رياضة

حليلوزيتش بين مطرقة المؤيدين وسندان المعارضين

بعد الإقصاء المبكر للمنتخب الوطني من منافسات الكان بجنوب افريقيا

 

لم يكن أشد المتشائمين من جماهير الكرة الجزائرية داخل البلد وخارجها، يتوقع أن يخرج منتخبهم الأول لكرة القدم خائبا وفي الدور الأول من أمم إفريقيا المقامة حاليا بجنوب إفريقيا، خاصة وأن "هالة إعلامية" أحاطت بفيغولي ورفاقه قبل أشهر عن الموعد القاري، بفضل نتائجه الايجابية في المباريات التجريبية والرسمية، وتحسين مركزه العالمي، حيث قفز بسرعة البرق إلى المركز الـ22 عالميا، ناهيك عن الإمكانات المسخّرة تحت تصرف هذا المنتخب، الذي حاز -بشهادة المتتبعين والمختصين- قيمة منتخبات عالمية، ليس بنتائجه "المخيّبة"، (خسارتان على يد تونس وطوغو) بل ما صرف عليه من أموال... خروج منتخب الأفناك صفر اليدين ومهانا من المنافسة الأشهر والأقوى في القارة السمراء، واكبه صخب وجلبة في الآراء بين من يرغب في أن يبعد الناخب البوسني وحيد حليلوزيتش، عن دائرة النقد ويطالب ببقائه ضمن العمالة الأوروبية بالجزائر، ومنحه فرصا أخرى لتصحيح مسار القطار، بما أن زملاء قديورة، لم يعد ينقصهم اليوم سوى بعض "اللمسات"، وإيجاد حلول ناجعة مستقبلا خاصة على مستوى الماكنة الهجومية، التي تعطلت "فجأة" في بلاد نيلسون مانديلا، كما أشاد أصحاب هذا الاتجاه بالعمل "الكبير" الذي قام به المدرب السابق لمنتخب ساحل العاج منذ بداية عمله مع المنتخب في الفاتح من جويلية (يوليو) 2011، حيث ساهم في تطوير أداء الفريق، وبناء قاعدة لعب مميزة، تعتمد على الكرات القصيرة، غير أن ظروفا معينة أبرزها التحكيم وقلة خبرة الكتيبة التي يشرف على تأهيلها، حالت دون تحقيق النتائج المرجوة، كما ذكّر هؤلاء –المتتبعون– بفضل التقني الفرانكو بوسني، في تحسين مرتبة المنتخب حيث قاده إلى المركز الـ 22 عالميا، متفوقا في ذلك على منتخبات عالمية، لذا وجب الحفاظ على هذا المنتخب بكامل طاقمه لأن المستقبل يحمل في طياته الكثير من الانجازات. وبينما في المقابل يرى متتبعون (إعلاميون ومدربون ولاعبون سابقون) أن المنطق يقتضي إبعاد الفاشلين (مسؤولي الاتحاد والطاقم التدريبي وعدد من اللاعبين) الذين تسببوا في "مسخرة" بافوكينغ رويال ستاديوم، والأكثر من ذلك محاسبتهم على تلطيخ سمعة بلد بحجم الجزائر، سخرت ميزانية قد تكفي لإنعاش اقتصاد بلد إفريقي بالكامل، حيث عاب هؤلاء على مدرب منتخب بلادهم إبعاد اللاعبين أصحاب الفضل في الوصول إلى كأس العالم الأخيرة دون مبرر منطقي، مضطرا إياهم للإعتزال، بينما وضع كامل ثقته في آخرين يقلون خبرة وحنكة في ملاعب إفريقيا، والأدهى من ذلك استنجاده بلاعبين بطّالين، في صورة الحارس مبولحي.. ملايير في مهب الريح ومطالب بإعادة النظر في جدول الرواتب والمنح، ولأن الفشل والتعثر يفتح الأعين والأبصار، فإن فئة أقرب إلى طائفة "لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء"، طرحت ملف الأموال الطائلة التي تصرف على هذا المنتخب، بتنفيذ من رئيس الاتحاد الكروي محمد روراوة، ومباركة الوزارة الوصية وقبلها السلطات العليا في البلد، حيث يعمد روراوة إلى التصرف في أموال الإشهار والرعاية، بعيدا عن أي محاسبة -حسب عارفين بشؤون الاتحاد– فلا الوزارة ولا المكتب الفدرالي للاتحاد ولا الإعلام يعرف قيمة الأرقام الحقيقة للأموال التي "تنثر" هنا وهناك في تربصات المنتخب داخل وخارج الوطن، وكذا رواتب ومنح موظفي المنتخب. كما طالب هؤلاء بضرورة كشف الأرقام بكل شفافية أمام الصحافة ليطلع عليها الجميع، مطالبين في الوقت نفسه بإعادة النظر في جدول الأجور والمنح الممنوحة للطاقم التدريبي واللاعبين، بما أنهم فشلوا في مهتمهم فشلا ذريعا، وهو الأمر المعمول به في أكبر المنتخبات والأندية الكروية العالمية.

 

من نفس القسم رياضة