الثقافي

"دقيقة 19" معرض تشكيلي بالعاصمة للفنان جودت قسومة

ميلة تحتضن فعاليات الطبعة الخامسة للصالون المحلي للفنون التشكيلية

 تحتضن دار الثقافة مبارك الميلي بولاية ميلة بداية من 31 أكتوبر الجاري إلى غاية 1 نوفمبر المقبل فعاليات الطبعة الخامسة للصالون المحلي للفنون التشكيلية، حسب ما علم اليوم الأحد من مدير هذه المؤسسة الثقافية.

 أوضح عبد الرزاق بوشناق أن الطبعة الخامسة للصالون الفنون التشكيلية الذي دأبت دار الثقافة على تنظيمه واحتضانه سنويا تحمل شعار "لوحات من وحي الثورة " كون التظاهرة تتزامن وإحياء الذكرى الـ 67 لاندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 المجيدة.

وأضاف ذات المصدر بأن مصالح دار الثقافة قد شرعت في استقبال طلبات المشاركة في هذه التظاهرة الفنية مشيرا إلى أنه يمكن لجميع فناني الولاية من هواة ومحترفين المشاركة في هذه الطبعة من خلال 4 لوحات فنية على الأقل لكل فنان.

واستنادا لذات المتحدث، فإن الأعمال المراد المشاركة بها ترسل أولا عبر البريد الإلكتروني لهذه المؤسسة الثقافية للاطلاع عليها وتحديد ما إذا تتوافق مع شروط المشاركة في الصالون منها تماشي موضوع اللوحات مع شعار الطبعة ومطابقتها لمواصفات معينة كالأبعاد والمقاسات التي حددت ضمن القانون الداخلي للصالون. وأشار في نفس السياق كذلك إلى عدم تقييد المشاركين باعتماد تقنية رسم معينة في تنفيذ الأعمال الفنية التي سيشاركون بها.

وسيتنافس خلال هذه الطبعة جميع المشاركين في مسابقة الصالون الخاصة بانتقاء أحسن لوحة فنية معبرة عن شعار هذه السنة فيما تم رصد جائزة قيمة لأحسن عمل، مثلما تمت الإشارة إليه، كما ستتميز فعاليات الصالون بتقديم مداخلات حول الفن التشكيلي من طرف مختصين وذلك بغض النظر عن إقامة معرض اللوحات الذي سيكون مفتوحا أمام الجمهور المهتم منذ بداية التظاهرة إلى غاية نهايتها.

وأفاد مدير دار الثقافة مبارك الميلي بأن هذه المناسبة الثقافية التي وصفها ب "التقليد الفني " الذي يميز ولاية ميلة، تهدف إلى التعريف بفناني الولاية، خصوصا المواهب الشابة منهم و تمكينهم من تبادل الرؤى و الأفكار فيما بينهم.

وأوضح قسومة أن إنجاز هذه الأعمال كان في 2020 وبشكل تلقائي وفي ظرف زماني محدد ميزته الظروف الصحية التي كان تعيشها الجزائر وكذا الفنانون بسبب جائحة كورونا معتبرا إنجازها بمثابة "فاصل فني" في حياته.

وقد أعرب عدد من الزوار بالمعرض عن سعادتهم بزيارته معبرين عن حبهم للفن التشكيلي رغم أنهم لا يزورون مثل هكذا معارض إلا نادرا، كما قالوا، مبدين في نفس الوقت إعجابهم بطريقة عمل قسومة وأسلوبه في إيصال فنه والتعبير عن نفسه.

جودت قسومة، فنان تشكيلي وكاتب من مواليد عام 1966، تخرج من المدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة أين يدرس حاليا بها و قد شارك في العديد من المعارض الفنية الفردية والجماعية بالجزائر وخارجها كما في الولايات المتحدة الأمريكية ومصر وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال. ويأمل الفنان بأن يكونه هناك اهتمام بالتشكيليين الجزائريين من خلال تخصيص فضاءات لهم لتكون مكانا للالتقاء والإبداع والبيع وتبادل الخبرات، وهي كثيرة بالجزائر العاصمة، كما قال. وتستمر فعاليات هذا المعرض، الذي يأتي في إطار عودة الحياة الثقافية بالعاصمة، إلى غاية 21 أكتوبر الجاري.

من جهة أخرى تحتضن الجزائر العاصمة معرضا تشكيليا للفنان جودت قسومة، تحت عنوان "دقيقة 19"، قدم فيه 18 لوحة في الفن التشخيصي الحر من آخر ما أبدعت أنامله.

هي أعمال نصف تجريدية، متوسطة الحجم، منجزة بالأكليريك على الورق وبعضها بالحبر، ازدانت بها جدران رواق "الزوا-آر" وتتميز بألوانها الزاهية وأشكالها وأجسادها وخطوطها ورموزها وأيضا عناوينها المثيرة للتساؤلات ك "عينك ميزاتك" و"لافريك" و"عرقان".

ومن اللوحات البارزة أيضا بالمعرض "مارانيش هو" وهي مجموعة لوحات متشابهة متعددة الأشكال وغارقة في الألوان في إشارة إلى التشكيلي الهولندي المعروف بيت موندريان وهو أحد أشهر الفنانين التجريديين في القرن العشرين.

"ماذا حدث في الدقيقة ال19 من ولادتي؟" هذا ما يطرحه قسومة من خلال عنوان معرضه الذي يتميز بلوحات يبدو على بعضها العبث والسذاجة وبعضها الآخر غرابة التصورات وأنواع من السخرية والتهكم غير أنها تعطي للمشاهد بالمقابل مساحة واسعة للتساؤل، وما يميز جميع الأعمال المعروضة أنها تشترك في إعطاء حرية التأمل والتأويل وفي هذا يقول الفنان أنه "يقدم أعمالا جمالية فهو لا ينتظر تفسيرا من الجمهور وإنما يترك له حرية الإحساس بالأعمال من خلال إشارات فنية مختلفة تتميز بها كل لوحة.

من نفس القسم الثقافي