الثقافي

"شارع المنافقين" تفتتح الموسم المسرحي الجديد

بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي بالعاصمة

افتتحت مسرحية "شارع المنافقين" للمخرج أحمد رزاق, الموسم المسرحي 2021/ 2022، واستمتع جمهور المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي بهذا العمل, الذي قدم عرضه الشرفي في يونيو الماضي, وهو كوميديا اجتماعية ساخرة تعج بالرمزية والدلالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

ويعالج هذا العرض, وهو من إنتاج المسرح الوطني الجزائري, تداعيات النظام البنكي العالمي وتأثيراته على المجتمعات بإسقاط محلي, وهو بمثابة رصد ركحي للنتائج السلبية للاستدانة التي تفرضها الهيئات المالية العالمية.

وقدم العمل, الذي افتتح بأغنية الراحل دحمان الحراشي "لا تسالني ولا نسالك", لوحات هزلية كاريكاتورية مريرة لظاهرة النفاق الاجتماعي وتشتت العلاقات الإنسانية من خلال ظاهرة الاستدانة وما يدور في فلكها, كما رصد بوعي تناقضات المجتمع.

وتدور أحداث هذه المسرحية الهزلية, التي امتدت لما يزيد عن 60 دقيقة, داخل فندق "السعادة" البائس الواقع بشارع "المنافقين", أين ترتسم مواقف هزلية لشخوص تفوح منها روائح الكذب والنفاق من أجل استرداد المال الذي استدانه كل واحد من الآخر على غرار الجزار "الوردي" وصاحب الفندق "مداني" والحلاقة "ساسية" والعشيقة "شريفة" فيدخل الجميع في دوامة كبيرة من أجل استرجاع أموالهم.

ونجحت الرؤية الإخراجية لأحمد رزاق, الذي اعتمد على خشبة دائرية متحركة يقف عليها الممثلون في صنع أجواء من المتعة والفرجة بإسقاطات سياسية واجتماعية عديدة حيث نجح الممثلون في تقديم عمل جماعي موفق تفاعل معه الحضور بحماس.

ومع توالي الأحداث يكتشف المشاهد وجود رابط يجمع الشخصيات وهو الكذب والنفاق الذي نسج خيوطه كشبكة في أنفسهم الجشعة, ليختتم العرض بأداء جماعي لرائعة الراحل كمال مسعودي "يا حسراه عليك يا الدنيا" وتقديم مصير شخوص المسرحية ك "وردة" التي صارت كاتبة و"ساسية" التي تزوجت بكولونيل وصارت نائبة بالبرلمان.

وتقاسم أداء هذه المسرحية, التي فضل مخرجها توظيف اللغة الدارجة البسيطة في حوارات شخصياتها, العديد من الممثلين على غرار حميد عاشوري وسميرة صحراوي وكمال زرارة وياسين زايدي ونسرين بلحاج وعديلة سوالم.

وأعرب المخرج رزاق عن سعادته بهذا العرض موضحا أن فكرة المسرحية "مقتبسة عن نص عالمي يعالج موضوع الاستدانة في أوقات الأمراض والأزمات الاقتصادية", مضيفا أنها بمثابة "نقد للنظام المالي العالمي والبنوك العالمية التي جعلت الإنسان رهينة منظومة مالية أكثر منها سياسية ففقد إنسانيته وصار منافقا جشعا ..".

وقال من جهته الفنان كمال زرارة, الذي أدى دور "الوردي" بشخصيته المنافقة والجشعة, أن هذه المسرحية "كوميديا سوداء تنتقد شريحة من المجتمع تربط بين أفرادها علاقات مادية بحتة وتبني حياتها على الماديات فقط".

وحضر حفل الافتتاح الذي جرى الخميس المنصرم وزيرة الثقافة والفنون, وفاء شعلال, التي عبرت عن سعادتها بهذا الحدث, معتبرة أن "المسرح يحظى بمكانة خاصة في الذاكرة الجزائرية كونه ارتبط بالحرية مع ميلاد الثورة التحريرية (..) وكان مساهما إلى جانب الثورة المسلحة في بلورة الوعي الوطني والثقافة الوطنية ..".

من نفس القسم الثقافي