رياضة

كتيبة المحاربين تواجه "الخيول" بذكريات أمم أفريقيا

يكفي الفوز بأية نتيجة أو التعادل من أجل حسم بطاقة التأهل في رحلة تصفيات المونديال

اقترب منتخب الجزائر من حصد تأشيرة التأهل إلى الدور الثالث والأخير، من عمر التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى كأس العالم المقبلة في قطر العام المقبل، بعد فوزه الكبير على جيبوتي بأربعة أهداف مقابل لا شيء في اللقاء الذي جمع بينهما على استاد القاهرة الدولي في العاصمة المصرية، على ذات الملعب الذي شهد تتويجهم بلقب أمم أفريقيا 2019 على حساب السنغال.

ورفع منتخب الجزائر رصيده إلى 13 نقطة في المركز الأول بجدول ترتيب المجموعة الأولى، بعد انتهاء 5 جولات من التصفيات الأفريقية الثانية المؤهلة لمونديال قطر 2022، مقابل 11 نقطة لمنافسه منتخب بوركينا فاسو الذي تعادل على أرضه مع النيجر بهدف لكل فريق، وبات يكفي المنتخب الجزائري الفوز بأية نتيجة أو التعادل من أجل حسم بطاقة التأهل على حساب بوركينا فاسو في رحلة تصفيات المونديال إلى الدور الثالث، والحفاظ على مسلسل نتائجه من دون خسارة مع مديره الفني جمال بلماضي منذ توهجه في عام 2019.

ورغم الفوز الكبير، إلا أن جمال بلماضي المدير الفني أظهر تركيزه اللافت على لقائه المقبل مع بوركينا فاسو في الجولة الأخيرة، من خلال عدم المغامرة باللاعبين الأساسيين والأعمدة الرئيسية في التشكيلة الأولى، ممن غابوا عن البداية أمام جيبوتي مثل رياض محرز وإسلام سليماني، ثم الدفع بهما في النصف الثاني من اللقاء للاطمئنان على جاهزيتهما الفنية والبدنية، وجاء الشوط الأول قوياً، خاضه منتخب الجزائر بحثاً عن التسجيل من خلال اختراقات ثلاثي الوسط بن رحمة وبلايلي وفيغولي، ولكن دفاع جيبوتي صمد أمام الهجوم خلال أول 25 دقيقة، وتصدى لأكثر من كرة عرضية خطيرة للمحاربين، وانهارت دفاعات منتخب جيبوتي في الدقيقة الـ(29)، عندما نجح يوسف بلايلي في هز الشباك بهدف جميل، ليبدأ الجزائر في السيطرة الكاملة وسط انهيار، وتراجع لجيبوتي، وسدد بن رحمة كرة قوية هز بها الشباك في الدقيقة الـ(40)، ثم أضاف فيغولي الهدف الثالث في الدقيقة الـ(42)، أما في الشوط الثاني، فسيطرت الكرة الاستعراضية على أداء "المحاربين" في ظل الثقة في الفوز، وظهرت خطورة لجيبوتي على المرمى عبر كرات عرضية، ولكنها مرت دون جديد، فيما أهدر إسلام سليماني فرصتين متتاليتين على المرمى، قبل أن يسجل الهدف الرابع في الدقيقة الـ(86)، لتنتهي المواجهة بفوز كتيبة بلماضي بأربعة أهداف نظيفة.

إلى ذلك كشف المدير الفني لمنتخب الجزائر جمال بلماضي، عن أن فريقه يلعب من أجل إسعاد الشعب الجزائري، والهدف الرئيس بالنسبة له هو مواصلة سلسلة الانتصارات والنتائج الإيجابية لإدخال الفرحة إلى قلوب الجزائريين، نافيا تصنيف حديثه هذا في خانة الدبلوماسية والشعبوية، كما شدد على أنه سيعمل رفقة اللاعبين على تحقيق حلم التأهل إلى كأس العالم 2022 للمرة الخامسة في تاريخ الجزائر، وقال جمال بلماضي في تصريحات لوسائل الإعلام بعد عودة بعثة "المحاربين" من القاهرة، تعليقا على نفاد تذاكر مباراة بوركينا فاسو في زمن قياسي: "بالنسبة لي هذا الأمر ليس مفاجئا؛ الجماهير كانت تنتظر بشغف عودتها لمباريات المنتخب ونحن بدورنا كنا ننتظر عودتهم أيضا".

