الثقافي
قراءة أدب الخيال العلمي في الحجر الصحي
ترشيحات لروايات عالمية ترجم بعضها للعربية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 02 أفريل 2020
بسبب إجراءات الحجر المنزلي بعد انتشار جائحة كورونا في مختلف أنحاء العالم بما في ذلك البلاد العربية، يجد كثيرون متسع من الوقت للقراءة لدفع الملل وكسر الروتين اليومي والحصول كذلك على معرفة ممتعة، وإذا كنت تبحث عن كتاب الخيال العلمي القادم الذي ينبغي عليك قراءته؛ فإليك بعض الروايات الرائعة المتفائلة والمتشائمة، بعضها عقلاني والآخر مفرط في الخيال بشكل مخيف، ولكن جميعها تقدّم رؤى مقنعة حول مستقبلنا المحتمل، وتقدم مجلة "وايرد" الأميركية في تقريرها قائمة ببعض الترشيحات للقراءة، أبرزها:
"الحديقة الجوراسية"، بقلم مايكل كرايتون (1990)
أورد تقرير المجلة "الحديقة الجوراسية" كرواية خيالية كلاسيكية وذكية ألفها الطبيب والأديب مايكل كرايتون، قبل أن تتحول إلى الفيلم الضخم المعروف. في الواقع، لا تزال رواية كرايتون مثالا رائعا حول مخاطر الهندسة الوراثية، كما أن الديناصورات وُصفت في أحداثها بشكل بارع أيضا.
ونقل المترجم نادر أسامة، المهتم بالسينما والكتابة الفنية، رائعة تسعينيات القرن العشرين للعربية، وحافظت الترجمة على الثراء البصري والمعرفة العلمية وأبعادها الفلسفية التي تتضمن طموح العلم في السيطرة على الطبيعة، ويفضل كثير من القراء التمتع بالأدب المقروء بدلا من مشاهدته في قاعات السينما التي أغلقت أبوابها مع تفشي جائحة كورونا.
"فرانكنشتاين"، بقلم ماري شيلي (1818)
أفادت المجلة أن الكاتبة الإنجليزية ماري شيلي بدأت كتابة رواية "فرانكنشتاين" القوطية الكلاسيكية عندما كانت تبلغ من العمر 18 عاما، وبعد قرنين من الزمان، كانت الرواية المرجع الرئيسي لكل أنواع الخيال العلمي والرعب، حيث عالجت مواضيع هامة مثل طبيعة الحياة والموت والخلود والهندسة الوراثية. إنها رواية مؤيدة للعلم، يظهر في قلبها الدكتور فرانكنشتاين أنه الشرير القاسي الذي خلق كائنا ما ولكنه رفض تحمّل مسؤولية أفعاله.
وترجمت الرواية للعربية، ويقول مترجمها هشام فهمي في مقدمة الرواية إنها تطرح أفكاراً جريئة وجديدة بالنسبة لعصرها عن الإبداع عندما يتخطى حدود الطبيعة والشعور بمرارة خيبة الأمل.
"ذا ستارز ماي دستينايشن"، بقلم ألفرد بستر (1957)
تبدأ هذه الرواية التاريخية باقتراح بسيط وهو "ماذا لو استطاع البشر تحقيق الانتقال الفوري؟"، ثم تمتد إلى قصة تدور حول الخلق الجديد والانتقام في رحاب النظام الشمسي. تتمحور الرواية حول شخصية غولي فويل، وهو شخص وحشي عنيف وغير متعلم يقضي ستة أشهر محبوسا في الفضاء الواسع. أما بقية الكتاب، فتتبع رحلة فويل المبنية على رغبته في الانتقام.
سولاريس بقلم ستانيسواف لِم (1961)
ترتكز هذه الرواية القصيرة التي ألّفها الكاتب البولندي ستانيسواف لِم في عام 1961 على الفلسفة أكثر من سرد حكاية. في الكتاب، يحاول فريق من البشر في محطة فضائية فهم المحيط الحي الغامض على كوكب سولاريس، ولكن في الواقع، يوضح الكتاب إخفاق البشر في فهم شيء ليس من عالمهم.
ورغم انتقاد بعض القراء لجودة ترجمة الرواية للعربية لكن فكرة "الكوكب الحي" التي تقدمها الرواية تجعلها واحدة من أروع الأعمال الأدبية التي تمزج الفلسفة بالخيال العلمي.
"الكثبان"، بقلم فرانك هربرت (1965)
تعد سلسلة "الكثبان" من روايات الخيال العلمي الأكثر مبيعاً على الإطلاق؛ حيث تدور أحداثها في المستقبل البعيد في المجرات العالقة في العصور الإقطاعية، حيث حُظرت الحواسيب لأسباب دينية وحكمت العائلات النبيلة كواكب كاملة.
