الثقافي
المشاركون ينوهون بضرورة إدماج قانون خاص بحماية المخطوطات
خلال الملتقى السادس للتراث الثقافي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 15 ماي 2013
دعا المشاركون في الملتقى الوطني السادس حول التراث الثقافي الذي اختتمت أشغاله اول أمس بالوادي مختلف وسائل الإعلام إلى تخصيص فضاء للتعريف بالمخطوطات من خلال القيام بزيارات إلى الخزائن الخاصة والإشهار بمحتوياتها، مشددين على ضرورة التعريف بالمخطوطات من خلال الفروع التابعة لها وكذا إشراك أهل الاختصاص، حاثين على تكثيف اهتمام الجهات المختصة بهذا التراث. وتم في هذا السياق إبراز الدور الهام الذي تؤديه وسائل الإعلام المختلفة المكتوبة منها والسمعية البصرية في الترويج للتراث المادي المتمثل أساسا في المخطوطات وفي نشر الوعي في أوساط مختلف شرائح المجتمع للحفاظ على هذا الإرث ذي الأهمية العلمية والتاريخية. وأوصى المشاركون من أساتذة جامعيين وباحثين بتكوين لجنة وطنية من الخبراء تعنى بالتعرف على خزائن المخطوطات ومحتوياتها من خلال الفروع التابعة لها التي ستنشأ عبر أرجاء التراب الوطني وإشراك أهل الاختصاص العلمي في الأطروحات والتظاهرات المتعلقة بالمخطوطات ودراستها. كما حثوا على تكثيف اهتمام الجهات المختصة بهذا التراث الثمين من خلال تقديم الحوافز الكفيلة لأصحاب الخزائن للتعريف والإشهار بمحتويات خزائنهم ورصد جوائز على المخطوطات بما يتناسب مع القيمة التي تستحقها وتخصيص ميزانية على مستوى مديريات الثقافة لاقتناء المخطوطات. واقترح المتدخلون في توصياتهم الختامية وضع قانون خاص بحماية المخطوطات كإرث حضاري علمي جزائري واستخدام الوسائل التكنولوجية لرقمنة فهرسة المخطوطات وذلك قبل الدعوة إلى ترقية هذا الملتقى الوطني إلى ملتقى دولي. وناقش المشاركون من أساتذة جامعيين وباحثين ومختصين في علوم التاريخ والآثار خلال يومين من أشغال هذا اللقاء الذي حمل عنوان "خزائن المخطوطات في الجزائر" عدة محاور تناولت بالخصوص أهمية خزائن المخطوطات وصمود هذا التراث المادي في وجه التحديات وطرق إحصائها وفهرستها وتحقيقها. كما تم التطرق أيضا إلى تجربة مخابر المخطوطات في الجامعة الجزائرية ودور المخطوطات في الكتابات الوطنية والتأريخ لحركة المقاومة المسلحة في الجزائر والمخطوطات الجزائرية وسبل الاستفادة من وسائل الحفظ والرقمنة الحديثة. ومن جهة اخرى اعتبر المتدخلون في هذا اللقاء أن هذه المخطوطات كانت من أهم الأسلحة التي قاومت وبشدة محاولات الاستعمار لطمس مقومات الشخصية والهوية الوطنية لمدة تزيد عن 132 سنة. وأكد مدير الثقافة لولاية الوادي "حسن مرموري" في هذا الصدد أن المخطوطات قد أعادت بعث روح الانتماء الوطني والارتقاء بمقومات الأمة وتعزيز وحدتها. كما أجمع هؤلاء المتخصصون في دراسة هذا النوع من التراث المادي على ضرورة الاعتناء بالمخطوطات وحماية الخزانات والزوايا التي تزخر بهذا التراث الثقافي الثمين وتوفير كل شروط ترقية وتثمين المخطوطات. وللإشارة فإن هذا الملتقى الوطني الذي احتضنت أشغاله دار الثقافة القديمة محمد الأمين العمودي نظمته مديرية الثقافة بالتنسيق مع مخبر المخطوطات الجزائرية في غرب إفريقيا بالجامعة الإفريقية العقيد أحمد دراية بأدرار. ق.ث