الثقافي
أخبار الشاشة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 04 ماي 2020
متلازمة الأجزاء المتعددة تصيب مسلسل "سوق الحرير"
رغم أن مسلسل "سوق الحرير"، الذي يعرض في الموسم الرمضاني الحالي، تدور أحداثه ما بين عشرة أعوام خلال منتصف القرن الماضي في دمشق وحاراتها القديمة، إلا أن صنّاعه يصنفونه عملاً اجتماعياً، وليس من ضمن أعمال البيئة الشامية.
المسلسل الذي كتبته حنان المهرجي، وتشارك في إخراجه الأخوان بسام ومؤمن الملا، يبدو أنه وإن كان خرج عن نمط البيئة الشامية من حيث التصنيف والمحتوى، إلا أنه سيكون مصاباً بمتلازمة "الأجزاء المتعددة" لمسلسلات تلك البيئة.فقد أكدت بطلة المسلسل الممثلة كاريس بشار توقيعها على ثلاثة أجزاء من المسلسل، مبينة أن المشروع سيكون له ثلاثة أجزاء بشكل مبدئي.وأشارت خلال لقاء لها في برنامج "تريندينغ"، إلى أن الجزء الأول من العمل هو الأساس للاستمرار، مضيفة "نحن عملنا على القاعدة حتى ننطلق لباقي الأجزاء، لنرى العلاقة كيف ستتطور بين الشخصيات، وأين ستذهب الخطوط".
ومضت تقول "لكن لينته الجزء الأول ثم نرَ ردود أفعال الجمهور، أو يمكننا الاعتماد على استفتاء عبر السوشيال ميديا، لنعرف توجه الناس وأين سنذهب".وأنهى فريق العمل تصوير آخر مشاهد المسلسل بعد ثلاثة أيام من رمضان وعرض الحلقة الأولى، حيث تعرض المسلسل كما غيره من الأعمال الدرامية لإيقاف التصوير بسبب أزمة تفشي فيروس كورونا، ومن ثم استئناف التصوير بعد مطالب من شركات الإنتاج، لتكون بعض الأعمال جاهزة في الموسم الرمضاني الحالي، ومنها "سوق الحرير".وأشارت بشار أيضاً إلى أن الفترة التي يستهدفها المسلسل، هي ما بين 1945 و1955، ما يخرجه من دائرة البيئة الشامية، وهي الفترة الذهبية لسورية على الصعيد السياسي والثقافي والفني، وكيف انعكس ذلك على المجتمع في ذلك الوقت.
وتؤدي كاريس بشار في "سوق الحرير" شخصية "قمر"، إحدى زوجات عمران الذي يؤدي دوره الممثل بسام كوسا بطل العمل. و"قمر" واحدة من أربع زوجات لعمران، وستظهر على أنها محرك لعدة أمور تسبب ردود أفعال سلبية، بدوافع إنسانية نبيلة، بحسب ما عبرت عنها كاريس بشار، لافتة إلى أن العلاقة بين الزوجات في العمل ليست ضمن الإطار التقليدي للعلاقة بين الضرائر، كما تم تناولها في الدراما العربية عموماً، "هناك شيء خاص بينهم، سنرى علاقة ود لطيفة، وعلاقة صداقة".وتابعت "لكن مسبب الصراع هو قمر. لديها دائماً إحساس بالنقص، كونها الزوجة التي أنجبت البنات، وهي شخصية سطحية وساذجة، فتحاول فعل أي شيء حتى تحظى بمحبة هذا الزوج، وقد نرى مجموعة مشاكل".وأنتجت المسلسل، شركة "ميسلون فيلم" وعرض على العديد من القنوات العربية والسورية، ولا يزال يلقى ردود فعل إيجابية من خلال متابعة حلقاته الأولى.
العراق: الدراما الرمضانية في وادٍ آخر
في هذه الأيام، يفتح العراقيون ملف الدراما العراقية التي تعرض خلال رمضان، وأسباب تراجعها فنياً وجمالياً ومن حيث الموضوعات، لا سيما بعد أن صُدم غالبية المتابعين ببعض الأعمال التي لا تتناسب مع مشاكل العراق الحالية، ولعل أبرزها التظاهرات التي تجرى منذ ستة أشهر، إضافة إلى استعمال الوجوه المعروفة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي وإقحامهم في المجال الفني نظراً لجاذبيتهم ليس أكثر، بحسب متابعين.
تعرض المحطات التلفزيونية العراقية في موسم رمضان الجاري عشرة أعمال درامية، لكن أغلبيتها لم يحظ بالقبول الشعبي، ما أدى إلى تداول مئات المنشورات عن تراجع الدراما في البلاد بالنظر إلى تاريخها الطويل والذي سبقت فيه العديد من بلدان الوطن العربي.
في السياق، قال الصحافي عبد الرحمن العزاوي إن "أكثر ما يمكن انتقاده في هذا الموسم هو قطاع الأفكار الذي يبدو أنه يعيش في حقب بعيدة عما يحدث في العراق، وأن غالبية الأعمال التي أنتجت هذه السنة لا علاقة لها بما يحدث في البلاد من مشاكل اقتصادية وسياسية واجتماعية وأمنية".يشير العزاوي لـ"العربي الجديد" إلى أنه "خلال السنوات الأربع الماضية حدثت الكثير من الأزمات في البلاد، ومنها احتلال "داعش" لمدن البلاد، وهذه لوحدها يمكن الاستفادة بعشرات القصص منها، إضافة إلى التظاهرات التي كان لا بد أن تجسد بأكثر من عملٍ درامي، وليس انتهاءً بمواضيع الفساد الإداري والمالي في الدوائر الحكومية".وأكمل أن "الفن من المفترض أن يعيش للإنسان وليس على حساب الإنسان وأوجاعه، ولذلك فإن السخرية وموجة الانتقاد الذي تعرضت له الدراما العراقية خلال الأيام الماضية كانت موجة مبررة، لأن الحس الشعبي كان يتوقع ما يلامس مشاكله ومصاعب الحياة في البلاد، وليس بقصص بعيدة عن الواقع العراقي".
من جهته، أشار المخرج المسرحي كاظم الدهان إلى أن "الاعتراض الشعبي الحالي يحمل الكثير من الحرص الجماهيري على نوعية الفنون، وتحديداً مجال صناعة الدراما، وبالتالي لا بد للعاملين في المجال الفني من أن يأخذوا بعين الاعتبار أهمية هذه المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي".يتابع: "ما يعرفه الجمهور العراقي أن المنتجين والمؤسسات الإعلامية التي تتكفل بإنتاج العمل غالباً ما يضعون لمساتهم على المحتوى الفني، سواءً على مستوى الإخراج أو النص أو حتى فرض بعض الممثلين، وذلك يتبع سياسة المؤسسة أو توجهها، وهذه اللمسات الدخيلة على العمل تترك آثاراً سلبية على العمل".