الثقافي

مولود فرعون: الكتابة في دروب وعرة

كان يدوّن يومياته على دفاتر مدرسية

في قرية تيزي هيبل التي تقع في ولاية تيزي وزو، ضمن منطقة القبائل الجزائرية، ولد الكاتب مولود فرعون (1913-1962)، لعائلة فقيرة لم تمنعه عن الانصراف إلى دراسته فتخرّج من "دار المعلمين"، وعمل مدرّساً وانشغل بهموم الجزائر الوطنية. كتب باللغة الفرنسية رغم أنه كان يشجّع على تعليم وتعلّم اللغة العربية، وكان يردّد "المستقبل في الجزائر للغة العربية".

 

الكاتب الذي يُختلف في تاريخ ميلاده، لكنه يرجّح أنه في الثامن من آذار/ مارس، كان يدوّن يومياته على دفاتر مدرسية، وحين زار فرنسا التقى بصديقه الكاتب الفرنسي المولود في الجزائر إيمانويل روبليس فأعطاه عدداً من هذه الدفاتر ليقرأها، وحين عاد إلى الجزائر أرسل إليه دفعة ثانية من دفاتره.

أخفى روبليس يوميات فرعون التي ضمّنها الكثير من آرائه حول ما يحدث في الجزائر، إلى جانب مخطوطات أخرى لفرعون في حديقته بسبب الأحداث والثورة، وقد كان صاحبها يرغب في نشرها عن دار "سوي" لكن الأخيرة تردّدت للسبب نفسه، ولم تنشر إلا بعد رحيله.

في أعماله، كتَب فرعون عن الجزائر وحدها، الطبيعة والحياة والناس والمدن وذكرياته، وهذا ما نلمسه بقوّة في آخر رواية له "عيد الميلاد" (1972) وكذلك في "يوميات 1955-1962"، وقد كتب روايات وكتب أخرى من بينها: "أيام قبائلية" (1954) وهو كتاب عن عادات المنطقة وتقاليدها، و"نجل الفقير" (1940)، و"الدروب الوعرة" (1957) وغيرها.

اغتيل فرعون هو وعدد من زملائه في مقرّ عمله في أحد المراكز الاجتماعية، في 15 آذار/ مارس 1962، على يد "منظّمة الجيش السري" الفرنسية.

لم يسلم فرعون من انتقادات من حوله، في حياته وبعد رحيله، من قبل الجزائريين والفرنكفونيين على حد سواء، لا سيما في بعض كتاباته التي تناولت الثورة الجزائرية بالنقد في بعض الجوانب، كما أخذ منتقدوه عليه أنه بقي في الجزائر ولم يذهب إلى الجبهة وأنه كتّب بالفرنسية.

أما الفرانكفونيين فقد اعتبروا أنه لم يكن فرنسياً بما يكفي، كذلك القبائل التي ينتمي إليها اعتبرت أنه لم يكرّس الكثير من أعماله لها، بل إنه كرّس جلّ كتاباته للجزائر ككلّ دون أن يخصّ القبائل بالذات في كتاباته.

من نفس القسم الثقافي