الثقافي

رحيل حفيدة الأمير عبد القادر في دمشق

عرفت بمؤلفاتها المصحّحة للأخطاء التاريخية المنسوبة إليه

رحلت في بالعاصمة السورية دمشق، الأميرة بديعة الحسني الجزائري، حفيدة الأمير عبد القادر، عن عمر ناهز التسعين عاما، ونعت السفارة الجزائرية بدمشق وفاتها وقالت في منشور نشر عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك توفيت حفيدة الأمير عبد القادر يوم الجمعة21 جويلية 2023، ووري جثمانها الثرى بعد ظهر السبت 22 جويلية.

والأميرة بديعة الحسني الجزائري كاتبة ومؤرخة جزائرية ولدت في ثلاثينيات القرن العشرين وقضت جلّ حياتها في دمشق، بين النضال والتأليف، حيث خلفت وراءها إرثا ثقافيا عبارة عن كتب ومقالات صححت فيها أخطاء تاريخية متعلقة بسيرة جدها الأمير عبد القادر.

واعتمدت على تصحيح المغالطات التاريخية في المناهج المدرسية وفي الكتب والأبحاث وبدأت فكرة هذا المشروع حسبما قالت في تصريحات إعلامية سابقة منذ كانت طالبة في مدرسة دوحة الأدب بدمشق، إذ صار هاجسها الدائم تصحيح الأخطاء التاريخية وخصوصا عندما وقع بين يديها كتاب بعنوان "حياة الأمير عبد القادر لشارل هنري تشرشل مليء بالمغالطات والأكاذيب والاتهامات فردت عليه بكتاب عنوانه" ردود وتعليقات على كتاب … من إصدارات دار الفكر عام2001.

انسحبت من مؤسسة الأمير عبد القادر عام 2010، وطلبت من أفراد العائلة عدم المتاجرة باسمه، كما نشرت في العام 2021 عريضة إلكترونية لرفض إقامة تمثال للأمير بفرنسا، وعن سبب استقالتها قالت إن ما تضمنته مجلة المسالك الشهرية الصادرة عن المؤسسة كان مخالفا لفكر الأمير عبد القادر ومشوها لمواقفه الوطنية وعقيدته الإسلامية.

  •  السفير الجزائري بدمشق: برحيل الأميرة بديعة فقد البلدان طودًا أشمًا في التاريخ

ونعى السفير الجزائري بدمشق، كمال بوشامة، الراحلة الأميرة بديعة الحسني الجزائري، حفيدة الأمير عبد القادر، التي فارقت الحياة بالأراضي السورية، عن عمر ناهز الـ90 عامًا.

وقال بوشامة، في تصريح لوسائل إعلام سورية، إنّ "البلدان الجزائر وسوريا فقدا طَوْدًا أشمًا وكبيرًا جدًا جدًا في التاريخ وفي الثقافة وفي العطاء وفي البذل"، وتابع: "الأميرة بديعة، التي أفنت حياتها في البذل والعطاء، ظلت من نعومة أظافرها وهي تجاهد في سبيل الحق وفي سبيل الجزائر وسوريا بلدها الثاني"، وأوضح "وقامت بدورها كاملًا على الساحة فلم تنته حياتها إلا بإصدار لكتب كبيرة تخلدها وتبقى شاهدة على بقائها رغم دفنها وذهابها إلى دار البقاء"، ليكمل قائلًا: "العزاء اليوم هو من طرف السوريين ومن طرف الجزائريين، فكلنا شعب واحد والراحلة عاشت تقريبًا كل حياتها بهذا البلد العزيز المضياف الذي لا يُنسى"، واختتم تصريحاته قائلا: "الراحلة ستدفن بالأرض الطيبة سوريا وهذا دليل على أن الجزائر وسوريا شعب واحد."

  •  وزير المجاهدين ينعي حفيدة الأمير عبد القادر

بدوره تقدم وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، بتعازيه الخالصة، في وفاة الأميرة بديعة بنت الأمير مصطفى الحسني الجزائري حفيدة الأمير عبد القادر، وجاء في رسالة التعزية: "ببالغ الحزن والأسى تلقيت نبأ وفاة المشمولة بعفو ربها ورضاه المرحومة الأميرة بديعة بنت الأمير مصطفى الحسني الجزائري التي انتقلت إلى رحمة الله تعالى بعد عقود من التأليف والكتابة تدافع بها عن قيم الأمة ومبادئها وتبدع بها في إثراء الحضارة الإنسانية لاسيما منها تلك المتعلقة بتاريخ ومسيرة جدها الأكرم المجاهد الأمير عبد القادر"، وأضاف: "وأمام هذا الرزء الجلل الذي لا راد لقضاء الله فيه اتوجه إلى عائلتها الكريمة من أحفاد الأمير عبد القادر في الجزائر والجمهورية العربية السورية بأخلص التعازي وأصدق عبارات التضامن والمواساة".

من نفس القسم الثقافي