الثقافي

حفل فني ساهر لموسيقيي "وان بيت الصحراء" بتاغيت

   أحيا موسيقيون من الجزائر و الولايات المتحدة الأمريكية و بلدان إفريقية مختلفة مشاركون في الإقامة الموسيقية "وان بيت الصحراء"، المقامة حاليا بتاغيت بولاية بشار، حفلا فنيا سهرة أمس الأول، تنوعت فيه الطبوع و الإيقاعات و الآلات وسط تجاوب واسع من الجمهور.

   و على مدار ثلاث ساعات من الزمن استمتع شباب تاغيت و زوارها، بباقة متنوعة من المقطوعات الموسيقية و الأغاني، التي عكست طبوعا فنية جزائرية و أفرو-أمريكية و إفريقية مختلفة كالديوان و الجاز و الراي و الهيب هوب و اليالا يالا، و استعملت فيها آلات تقليدية و عصرية كالقمبري و الغيتار و الباتري و القرقابو و البولون.

   و تعتبر هذه الفقرات الموسيقية بمثابة مخرجات لورشات العمل و التأليف الموسيقي المشترك، التي انطلقت منذ افتتاح هذه التظاهرة منتصف الأسبوع الفارط، حيث تميزت كل فقرة بأداء ثلاثة أو أربعة فنانين لمقطوعة موسيقية و غنائية مشتركة، و قد جاءت كلها في تناسق كبير ميزها خصوصا تنشيط هايلي سوبريم و هو من المديرين الفنيين لهذه الإقامة.

   و عرف الحفل أيضا حضور العازف الجزائري على آلة الباتري كريم زياد، الذي أمتع الجمهور بأدائه، و كذا المالي قاربة عومار توري، الذي أبدع في عزفه على الغيتار الكهربائي، كما تم التقرب من الجمهور من طرف المنظمين و تعريفهم بهذه الإقامة و جنسيات المشاركين فيها، و كذا الأهداف الفنية و الثقافية التي تصبو لها و خصوصا ما تعلق بـ "تكريم التراث الموسيقي الأفرو- أمريكي".

   و عبرت الموريتانية فاما مبايي، و هي مغنية تنحدر من عائلة من "القريو" (حكواتي وشاعر و موسيقي شفوي تعرف به العديد من بلدان غرب إفريقيا)، عن "سعادتها الكبيرة" بالأداء أمام الجمهور الحاضر و أغلبه من شباب تاغيت المتذوق لفن الديوان و زوار المدينة، قائلة أن "الجزائر بلاد كبيرة و رائعة و أن إفريقيا هي المكرمة اليوم بهذا الحفل و بهذه التظاهرة".

    و رحب من جهته العازف على العود من تاغيت، قادة سهلي، بالموسيقيين الجزائريين و الأجانب و جميع زوار المدينة، التي وصفها بمدينة "السلم و السياحة و الثقافة"، مضيفا أن "الإنسانية هي الأساس مهما اختلفت الثقافات .."، و يدخل هذا الحفل في صلب فعاليات إقامة "وان بيت الصحراء"، التي تهدف أيضا لمد التواصل مع الساكنة المحليين، و خصوصا الفنانين و الجمعيات و إشراكهم في عدد من النشاطات الفنية و الاجتماعية.

   و تستمر هذه الإقامة، التي تنظمها السفارة الأمريكية بالجزائر بالتعاون مع وزارة الثقافة و الفنون، ببرمجة العديد من ورشات العمل المشترك الهادفة للتكوين و تبادل الخبرات و المعارف و كذا التأليف، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات المرافقة، على أن تختتم بحفل فني بالقرب من المنحوتات الصخرية للمدينة.

   و سينتقل بعدها الفنانون إلى الجزائر العاصمة، حيث سيقضون أسبوعا آخر بدار عبد اللطيف لمواصلة تدريباتهم و ورشاتهم لتختتم الإقامة ككل بحفل فني جماعي بأوبرا الجزائر في 11 مارس، و تهدف هذه التظاهرة إلى توفير تكوين عالي المستوى للفنانين المشاركين و إنتاج موسيقى جديدة و أصيلة لهم، و كذا فتح آفاق عمل لهم، بالإضافة إلى تسليط الضوء على التراث الموسيقي الجزائري و الإفريقي و الأفرو-أمريكي، و التعريف أيضا بالإمكانيات السياحية لتاغيت والجزائر، وفقا للمنظمين.

