الثقافي
عودة قوية بعد سنتين من الغياب بفضل تسهيلات من طرف السلطات العمومية
سيلا 2022
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 24 مارس 2022
يتيح الصالون الدولي للكتاب بالجزائر في طبعته 25 التي ستفتتح اليوم، الفرصة للجمهور الجزائري للعودة لحضن هذه التظاهرة الثقافية البارزة و ذلك بعد غياب عامين بسبب فيروس كورونا، حيث سجلت مشاركة قياسية بلغت 1250 دار نشر منها 266 جزائرية، التي تقترح أزيد من 300.000 عنوان في شتى التخصصات.
وسيعرف هذا الحدث الثقافي الكبير الذي يشهد كل سنة إقبالا كبيرا من طرف الزوار، مشاركة قياسية خاصة بعد مبادرة السيد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إعفاء كل دور النشر المشاركة الجزائرية والأجنبية في الطبعة 25 للصالون من تكاليف كراء الأجنحة و هو الإجراء الذي شجع بقوة الناشرين على المشاركة في التظاهرة.
و ككل سنة سيتمكن الزوار من إكتشاف كتب نشرتها دور نشر فتية التي أخذت في شق طريقها في مجال النشر جنبا إلى جنب مع دور النشر العريقة على غرار البرزخ" و "القصبة" و"ميم" و "حبر" و"الشهاب" ، كما بإمكان الزوار إعادة إكتشاف كل الاعمال التي تم تسويقها منذ الطبعة الفارطة عام 2019.
و سيعرف الجناح الايطالي ضيف شرف الطبعة 25 من الصالون بالتزامن مع إحياء الذكرى 60 لعيد النصر 19 مارس، إقامة العديد من الفعاليات الثقافية منها موائد مستديرة حول الأدب وايضا تداعيات جائحة كورونا.
ويعقد ضمن البرنامج التاريخي للصالون ندوة استذكارية لليوم التاريخي 19 مارس 1962، للحديث عن أبعادها كلحظة فاصلة وضعت حدا 132 عاما، من الإستعمار الفرنسي، إضافة إلى ندوة حول " النشر، التاريخ و كتاب الذاكرة"، التي ينشطها المؤرخان دحو جربال و فؤاد سوفي وأخرون.
كما سيتم إقامة استذكار لإيطاليين ساندوا القضية الجزائرية يتقدمهم رجل الأعمال إنريكو ماتي (1906-1962)، كما سيتم أيضا بالمناسبة استذكار للمجاهد و الدبلوماسي الراحل الطيب بولحروف (1923- 2005)، الذي كان ممثلا للحكومة الجزائرية المؤقتة في روما عام 1958.
كما يقترح منظمو الصالون في شقه التاريخي تنظيم مائدة مستديرة بعنوان "الأمير عبد القادر و الكتابة"، ستتناول علاقة هذا الأخير بالكتابة و إسهاماته الأدبية و الفلسفية و رسائله الصوفية و هذا بمشاركة أكاديميين و نقاد وباحثين في التاريخ.
و يتضمن البرنامج الأدبي للصالون سلسلة من اللقاءات حول "التاريخ في سياق الرواية"، " التعريف بعمل الرواية"، و كذا فضاءات و أماكن الكتابة بمشاركة أدباء من بينهم أمين الزاوي، سارة النمس، محمد فتيلينة ولونيس بن علي.
كما يشمل برنامج سيلا 2022 حلقة لقاءات تدور حول "الأدب في زمن الجائحة" بمساهمة كتاب و جامعيين على غرار مصطفى الشريف و واسيني الأعرج، كما تم برمجة بالمناسبة لقاء جزائري – إيطالي، مخصص لمهنيي صناعة الكتاب إضافة إلى سلسة لقاءات حول الجسور اللغوية و الأدبية والسينماتوغرافية و المسرحية بين الجزائر وإيطاليا.
من جهة أخرى سيخصص تكريم استثنائي للكتاب الشهداء مثل أحمد رضا حوحو الذي إغتيل في 1956 بقسنطينة، و العربي التبسي ، و الربيع بوشامة ،عبد الكريم العقون ،محمد الأمين العمودي و مولود فرعون.
و سيكون جمهور الصالون على مستوى جناح ضيف الشرف إيطاليا على موعد مع المائدة المستديرة حول حرب التحرير الجزائرية و تضامن الشعب الإيطالي، سينشطها عدد من الكتاب الإيطاليين، بالإضافة إلى برمجة ندوات أخرى حول ترجمة الروايات الجزائرية اللغة الإيطالية، و كذا إكتشاف الرواية الإيطالية من خلال ما يعرف بالرواية السوداء و أدب الرحلة و الأدب الإيطالي المعاصر.