وتابع: "نشكر السلطات الرسمية التي رخصت لعودة الجماهير. كرة القدم وجدت لتلعب في حضور الجماهير وهذا الأمر افتقدناه مؤخرا"، وأردف: "نحن نلعب من أجل الشعب الجزائري، وهذا ليس دبلوماسية ولا شعبوية. إن شاء الله سنسعد الـ14 ألف مشجع الذين سيحضرون لقاء بوركينا فاسو"، قبل أن يؤكد: "نتمنى أن يكون عدد الجماهير أكبر بعد أن نتأهل إن شاء الله إلى الدور الفاصل".

وأكد جمال بلماضي أنه يريد لعب المزيد من المباريات بحضور الجماهير من أجل تحفيز اللاعبين وتشجيعهم، وقال بهذا الخصوص: "مباراة بوركينا فاسو لن تكون الوحيدة بحضور الجماهير، نريد لعب بعض المباريات الودّية قبل انطلاق كأس أمم إفريقيا بحضور المشجعين"، مضيفا: "اللاعبون اشتاقوا لجماهيرهم وهذا الأمر مهم بالنسبة لهم".

إلى ذلك أشاد مدرب "محاربي الصحراء" بلاعبيه وأعاد الفضل لهم في النتائج المسجلة لحد الآن، بقوله: "النتائج التي سجلناها لحد الآن تعود للاعبين، إنهم يقومون بعمل كبير وهم من يصنعون الحماس والتنافسية داخل المجموعة"، قبل أن يتحدث عن لقاء جيبوتي، قائلا: "ليس من السهل اللعب أمام منتخب مثل جيبوتي، مع احتراماتي لهذا المنتخب، فإن لاعبينا تعودوا على ندّية ومقاومة أكبر"، وختم: "المهم أننا فزنا وسنواجه بوركينا فاسو من أجل الفوز أيضا للتأهل إلى الدور الفاصل".

..ومتفائل بخصوص استعادة بلايلي لعافيته سريعا

وصدم المدير الفني لمنتخب الجزائر، الجماهير الجزائرية عندما أكد تعرض نجم نادي قطر القطري، يوسف بلايلي، لإصابة في الكاحل خلال مباراة جيبوتي، التي لعبت أمسية الجمعة الماضية ما أثار الشكوك بخصوص جاهزيته للمشاركة في لقاء بوركينا فاسو، هذا الثلاثاء في لقاء الجولة الأخيرة من الدور الثاني من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم قطر 2022، وقال بلماضي عن تعرض يوسف بلايلي لإصابة في الكاحل، "بلايلي تعرض لإصابة في الكاحل خلال مباراة جيبوتي"، مضيفاً: "كاحله انتفخ قليلا..يوسف كان عرضة للعديد من التدخلات الخشنة وغير المبررة في لقاء جيبوتي".

في حين نقلت مصادر مطلعة أن إصابة يوسف بلايلي ليست خطيرة ولن تمنعه من المشاركة في لقاء بوركينا فاسو، خاصة أنه تمكن من المشي على قدميه بعد مباراة جيبوتي دون مشكل، مشيرة إلى أن نجم نادي قطر القطري بحاجة فقط لبعض الراحة والعلاج المكثف حتى يكون جاهزا لمباراة الثلاثاء، علما أن بلماضي منح السبت الماضي كيوم راحة للاعبيه، ما سيمسح لبلايلي بالاستراحة بشكل أحسن والخضوع للعلاج مع الجهاز الطبي.

