الثقافي

ماذا تقرأ في أيام الحجر.. أفكار وعناوين

ليس هناك وصفة جاهزة من القراءات في مثل هذه الظروف

ليس هناك وصفة جاهزة من القراءات في مثل هذه الظروف، حيث فرض انتشار فيروس كورونا حظر التجول في بعض المدن العربية مثلما حدث في الأردن والعراق ولبنان والمغرب، بينما امتنع كثير من الناس في مدن أخرى عن الخروج من تلقاء أنفسهم، لكن من الممكن تقديم بعض الأفكار والاقتراحات التي قد تأخذك في عزلتك إلى حالات مختلفة، بعض القرّاء يبحث عن التسلية والبعض يبحث عن فرصة لتعويض ما فاته بسبب مشاغله، والبعض لديه قراءات مؤجلة كان يحلم بالتفرغ لها، هنا بعض الاقتراحات من القسم الثقافي في "العربي الجديد" وهي اقتراحات قابلة للإضافة في حال طالت أيام الحجر الصحي:

 

العودة إلى الكلاسيكيات الغربية

نسبة كبيرة من القرّاء المحترفين والهواة لم يقرأوا الكلاسيكيات؛ فهي في الغالب كتب كبيرة وبعيدة عن زمننا ومعظمها تحول إلى أفلام أو كتبت عنه قراءات ومقالات اكتفينا بها. وربما تجد فرصة في أيام الحجر أن تعود إلى كتب مثل "الكوميديا الإلهية" لدانتي أو تصرف بعض الوقت مع شكسبير فتغرق في مسرحياته التي لم تقرأها من قبل، وماذا عن "دون كيخوته" لثيربانتيس أو "التربية العاطفية" لفلوبير، أو "المنارة" لفرجينيا وولف أو "بطن باريس" لإميل زولا؟

 

كتب التراث العربي

وهذه يمكن للمرء أن يجد فيها الإمتاع والمؤانسة والمعرفة، وربما يكون الجاحظ في هذه الحالة خير رفيق، فقصصه التي تولد الواحدة منها من بطن الأخرى لا تنتهي؛ وبعضها طريف مثل "البخلاء" و"البرصان والعرجان"، وبعضها فلسفي وأدبي مثل "البيان والتبيين" و"كتاب الحيوان"، لذلك نقترح لهذه الأيام ولمحبي الكتب التراثية الجاحظ فهو خير الندماء.

 

الأدب العربي الحديث

إذا كنت تفضل القراءات العربية التي يمكن اليوم أن نعتبرها من أمهات الأدب الحديث فربما تعود إلى "الأيام" لطه حسين، أو "كناسة الدكان" ليحيى حقي، وربما "الحرافيش" لنجيب محفوظ وفيها يتحدث الروائي المصري عن الوباء الذي يصيب الحارة ويصف أحوال الناس فيها. كما ننصح بقوة بقراءة أعمال الكاتب اللبناني سعيد تقي الدين (1904-1960).

كذلك يمكن قراءة رواية "سأهبك غزالة" للجزائري مالك حداد (وكذلك مجموعته الشعرية "الشقاء في خطر")، أو "طيور أيلول" لإميلي نصر الله، كذلك نقترح كتاب "الاسم العربي الجريح" لعبد الكبير الخطيبي، و"موسم الهجرة إلى الشمال" للطيب صالح، و"عائد إلى حيفا" لغسان كنفاني و"أطفال الندى" لمحمد الأسعد، و"الخماسين" لغالب هلسا، و"فساد الأزمنة" لصبري موسى.

 

الروايات اليابانية

أما إن كنت تبحث عن الغرق في عالم منفصل بحد ذاته، وأن تجرب نكهة مختلفة في الكتابة لغة وأسلوباً وقصصاً ففي الأدب الياباني ستجد هذا الملاذ؛ وهذه بعض العناوين "امرأة في الرمال" لكوبو آبي، "هندباء برية" لياسوناري كاواباتا، "الجياد الهاربة" ليوكيو مشيما، و"مسألة شخصية" لكنزابورو أوي، وكل هذه أعمال تجعل للعزلة قيمة مختلفة، فهي تدور في أجواء شخصياتها تعيش في عالم وحيد وفريد من نوعه.

 

اللجوء إلى الشعر

شرقياً أو غربياً، يتصادى الشعر مع حالة الوحدة القسرية التي يشعر بها أي منّا في هذه الظروف، قد تجد نفسك مع عنترة أو امرؤ القيس أو طرفة ابن العبد، ناهيك عن المتنبي وأحمد شوقي والجواهري، وقد تكون في أحسن حالاتك مع أسماء ألفتها وألفت عوالمها مثل بدر شاكر السياب أو نازك الملائكة أو حتى في العالم الحسي المباشر لنزار قباني. وربما تعود لـ "أحلام الفارس القديم" لصلاح عبد الصبور، وديوان خليل حاوي أو أمل دنقل.

نقترح هنا من الأجيال التي تلتهم: "صور" و"نقد الألم" لعباس بيضون، و"قارب إلى لزبوس" و"لا حرب في طروداة" لنوري الجرّاح، و"حتّى وإن مت" لعبد الأمير جرص، و"حامل الفانوس في ليل الذئاب" لسركون بولص،  و"مملكة آدم" لأمجد ناصر، و"أن تكون صغيراً ولا تصدّق ذلك" لوليد الشيخ، و"كلّما لمست شيئاً كسرته" لعبد الإله الصالحي وPerfect day لجلال الحكماوي. 