برنامج ثري لإحياء اليوم العربي للتراث الثقافي على المستوى الوطني

    سطرت وزارة الثقافة و الفنون، برنامجا ثريا لإحياء اليوم العربي للتراث الثقافي المصادف 27 فبراير، الذي ينظم هذه السنة تحت شعار "الحلي في التراث العربي"، و ذلك بالتنسيق مع مختلف مديريات الثقافة على المستوى الوطني.

   و بالمناسبة برمجت مختلف مديريات الثقافة و الفنون الموزعة عبر التراب الوطني برنامجا ثريا و متنوعا لإحياء اليوم العربي للتراث الثقافي، على غرار تخصيص مديرية الثقافة لولاية عنابة، معرضا "للحلي التقليدية" بالمسرح الجهوي، كما تحتضن دار الثقافة عيسى مسعودي بعين تموشنت، معرضا للحلي التقليدي الجزائري، فيما برمج مركز الفنون و المعارض بتلمسان عرضا حول "الحلي في الوطن العربي ... خيط الروح تراث و حكاية"، و بدار الثقافة رشيد ميموني  ببومرداس، ستنظم عدة معارض للحلي التقليدية الفضية و للباس التقليدي العريق .

    و في نفس الإطار، يشهد المتحف العمومي الوطني للفنون و التعابير الثقافية التقليدية قصر احمد باي بقسنطينة، افتتاح معرض "الحلي التقليدي الجزائري"، الذي سيستمر لغاية 3 مارس القادم، و ذلك لإبراز التنوع الجمالي للحلي التقليدي و التركيز على البعد الاجتماعي و الثقافي و ترسيخ القيمة المعنوية للحلي التقليدية و توريثه للأجيال القادمة و التحفيز على الإبداع و خلق تمنية اقتصادية.

    كما ستعرف دار الإبداع بقسنطينة (ملحقة دار الثقافة مالك  حداد) تنظيم احتفالية تحت شعار "التراث..اثباتات الهوية و اقتصاديات ثقافية"، تتضمن معارض للأزياء و المجوهرات التقليدية، جناح شرفي حول "عروسة سيرتا"، جناح خاص بأزياء التقليدية لبعض الدول العربية، و سيتم خلالها تنظيم مسابقة وطنية لأحسن الأزياء الموشحة بالحلي التقليدية.

    من جهته، ينظم المركز التفسيري ذي الطابع المتحفي للباس التقليدي الجزائري و الممارسات الشعبية، في إطار إحياء الأعياد و المناسبات الدينية بتلمسان، معارض متنوعة تضم أزياء تقليدية نايلية، صور فوتوغرافية للباس و الحلي النايلي، ندوة علمية تحت عنوان "الحلي التقليدي الجزائري"، نظمت أمس و تمتد لنهار اليوم 28 فبراير، على مستوى قلعة المشور، كما برمجت مديرية الثقافة لولاية جيجل مداخلة من تقديم الدكتورة "جيجيكة ابراهيمي" من جامعة مولود معمري بتيزي وزو.

    و فضلت مديرية الثقافة لولاية ورقلة إحياء التظاهرة بشعار "الحلي في التراث العربي" بمشاركة حرفيين من ولايتي غرداية و تمنراست، و ذلك على مستوى المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية التيجاني محمد، فيما سينظم المتحف العمومي الوطني الباردو بالجزائر العاصمة معرضا للحلي الجزائري بشعار "الحلي الجزائري ..هوية وأصالة".

   و للتذكير، احتفلت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أمس، باليوم العربي للتراث الثقافي العربي، تنفيذا لقرار مجلس جامعة الدول العربية، بشأن اعتبار يوم 27 فبراير من كل عام يوماً للاحتفاء بالتراث الثقافي العربي.

   و قد تم اختيار موضوع "الحلي في التراث العربي"، كشعار لاحتفالية عام 2022 بهدف تسليط الضوء على هذا النوع من التراث الفني الحرفي المهم الذي تزخر به البلدان العربية و يمتد جذوره عبر التاريخ.

من نفس القسم الثقافي