الثقافي

معرض صور يخلد ملحمة الشعب الجزائري التاريخية ضد الاستعمار

أقيم بالمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا بقطر

فيما يشبه سفرا في الذاكرة الوطنية وسنوات الكفاح المسلح والنضال في المحافل الدولية، أضاء معرض ملحمة الشعب الجزائري التاريخية ضد الاستعمار الفرنسي المقام بالمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، على مراحل مختلفة من معركة التحرير وصولا إلى الاستقلال وبناء الدولة الحديثة. 

المعرض الذي ينظم في غمرة احتفال الجزائر بالذكرى الـ58 لعيد النصر الذي تحقق في الـ19 مارس 1962، تاريخ إعلان وقف إطلاق النار في حرب التحرير الجزائرية، بعد توافق في مفاوضات إيفيان بين الحكومة الجزائرية المؤقتة وفرنسا.

وتحتل هذه المناسبة لدى الشعب الجزائري أهمية كبرى، وحدثا لاستذكار تاريخ الشهداء الذين ضحوا من أجل استقلال البلد وحرية الجزائر، وانخراط كافة أبنائها في معركة التحرير، للانعتاق من 132 عاما من الاستعمار الفرنسي، الذي بذل ما في وسعه لطمس هوية الجزائر وعروبتها، وفصلها عن محيطها السياسي والثقافي.

ويحتوي المعرض الذي يستمر إلى غاية 19 مارس الجاري، على لوحات مصورة قسمت على فترات زمنية ومراحل مهمة من تاريخ الثورة الجزائرية، ابتداء من عام 1830 إلى 1954، ثم الفترة من 1954 إلى 1962، إلى جانب صور عن نضال مجاهدي جيش التحرير الوطني وصور عن مشاركة المرأة الجزائرية والطفل الجزائري في الثورة، بالإضافة إلى صور توثق البعد العربي والدولي للثورة الجزائرية، وأخرى عن الرياضة والفن إبان الثورة.

ومن الصور التي يخلدها المعرض صور مجاهدين وعلماء كبار دافعوا عن استقلال الجزائر وهويتها العربية والإسلامية من بينهم الأمير عبد القادر والعلامة عبد الحميد بن باديس واجتماع زعماء القبائل والعلماء، إلى جانب صور متنوعة عن النضال الجزائري والمجاهدين الذين كان لهم الدور الكبير في نجاح الثورة الجزائرية، بالإضافة إلى ما لقيته الثورة من دعم في المحافل الدبلوماسية العربية والدولية.

ويرى القائم بأعمال السفارة الجزائرية بالدوحة نصر الدين لعرابة أن الشعب الجزائري مدين للدعم العربي والمؤازرة التي لقيها من أشقائه خلال مراحل مختلفة من معركة التحرير.

واعتبر لعرابة – في تصريح للجزيرة نت- أن ذكرى النصر تمثل محطة مهمة في تاريخ الجزائر، وتتويجا للنضال في سبيل الحرية والاستقلال، كما أنها فرصة للشباب الجزائري والجيل الناشئ لاسترجاع تلك التضحيات والنهل منها من أجل المستقبل.

والوقوف عند تلك الصور بحمولاتها الوطنية ومعانيها المؤثرة، يحيل على الأثمان الباهضة التي دفعتها الجزائر من أجل استقلالها، وما قدمته من قوافل من الشهداء، وصولا إلى تحقيق ثورة عظيمة في الفاتح من نوفمبر 1954، خلفت مليونا ونصف مليون شهيد، ومهدت الطريق لحركات تحررية في العالم.

وتبرز في المعرض صورة تضم أعضاء مجموعة الـ22 التي فجرت ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 ومن أبرزهم العربي بن مهيدي، الشخصية الثورية التي استطاعت إقناع الجميع بضرورة اندلاع الثورة، وهو صاحب المقولة الشهيرة “ألقوا بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب”، والذي اعتقل إبانها وعذب على يد السلطات الاستعمارية، ثم أعدم شنقا في عام 1957.

 كما توثق الصور لبعض العمليات العسكرية ضد الاستعمار بقيادة جيش التحرير انطلاقا من حدود الجزائر الشرقية والغربية، وكذلك الجهود الدبلوماسية لشخصيات جزائرية بارزة من أجل تدويل القضية الجزائرية، وإدراج القضية ضمن هيئات للأمم المتحدة والمحافل الدولية.

وفي مرحلة توازى فيها الكفاح المسلح بالعمل السياسي والدبلوماسي، يسلط المعرض الضوء على اجتماعات شخصيات جزائرية بارزة وهي تجوب عواصم العالم وفي المحافل الدولية، للتعريف بعدالة الثورة الجزائرية والحق في نيل الاستقلال وبناء الدولة وإنهاء الاستعمار.

أما المرأة الجزائرية، فيوثق المعرض صورها ضمن الصفوف الأولى في معركة التحرير في المدن والقرى خاصة في جوانب التطبيب والتمريض، وتقديم مختلف أشكال العون للثوار، ومساهما رئيسيا في نضال الحرية والاستقلال.

المعرض الذي استقطب في يومه الأول عددا من أبناء الجالية الجزائرية بالدوحة من مختلف الفئات والاهتمامات، يمثل فرصة للمقيمين أيضا للتعرف على مختلف اللحظات تاريخية التي مرت بها مسيرة التحرير في الجزائر، وأشكال النضال حتى نيل الاستقلال.

من نفس القسم الثقافي