ويعد يوسف بلايلي ورقة رابحة يصعب الاستغناء عنها مع منتخب الجزائر، وهو الذي يصنف كملك لصناعة الأهداف داخل كتيبة جمال بلماضي، فمن جملة 28 مباراة لعبها مع المنتخب الجزائري نجح في تسجيل 6 أهداف وصناعة 13 هدفا آخر، أي أنه أسهم في تسجيل 19 هدفا في 28 مباراة، و0.91 هدف أو أسيست كل 90 دقيقة، ما يبرز تأثيره الكبير على أداء المنتخب الجزائري، علما أنه سجل هدفا وصنع أربعة خلال 5 مباريات في تصفيات كأس العالم 2022 لحد الآن.

وبخصوص نجم تالفريق الأول اسلام سليماني أكد الناخب الوطني قدرة الهداف التاريخي لـ"محاربي الصحراء"، إسلام سليماني، على كسر الرقم القياسي لأفضل هداف إفريقي في تصفيات كأس العالم، وهو الذي يقف على مسافة هدفين فقط من صاحب الرقم القياسي النجم الإيفواري السابق ديديه دروغبا، الذي سجل 18 هدفا، خاصة مع تبقي ثلاث مباريات في تصفيات كأس العالم 2022، وسجل سليماني هدفا في لقاء الجزائر وجيبوتي، ليرفع حصيلته في تصفيات كأس العالم (دورات 2014 و2018 و2022) إلى 16 هدفا كاملا، ما يقربه من إنجاز تاريخي جديد بعد أن أصبح الهداف التاريخي لمنتخب الجزائر برصيد 38 هدفا، وقال جمال بلماضي في تصريحات إعلامية ردّا على سؤال متعلق بقدرة سليماني على كسر رقم دروغبا التاريخي: "بقي له هدفان لمعادلة هذا الرقم وثلاثة لكسره.. هذه إحصائية جيّدة بالنسبة له"، قبل أن يضيف: "سليماني لاعب يهتم كثيرا بالأرقام والإحصائيات، كما أنه يعشق التحدّيات"، وأردف: "الفرصة سانحة له لتحقيق هذا الإنجاز، بقيت مباراة بوركينا فاسو ومباراتا الدور الفاصل.. إنه تحد كبير بالنسبة له".

ويعرف عن إسلام سليماني تمسكه الكبير بالأرقام والإحصائيات، فضلا عن إصراره على تخليد اسمه في تاريخ كرة القدم الجزائرية، وسيكون رقم دروغبا التحدي الجديد له بعد أن كسر رقم أفضل هداف في تاريخ منتخب الجزائر، وبالنظر لشخصية سليماني ومشواره الكروي الحافل بالتحديات والعراقيل والانتقادات التي طالته، فإن كسره رقما قياسيا جديدا لن يكون مفاجأة للجماهير الجزائرية.

بدوره عزز منتخب الجزائر صدارته برصيد 13 نقطة بفارق نقطتين عن منتخب بوركينا فاسو الثاني، وذلك بعد الجولة الخامسة من منافسات المجموعة الأولى ضمن التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم قطر 2022، ويلتقي "الخضر" مع بوركينا فاسو في المرحلة السادسة والأخيرة في الجزائر، وعينه على تحقيق التعادل على الأقل للعبور إلى الدوري الحاسم من التصفيات المونديالية، وبفوزه في العاصمة المصرية القاهرة على جيبوتي، واصل منتخب الجزائر سلسلة اللاهزيمة للمباراة الثانية والثلاثين على التوالي، معادلاً رقم المنتخب المجري ومتجاوزاً رقم الأرجنتين، وبات المنتخب الجزائري يحتل المركز الرابع في ترتيب المنتخبات الأكثر تجنباً للخسارة بالتساوي مع المجر وخلف البرازيل وإسبانيا (كلاهما بـ35 مباراة) والمتصدر منتخب إيطاليا بـ 37 مباراة.

وتعود آخر هزيمة للمنتخب الجزائري إلى يوم 16 أكتوبر 2018، حين خسر بهدف نظيف أمام بينين في كوتونو، بينما بدأت سلسلة اللاهزيمة في 18 نوفمبر من العام ذاته، بفوز كاسح على نظيره منتخب توغو بأربعة أهداف مقابل هدفين.

 

من نفس القسم رياضة