وفي الرواية، وقع التركيز على كوكب أراكيس، الذي يحمل مادة تستخدم كعملة في جميع أنحاء الكون لندرتها ولقواها القادرة على تعزيز العقل، وتدور أحداث الرواية -التي ترجمت للعربية- في المستقبل بعد أكثر من عشرين ألف سنة حيث يعيش إقطاعي النجوم وطبقة النبلاء الذين يسيطرون على كواكب مفردة ويدينون بالولاء لإمبراطورية في الفضاء.
"القمر هو عشيقة قاسية" بقلم روبرت أنسون هيينلين (1966)
تعد هذه الرواية المفضلة لدى رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك، وتقدم صورة عن الحياة على قمر الأرض الصناعي، قبل ثلاثة أعوام من قدوم الإنسان لأول مرة على سطحه، وتسرد تحديات الحياة في المدار وبراعة الإنسان في حل المشاكل التي تواجهه.
وفي الرواية ينفى بعض الناس من الأرض إلى القمر، فيقيمون مجتمعا حرا هناك، وفي عام 2076، تقوم مجموعة من تلك المستعمرة القمرية تضم حاسوبا عملاقا يدعى "مايك" وفني حاسوب ذا ذراع واحدة، بثورة ضد حكام الأرض، وترجم الرواية للعربية علي طارق عاطف.
"الجليد"، للروائية آنا كافان (1967)
تقدم رواية الخيال العلمي للروائية البريطانية آنا كافان رؤية مؤرقة وخانقة لنهاية العالم، حيث يغطي الجرف الجليدي كامل الأرض ببطء ويقتل كل شيء يقف في طريقه، بينما يظل بطل الرواية المجهول يلاحق امرأة شابة مراوغة إلى النهاية.
تعتبر الرواية كأنها نسخة متطورة لقصة أليس في بلاد العجائب، حيث تأخذك المؤلفة في رحلة مثيرة بين الهلوسة والقلق، دون الإشارة إلى ما إذا كان الراوي يحلم أو مستيقظا. في الواقع، تكمن العبقرية الحقيقية للكتاب في أسلوبه، حيث تقوم كافان باستعراض الألم جراء الإدمان والوحدة والمرض العقلي وهو ما سيأسر انتباهك.
"اليد اليسرى من الظلام" بقلم أورسولا ك. لو جوين (1969)
تدور أحداث الجزء الأكبر من القصة في فصل الشتاء في كوكب بعيد يشبه الأرض لكن طقسه يظل باردا على مدار السنة، يقطنه أناس من الجنس ذاته، ويتم تصوير أحداث الرواية من خلال عدسة البطل جنلي أي، وهو زائر من الأرض يكافح من أجل فهم هذه الثقافة الغريبة.
"سكانر دركلي" بقلم فيليب ك ديك (1977)
تعد الرواية أشبه بسيرة ذاتية مثيرة للهلوسة، تصور صراع المؤلف مع إدمان المخدرات. وتدور أحداث هذه الرواية في ولاية كاليفورنيا في المستقبل القريب، حيث يعيش نائب الشرطة بوب أركتور متخفيا مع مجتمع من مدمني المخدرات الذين يتعاطون نوعا من المخدر ذي التأثير النفسي المدمر. غير أنه ينبغي على أركتور، الذي يحتاج إلى ارتداء "بدلة التخفي" لإخفاء وجهه وصوته عند مقابلة زملائه من رجال الشرطة، أن يتعامل مع فقدان إحساسه بالذات تدريجيًا.
"نيورومانسر" للروائي ويليام جيبسون (1984)
يمثل هنري كايس الشخصية الرئيسة في رواية "نيورومانسر" لوليام جيبسون، وهو رجل تحول إلى مدمن قرصنة حاسوبية. تدور أحداث الرواية في عالم الجريمة اليابانية البائس، حيث تتطرق إلى جميع أنواع التكنولوجيا المستقبلية، من الذكاء الاصطناعي إلى علم التشفير، وتتميز بمجموعة من الشخصيات الإبداعية التي سترسخ في مخيلتك لفترة طويلة حتى بعد أن تنهي قراءة كامل القصة.
"كونسايدر فليباس"، بقلم لاين بانكس (1987)
بعد أربع روايات خيالية مشهورة، نشر لاين بانكس عام 1987 كتابه العلمي الأول، الذي أطلق عليه عنوان "كونسايدر فليباس"، وهو من نوع أوبرا الفضاء الحقيقية الذي يضم مجتمعا خياليا يتألف من الروبوتات التي تشبه البشر والأجانب والآلات الحسية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.
"هايبريون" للروائي الأمريكي دان سيمونس (1989)
حازت هايبريون على جائزة هوغو لأفضل رواية، وهي ملحمة خيال علمي حيث تنتشر البشرية في آلاف العوالم، لكن هايبريون كان أخطرها وأكثرها إثارة للاهتمام. ويُعتبر هايبريون موطن مقابر الوقت، وهي تعد من البنى الأزلية التي يمكن من خلالها السفر بشكل غامض إلى الوراء عبر الزمن، ويحرسها المخلوق المرعب المعروف باسم شرايك. ويقتل هذا المخلوق أي شخص يجرؤ على الاعتداء على مقابر الوقت.
