الثقافي
وضع متقهقر لقاعات السينما في الجزائر
كانت موضوع العدد الأول من منتدى السينماتيك، مختصون:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 06 مارس 2020
ناقش العدد الاول من منتدى متحف السينما "وضعية قاعات السينما في الجزائر" وذلك خلال لقاء نظم مؤخرا بقاعة سينماتك العاصمة بحضور مختصين وعشاق الفن السابع، وقد استضاف المنتدى الصحفي والكاتب نور الدين لوحال والمصور الفرنسي ستيفان زوبيتزر للحديث عن هذا الإشكالية خاصة و ان الرجلين يشتركان في ولعهما بالسينما التي تسافر بروادها إلى عوالم مثيرة .
و قد تطرق كل واحد من زاوية تخصصه و وجهة نظره للموضوع حيث ركز لوحال صاحب كتاب " لننقذ دور السينما" على الحالة المزرية التي آلت اليها شبكة الاستغلال (دور العرض). وذكر ان الجزائر كانت تملك في بداية الاستقلال ما يقارب ال500 قاعة، وتقهقر اليوم هذا العدد حتى أصبح القليل منه مما هو عملي لا يتوفر على ""ادني شروط العرض و الاستقبال" .
وشدد لوحال في عرضه على" الإهمال الكبير الذي نال هذه القاعات" التي لها دور مصيري في حياة الفيلم لأنها "هي همزة وصل بين الإنتاج و المتلقي" كما أوضح .
واستعاد الكاتب بكثير من الحنين و المرارة في نفس الوقت المراحل التي مرت بها هذه الفضاءات خاصة تغيير الجهات المسيرة لها من خواص الى مؤسسات عمومية ثم البلديات دون الوصول إلى الحل المناسب حسبه .
ومن بين النقاط الهامة الأخرى التي أثارها المتحدث في استعراضه للوضع المزري لهذه الدور تحطيم بعضها و اقامة محلات وحتى مرافئ للسيارات مكانها و تحويل نشاط قاعات أخرى دون إعطاء قيمة للجانب المعماري المتميز لهذه القاعات التي تعد بعضها تحف فنية سواء من ناحية المعمار او الديكورات الداخلية .
وذكر لوحال بما كانت تمثله هذه الفضاءات من نشاط و حركية خاصة في المدن الكبرى .وساق عدة امثال عن تهديم هذه القاعات في احياء العاصمة مثل حي بلوزداد الذي كان يتميز بتواجد كبير لدور السينما .كما عرفت أحياء أخرى زوال دور العرض مثل حي الحراش .
وتأسف من جهة أخرى لقلة الكتابات عن السينما في الجزائر خاصة من قبل صناع السينما حيث غادر كما قال الكثير من المبدعين ولم يتركوا كتابات عن السينما و أعمالهم .
وقدم المصور الفرنسي ستيفان زوبيتزر من جهته عرضا بالصور الفوتوغرافية عن دور السينما في الجزائر و عدد من الدول العربية .و ركز هذا العاشق... لهذه القاعات على جانبها المعماري المتميزة .
واستعرض المصور في البداية نماذج من دور العرض في كل من مصر و لبنان و تونس و المغرب. و حرص في طريقة تصويره على إبراز هذه البنايات الفخمة والجذابة بإشكالها المتنوعة و من زوايا مختلفة، وجاء التصوير.... بالة كبيرة بطريقة كلاسيكية فنية تحمل جماليات تجسد على الورق قيمة و مكانة هذه الفضاءات .
وقد عمد المصور في بعض أعماله إلى إظهار جانب من النسيج المعماري للشوارع و المدن التي تتواجد بها هذه الدور، وقال في هذا الشأن أن هناك الكثير من التشابه في طريقة و أنماط تشييد هذه الدور و أيضا في أسماء هذه القاعات خاصة في المغرب العربي ، وتأسف كثيرا لبقاء هذه الفضاءات اليوم شاغرة "لا احد يقصدها وأحيانا لم يبق منها الا الواجهة فقط بينما بالداخل هي خراب "..
وحرص المصور في الجزء الذي خصص لدور السينما في الجزائر على إبراز الفن المعماري الجذاب لهذه الدور في كل من مدينتي الجزائر و وهران. مركزا على بعض الديكورات الداخلية و الألوان الجميلة لتلك القاعات التي تحول بعضها الى إطلال يحن إليها روادها .
وألح المتدخلون من الحاضرين على ضرورة الاهتمام بهذه القاعات لانها ركيزة هامة في عملية صنع السينما مع البحث عن أنجع الطرق في عملية تسير هذه الشبكة، ودعا الحضور الى انشاء قاعات عصرية تتجاوب مع متطلبات الجيل الجديد حتى تنتعش السينما وتسترجع روادها.