الثقافي
أخبار الشاشة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 09 ماي 2020
قنوات متهمة باحتكار برامج الإساءة
إلى جوار المسلسلات الدرامية، تشهد الفضائيات العربية حضورًا لافتًا لعدد من البرامج الفنية بشكل غير مسبوق في الموسم الرمضاني الحالي، التي تكون الغلبة والحضور فيها عادةً للدراما، على حساب بقية الأعمال والبرامج، التي تؤجل في معظمها، إلى حين انتهاء شهر الصوم. وأحدثت قرارات الحجر الصحي التي فرضتها الحكومات العربية، إزاء انتشار فيروس كورونا في مناطقها، أزمة كبيرة داخل القطاعات الفنية، خاصة بعد تقويض عمليات الإنتاج والتوزيع والاستثمار، ما دفع بشركات الإنتاج الفنية، وعلى رأسها السعودية، إلى استغلال ثغرة الإنترنت، المساحة المنقذة في ظل هذه الأزمة، باعتبار قوانين الحجر ألزمت الملايين من البشر البقاء في منازلهم. سعت هذه الشركات للتعويض عن مشاريعها وأعمالها شبه المعطلة، من خلال ضخ برامج ترفيهية وفنية توازي، بعض الشيء في حضورها، ثقل الأعمال الدرامية صاحبة الحصة الأكبر، في شهر رمضان.للأسف، أسفر عدد من هذه البرامج عن استياء وغضب كبيرين، من قبل المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، نظرًا لمحتواها المزعج والمهين. يأتي برنامج "رامز مجنون رسمي" للممثل المصري رامز جلال، ومن إنتاج MBC، في طليعة البرامج التي أثارت جدلًا جماهيريًا. تعتمد فكرة البرنامج على دعوة الضيوف لإجراء برنامج حواري تقدمه الفنانة والإعلامية اليمنية من أصل كويتي أروى. شرط العمل أن يجلس الضيف على كرسي الاعتراف مكبلًا، لتطرح عليه أروى مجموعة من الأسئلة التي تمتد إلى حين دخول جلال ليفاجئ الضيف، فيبدأ الأخير بتنفيذ لعبته التي تعتمد على إخضاع الضيف المكبل وإذلاله بطريقة سادية تصل إلى استعمال لسعات الكهرباء والتأرجح في الهواء، كعقوبة مجانية يتلقاها الضيف. انتقد عدد كبير من الحقوقيين والإعلاميين البرنامج وطالبوا بإيقافه، ورفعت دعاوى قضائية بحقه، إلا أن مازن حايك المتحدث الرسمي لمجموعة "إم بي سي" أكد استمرار البرنامج، وشدد على أن الضيوف الذين يستقبلهم جلال يشتركون بطوع إرادتهم، إذ لا يتم عرض أية حلقة بدون الحصول على موافقة الضيف. برنامج مقالب آخر، تقدمه "إم بي سي"، من تقديم الممثلة والراقصة الاستعراضية المصرية فيفي عبدو بعنوان "خلي بالك من فيفي"، تعرّض أيضًا لجملة من الانتقادات، وأثار استهجان الجمهور العربي عامة والمغربي خاصة، نظرًا لشكل المقالب التي تقدمها عبدو. تستقبل فيفي عبدو ضيفها داخل منزلها من أجل إجراء مقابلة حوارية بمساعدة إعلامية مغربية تدعى زينب عبيد، التي ستفتعل بمساعدة عبدو مشكلة تمس بشخص الضيف، إلى أن تدخل العاملة المنزلية التي يعتمد عليها البرنامج كليًا في افتعال الفوضى والصخب بشكل مبالغ من دون مبرر لذلك. مشهد كامل يتبنى فكرة الجنون والانفصام والنوبات الهستيرية التي تفتعلها العاملة المنزلية بقصد إخافة الضيف وجعله يعتقد بأن الفتاة ممسوسة وبأن البيت مسكون بقوى خفية، تدعم ذلك حالة من الهرج والمرج من قبل عبدو والطاقم المساعد.
ربما هو توجه ليس بجديد على صعيد الغاية التي تقصدها مجموعة قنوات MBC السعودية في احتكار جميع أشكال الفن والفنانين، وإن شاءت أن تأخذ برامج الموسم الحالي طابعًا موازيًا، غير مفاجئ، في الشكل والصورة، للدراما العربية المشتركة في هيكليتها وانتشارها.
الدراما تبلغ منتصفها: موسم هجرهُ الأبطال
يظهر جيداً بعد وصول المسلسلات إلى منتصف حلقاتها أن البطولة لا تأتي باستعراض اللباس أو بالمبالغة في الأداء، بل تقوم على مقاربة ما قدم النجم لهذا الدور مقارنة بما سبق، وهل استطاع خلع رداء كاركتراته السابقة وشخصيته الحقيقية للولوج في عمق الدور الجديد.تبدو المعادلة غير متوازنة هذا العام منذ انطلاق الموسم، فالمسلسلات التي أعدت على عجل أخرجت أبطالها من دائرة المنافسة، بعضهم غادر الموسم في اللحظات الأخيرة، والبعض الآخر حضر خجولاً من دون ارتكاز ثابت على قاعدة متينة، وساهم في الوصول إلى المشهد الراهن من التخبط عدة عوامل، هنا نطل على أبرزها.
النص المجتزأ، المونتاج الضوئي، الشوارع الخاوية، الموسيقى الهدّامة، غياب الانسجام.