"تحطم الثلج" للروائي الأميركي نيل ستيفنسون (1992)
تتمحور الرواية حول هاكر محترف يحاول وقف انتشار فيروس خطير نشرته طائفة دينية، وتجمع هذه الرواية بين اللغويات العصبية والأساطير القديمة وعلوم الحاسوب، وتتنبأ بشكل غريب بقدوم الشبكات الاجتماعية والعملات المشفرة وغوغل إيرث.
"مترو 2033"، بقلم دميتري غلوخوفسكي (2002)
ذكرت المجلة أن أحداث الرواية تدور في عام 2033، والتي أجبرت فيها نهاية العالم النووية البشر المتبقين في موسكو على الفرار إلى متاهة من الأنفاق موجودة تحت المدينة. في هذه المنطقة، يشكل الناجون قبائل مستقلة في كل محطة مترو، ويتاجرون في السلع ويقاتلون بعضهم بعضا، غير أن مسوخا من آكلي اللحوم يختبئون في الأنفاق بين المحطات ويُصدرون صوتا يدفع الناس إلى الجنون.
"أوريكس آند كرايك"، بقلم مارغريت آتوود (2003)
أوردت المجلة أنه بينما تصف رواية "حكاية الأمة" عالمًا يبدو منطقيا أكثر يومًا بعد يوم، تروي "أوريكس آند كرايك" للكاتبة الكندية آتوود، قصة "نهاية العالم المصمم بيولوجيًا"، مثلما وصفها أحد الناقدين. والجدير بالذكر أن عددا من الأعمال التلفزيونية اقتبست عن هذه الرواية.
"معضلة الأجسام الثلاثة" بقلم ليو سيكسين (2008)
يمثل ليو سيكسين أشهر كاتب خيال علمي في الصين، في حين أن رواية "معضلة الأجسام الثلاثة" التي نُشرت في الصين عام 2008 تُعدّ من أشهر أعماله. والجدير بالذكر أن باراك أوباما ومارك زوكربيرغ من بين المعجبين بهذه الرواية، ويقال إن أمازون بصدد تحويل الرواية إلى عمل تلفزيوني تُقدر قيمته بمليار دولار.
تدور أحداث القصة حول اتصال البشرية بحضارة من الفضاء تفضل المناخ على كوكبنا، لذلك قررت هذه الكائنات التوجه للأرض للاستيلاء عليها. ولكن سيستغرق الأمر منهم مئات الأعوام للوصول إلى الكوكب، لذا يمتلك سكان الأرض الوقت للاستعداد.
ومثل رواية "الكثبان" لفرانك هربرت، تُعد رواية "مشكلة الأجسام الثلاثة" مميزة لأنها تروي أحداثا تمتد من عام 1967 إلى عام 18000 وما شابه.
"القلب يذهب أخيرًا" بقلم مارغريت آتوود (2015)
أفادت المجلة بأن قصة "القلب يذهب أخيرا" تمثل مزيجا من الواقع المرير التقني والسخرية والأسلوب المعتاد لآتوود. تصف الرواية نسخة قاتمة من الولايات المتحدة، حيث يعيش الحبيبان شارمين وستان حياة بائسة وينامان في سيارتهما، لكن تتغير وضعيتهما عندما يحصلان على عرض للانتقال إلى مشروع بوزيترون، وهو مجتمع مغلق مصمم ليشبه إحدى ضواحي الولايات المتحدة التي تعود للخمسينيات. غير أنه ينبغي أن يقضي جميع أزواج هذا المشروع كل شهر في العمل في سجن، كما يتبادلون المنازل مع زوجين آخرين يطلق عليها اسم "بدائل" مؤقتًا.
"المريخي" بقلم آندي وير (2015)
أوضحت المجلة أن رواية آندي وير الأولى توظف العلم في سرد قصة خيال علمي، حيث إنها تحتوي على الكثير من التفاصيل المدروسة جيدًا حول الحياة على كوكب المريخ. كما توجد أوصاف لكيفية تخصيب البطاطس باستخدام الفضلات البشرية، وترجمت الرواية الدار العربية للعلوم ناشرون.
"بورن" لجيف فاندرمير (2017)
تروي رواية "بورن" قصة زبال غير معروف انتزع شيئًا من فرو دب طائر عملاق في مدينة ما بعد نهاية العالم، وتُصبح الرواية أغرب عندما تقيم الشخصية الرئيسية صداقة مع مخلوق ذكي يشبه شقائق نعمان البحر والذي يسمى بورن. تمثل الرواية في نهاية المطاف قصة تتسبب فيها التكنولوجيا البيولوجية في فساد الأرض.