يمكن اقتراح "خواتم" أنسي الحاج بجزئية الأول والثاني، والذي وإن كان عبارة عن تأملات وشذرات نثرية إلا أن فيه كثافة الشعر ورؤيويته. كما نقترح على المهتم بفهم تجربة الشعر العربي المعاصر أن يقرأ الكتب النقدية الثلاثة التي وضعها الشاعر العراقي فوزي كريم، وبدأها بـ"ثياب الإمبراطور". أما لو أردت صورة بانورامية أوسع فيمكن قراءة "الاتجاهات والحركات فى الشعر العربى الحديث" لسلمى الخضراء الجيوسي بترجمة عبد الواحد لؤلؤة  

وربما تقرأ قصائد إميلي ديكنسون أو تعود إلى "الأرض اليباب" لـ ت. س إليوت تلك التي تخاطب الإنسان وهشاشة وجوده، أو يمكن قراءة بعض أعمال ديريك والكوت التي تأخذ قارءها إلى مناطق شعرية جديدة. وربما تود اكتشاف (حتى لمن يعرفونها، الروائع تُكتشف مع كل قراءة) الكلاسيكيات الشعرية الفارسية وقراءة ديوان حافظ الشيرازي ورباعيات عمر الخيّام. 

أما لو أردت العودة إلى الشعر الأندلسي مثلاً فأرقّ مدخل هو "أندلس الشعراء"، المختارات التي انتخبها الشاعر المغربي محمد بنيس من الشعر والنثر الأندلسيين وصدرت قبل سنتين في كتاب جميل الإخراج. وربما يعرّج القارئ على البولندية شيمبورسكا والشعر البولندي المعاصر، وقسطنطين كفافيس والشعراء اليونانيين، والتشيلي راؤول زوريتا وعشرات الأسماء الممتازة في أميركا اللاتينية، وقارّة الشعر الهندي التي لم يكتشفها القارئ العربي شعراءها بعد. في الشعر، القائمة تطول!

 

روايات عربية صدرت حديثاً

من الروايات العربية اللافتة التي صدرت في السنتين الأخيرتين والتي يمكن أن تكون رفيقاً جيداً في هذه الأيام، "تفسير اللاشيء" لفوّاز حداد (صدرت قبل شهرين)، "التانكي" لعالية ممدوح، و"النبيذة" لإنعام كجه جي، "برهان العسل" لممدوح عزّام، و"جريمة في رام الله" لعبّاد يحيى، و"على خط جرينتش" لشادي لويس، و"إفلات الأصابع" لمحمد خير، "ثابت الظلمة" لأمل بوشارب، و"الهجران" لسومر شحادة، و"تفصيل ثانوي" لعدنية شبلي، و"حارس ىسطح العالم" لبثينة العيسى.

 

كتب نسوية

لمن يريد التوسع في الفكر النسوي نقترح كتباً قلما قاربتها القرءات العربية، ربما لما تضمنته من فكر قوي ويواجه كل المسلمات الجندرية والثيولوجية، والتي كانت أكثر تعمقاً من "الجنس الثاني" لسيمون دي بوفوار، هناك وقت يتيح للمهتمين بالقراءات النسوية الاطلاع على كتب من قبيل "ما وراء الأب والابن" للمفكرة الأميركية ماري دالي، و"لكنها قالت" للألمانية إليزابيث فيورنزا، والسيرة الذاتية للمفكرة روزماري ردفورد "أسئلتي عن الأمل والمعنى". ومن الكتابات النسوية العربية ثمة وقت لمراجعة بعض أعمال فاطمة المرنيسي وروايات آسيا جبار نسوية الخطاب أيضاً.

 

كلاسيكيات روسية

وهذه يمكن أن تفرد لها أياماً بطولها؛ يمكنك مثلاً أن تحدد عشرة كتب في الأدب الروسي قصة ورواية وشعراً تؤجل قراءتها منذ مدة، ومن أبرز أعمال هذا الأدب "بطل من هذا الزمان" لميخائيل ليرمنتوف، وستجدها حتماً في هذا العالم الافتراضي بتوقيع سامي الدروبي، أو "الآباء والبنون" لإيفان تورجنيف، أو "الجريمة والعقاب" لدستويفسكي أو أي رواية أخرى له، ماذا عن "الحرب والسلام" لتولستوي، و"دكتور جيفاغو" لباسترناك، و"الطريق" لفاسيلي غروسمان، ولا تنس قصائد سيرغي يسنين وتسيفاتييفا وأخماتوفا وقصص تشيخوف و"يوم في حياة إيفان" لسولجينتسين؟

 

كتب وروايات عن الأوبئة

ثمة من يرغب في الاطلاع على التجارب الإنسانية التي سبقتنا مع الأوبئة، ثمة من يجد في هذه الكتب نوعاً من الأمل أو قراءة في ما يمكن توقعه؛ وربما يكون من أشهر الأعمال التوثيقية لحياة الإنسان في عصر الوباء "مذكرات سنة الطاعون" لدانييل ديفو 1665، و"لا يوجد رصاصة سحرية" لآلان برانت 1987، و"أميركانا الجدري" لإليزابيث فن 2001، و"الكوليرا" لجون سنو 1936، و"نابولي في زمن الكوليرا" لفرانك سنودن 1995، وكتاب "الأوبئة والتاريخ.. المرض والقوة والإمبريالية" لشلدون واتس، و"صناعة الوباء الاجتماعي: السل في فرنسا القرن التاسع عشر" لديفيد بارنز 1995. 

أما الروايات فهناك "اليوم السادس" لأندريه شديد، وطبعاً "الطاعون" لكامو، و"الحب في زمن الكوليرا" لماركيز، و"العمى" لجوزيه ساراماغو. ويمكن اقتراح "إيبولا" للكاتب السوداني أمير تاج السر.

من نفس القسم الثقافي