الثقافي
مختصون يؤكدون أن المسرح في الجزائر رافق الحركة التحريرية بكل مراحلها
أثنوا على البصمة التي تركها بشطارزي، مصطفى كاتب، رشيد قسنطيني وعلالو
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 26 ديسمبر 2022
أجمع مسرحيون وباحثون, على البعد النضالي للمسرح في الجزائر, كونه "مدرسة نضالية رافقت الحركة الوطنية بكل مراحلها وتنوعها" من خلال "التزام ثلة من الفنانين المناضلين في الحركة الوطنية بقضية استرجاع السيادة".
وأبرز الباحث الجامعي, أحمد شنيقي, خلال ندوة احتفائية خاصة بالفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني, في إطار فعاليات الدورة ال 15 للمهرجان الوطني للمسرح المحترف, نظمت أمس أول أن الفنانين الذين التحقوا بهذ الفرقة الفنية التاريخية "كانوا بالأساس مناضلين في الحركة الوطنية في نفس الوقت الذي مارسوا فيه هوايتهم وخدمتهم للمسرح".
وأكد, في ذات السياق, أن ثمة "إجحاف" في حق بعض التجارب المسرحية في الجزائر وهي "بحاجة لمن يسلط الضوء عليها" بدءا بمحي الدين بشطارزي و حسن الحسني وحبيب رضا ورضا حوحو وشباح المكي وغيرهم, مشيرا إلى أن كل الذين التحقوا بالفرقة كان "التزامهم السياسي مباشر ونضالهم معروف في عدة حركات على غرار حركة انتصار الحريات الديمقراطية أو جمعية العلماء المسلمين أو الحزب الشيوعي الجزائري".
واعتبر شنيقي, في هذا الشأن, أن المسار النضالي والفني لطه العامري, "نموذج حي للفنان الذي يشكل همزة وصل بين المراحل النضالية المتعاقبة", وأكد بذات المناسبة, أنه من خلال بحثه عن الأرشيف الخاص بالفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني, عثر على "محاضر بوليسية فرنسية تتحدث آنذاك عن مسرحيات محي الدين بشطارزي والخطاب الذي كانت تحمله".
وتأسست الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني, في نظر إبراهيم نوال, أستاذ بالمعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري, بتونس سنة 1958 وفق "رؤية سياسية وفنية وجمالية مميزة حيث تشبع المنتسبين إليها بالوعي والنضال في كنف حركات فكرية وسياسية مثل الكشافة الإسلامية الجزائرية وجمعية العلماء المسلمين وغيرها".
وقد لعبت الفرقة الفنية "دورا بارزا في الدبلوماسية الثقافية والدبلوماسية الشعبية التي لم تقل أهمية عن الدبلوماسية السياسية", فكانت بحق مدرسة نضالية تخرج منها فنانين وشهداء منهم حبيب رضا والشهيدين مجيد حطاب ومحمد التوري.
وتتكون الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني, يردف المتحدث, "من 35 فنانا حسب القائمة الإسمية التي تظهر في الوثيقة الأرشيفية التي سلمها طه العامري للباحثين والدارسين".
من جهته, عاد الفنان والمجاهد عبد الرحمن بسطانجي, المعروف ب "طه العامري" إلى ظروف التحاقه بالفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني, حينما تلقى كغيره من الفنانين "نداء جبهة التحرير الوطني بعد انعقاد مؤتمر الصومام 1956 يدعوهم للالتحاق بالفرقة", حيث كان العامري وزملائه ينشطون "سرا" في كنف حزب الشعب الجزائري قبل الخروج إلى العلن مع حركة انتصار الحريات الديمقراطية, مشيرا الى فرقة الرازي محمد فراح التابعة لذات الحزب و التي قدمت طيلة سنة من العمل "روايات هامة".
وسجل المجاهد, الدور "المميز" الذي أداه الراحل محي الدين بشطارزي ومصطفى كاتب إلى جانب البصمة التي تركها آخرون من شاكلة رشيد قسنطيني وعلالو.
وعلى عكس ما تتداوله بعض الأبحاث والدراسات, أوضح طه العامري, بأن ما كان يقدمه ورفاقه في 1947 كانت عبارة عن "مسرحيات أو روايات يصل مدتها ساعة ونصف و لم تكن أبدا سكاتشات", مشددا في ذات الآن, على الجهد الكبير الذي كان يبذله الممثل في تلك الفترة, من أجل "تقديم مسرحية جديدة كل أسبوع والاشتغال بريتم سريع وتمارين متعبة".
وانضم طه العامري إلى فرقة جبهة التحرير الوطني كممثل مسرحي سنة 1958 حيث كان مصطفى كاتب المنسق العام, وعبد الحليم رايس المكلف بالبرنامج الفني وكتابة النصوص, و أحمد وهبي المكلف بالمجموعة الموسيقية بينما كان هو (العامري) مكلفا بالتسيير والنظام.
ويتواصل برنامج النشاط الفكري والأكاديمي, بفضاء محمد بن قطاف, المسطر على هامش المهرجان الوطني للمسرح المحترف, وذلك إلى غاية الفاتح جانفي 2023.