هيلان بوشي حاليا رابح تاكجورت). تولت المغفور لها بإذن الله في بداية الثورة أشغال الدعاية حيث كانت ترقن المناشير في بيتها وتسحبها لدى الأوروبيين الذين كانوا يساندون جبهة التحرير الوطني. كما تكفلت نسيمة حبلال عضو دائم في الاتحاد العام للعمال الجزائريين برقن صحيفة "المجاهد" وكذا صحيفة الهيئة النقابية "العامل الجزائري". اختارت جبهة التحرير الوطني منزلها كمقر للاجتماع والاتصال مع عبان رمضان. تم اعتقالها يوم 21 فيفري 1957 حيث تعرضت لأبشع أنواع التعذيب في عدد من مراكز التعذيب ليتم الحكم عليها بخمس سنوات سجنا. ووريت الفقيدة الثرى بعد ظهر أول أمس الثلاثاء بمقبرة بئر خادم.
كانت تتحدث عن عبان رمضان بكثير من الانفعال وتشعر بالاعتزاز والفخر كلما ذكرت اسمه، بالاعتزاز لانها كانت كاتبته الشخصي وأقرب مقربيه وذاكرته ان صح التعبير. احتفظت نسيمة حبلال التي وافتها المنية وعمرها 85 عاما بكامل ذاكرتها لتروي بالتفصيل مسارها الى جانب كبار رجالات الثورة. كانوا كبارا بتواضعهم واخلاقهم العالية كما كان يحلو للفقيدة ترديده كلما استحضرت ذكرياتها مع عبان رمضان الذي وجد في بيتها مأوى مضمونا ومع عيسات ايدير الذي ناضلت معه في صفوف الاتحاد العام للعمال الجزائريين وعمارة رشيد وعدد كبير من المسؤولين الاخرين مثل المغفور له بإذن الله محمد يزيد. لقد تطور وعيها السياسي بعد مجازر 8 ماي 1945 التي كانت اشارة انطلاق لنضال ادى بها وهي لا تزال شابة تتابع خطب مصالي الحاج وتختلط بمناضلي حزب الشعب والحركة من اجل انتصار الحريات الديمقراطية حتى اندلاع ثورة التحرير. تعرفت الفقيدة على عبان رمضان واصبحت كاتبته الخاصة في 1955 وتحت هذا العنوان أوكلت لها مع الفريق التقني وفي حوزتهم آلة استنساخ فقط مهمة إصدار العدد الاول لصحيفة المجاهد الذي يقع في 70 صفحة حسب ما ورد في حديث خصت به احدى الصحف الوطنية وكانت تقصد بذلك "أن التحدي تم فعلا رفعه وان عملية الإصدار فاقت كل التوقعات". سرعان ما نشأت ثقة كاملة بينها وبين عبان رمضان مما جعلها تتعرف على كل ملاجئه. وأهم هذه الملاجئ كان يقع في بلكور (حي بلوزداد) المتاخم لحديقة التجارب. ألقي القبض عليها مرة أولى في 1955 واعتقلت في سجن سركاجي قبل ان تعتقل مرة ثانية في 1957 عندما كانت السكرتيرة الخاصة للجنة التنسيق والتنفيذ. رغم السنين التي أثقلت كاهلها احتفظت نسيمة حبلال بكامل ذكرياتها. ورغم جسمها النحيف إلا انها كانت مناضلة بأتم معنى الكلمة تكونت مع أناس يناضلون دون مقابل مثل الرفيق في النضال مصطفى بن محمد المدافع العنيد عن العمال الذي وافته المنية هو ايضا في نفس اليوم الذي توفت فيه نسيمة حبلال وكأنهما يختتمان معا فترة التزما بها بكل إخلاص وتفان لأكثر من ستين سنة.
ف.ش