.. و حضور قوي للمؤسسات و الهيئات الثقافية في الصالون
إضافة إلى البرنامج المتنوع تساهم مؤسسات ثقافية و هيئات رسمية في الصالون بلقاءات و محاضرات و معارض و ورشات متعلقة بالثقافة و التاريخ و الأدب و التراث و غيرها من المجالات.
و سيعرف جناح وزارة الثقافة و الفنون تنظيم ندوات حول "حضور الذاكرة الوطنية في الأدب الجزائري"، و أخرى عن "دور الترجمة في استعادة الأدب الجزائري المهاجر"، بالإضافة لندوة حول "تنظيم سوق الكتاب في الجزائر"، من خلال شرح النصوص التطبيقية لقانون الكتاب.
كما ستنظم الوزارة على هامش المعرض نشاطات بـ 58 ولاية تحت شعار "الكتاب فـي الشارع" وهذا من خلال المكتبات الرئيسية للمطالعة العمومية و ملحقاتها و تحت إشراف مديريات الثقافة حيث ستعرف إقامة معارض و ورشات وحملات تحسيسية للتشجيع على القراءة و لقاءات مع الكتاب المحليين.
و بدورها برمجت المحافظة السامية للأمازيغية إقامة ملتقى علمي حول الخريطة اللغوية و الثقافية في الجزائر، فيما ستنظم المكتبة الوطنية الجزائرية مداخلتين حول الإيداع القانوني و كذا رقمنة الوثائق النادرة.
و أما المجلس الأعلى للغة العربية فسيحضر بالصالون بمحاضرة حول "منجزات وآفاق" المجلس، في حين أن وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف والمجلس الإسلامي الأعلى برمجا محاضرات موضوعاتية.
و ستعرف الطبعة 25 للصالون، التي ستنظم بقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة تحت شعار "الكتاب جسر الذاكرة"، مشاركة 1250 دار نشر من 36 بلدا مع اختيار إيطاليا ضيف شرف.
.. و ناشرون يثمنون قرار الرئيس تبون بإعفاء المشاركين من تكاليف إيجار الاجنحة
ثمن مسؤولو عدة منظمات جزائرية و أجنبية للنشر المشاركة في صالون الجزائر الدولي 25 للكتاب قرار رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بإعفاء كل دور النشر المشاركة في المعرض من تكاليف ايجار الأجنحة، معبرين عن ارتياحهم لمراعاة الظروف الصعبة التي يمرون بها منذ عامين جراء جائحة كورونا.
والى جانب إعفاء كل دور النشر المشاركة في المعرض من تكاليف ايجار الأجنحة، قررت السلطات العمومية إعفاء المشاركين من الرسوم الجمركية لتكون اسعار الكتب في متناول القراء.
وعبر اتحاد الناشرين العرب في بيان له عن "عظيم شكره و تقديره لرئيس الجمهورية لقراره السامي بإعفاء كل دور النشر المشاركة في هذه الدورة الجديدة من الصالون من تكاليف ايجار الأجنحة"، خاصة و أن هذا القرار يأتي في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها منذ عامين جراء جائحة كورونا و التي اثرت كثيرا على صناعة النشر العربية.
وأعرب الاتحاد عن شكره و تقديره لرئيس الجمهورية "لدعمه لكل المثقفين و الكتاب و المبدعين و الناشرين العرب"، و تعهد بدعوة جميع اعضائه الى التجاوب مع هذا القرار بتقديم تخفيضات "كبيرة" للقارئ الجزائري حتى تظل الجزائر " حاضنة لكل الانشطة الثقافية العربية التي تسهم في ارتقاء صناعة النشر العربي ".
من جهتها اعربت المنظمة الوطنية لناشري الكتب عن تلقيها هذا القرار "بكثير من الارتياح" و ذكرت بسعيها لإنجاح الطبعة 25 من الصالون من خلال برنامج ثقافي و لقاءات مهنية في اطار فعاليات المعرض.
كما أعربت أيضا النقابة الوطنية لناشري الكتاب عن "اسمى التقدير و الشكر" لرئيس الجمهورية عن قراره القاضي بإعفاء كل دور النشر المشاركة في المعرض من تكاليف إيجار الأجنحة "لضمان مشاركة فاعلة في هذا الحدث الهام".
و ثمنت النقابة بالمناسبة قرار الرئيس عبد المجيد تبون و دعمه لإنجاح هذه الطبعة الاستثنائية من اجل ترقية مختلف اشكال الانتاج الثقافي و في مقدمتها الكتاب.
ودعت النقابة كافة الناشرين الجزائريين للالتفاف حول كل الجهود المبذولة لضمان نجاح هذه الطبعة وذلك ب"الاجتهاد عبر مختلف الآليات مثل التخفيض في الاسعار دعما للقارئ".