الثقافي
شيخ مجاهد: مسيرة كفاح ورمز للإخلاص وحب للوطن
في ذكرى اليوم الوطني للشهيد
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 18 فيفري 2020
يستحضر المجاهد "شيخ مجاهد" تزامنا مع إحياء اليوم الوطني للشهيد التي تحتضن ولاية سعيدة فعالياته الرسمية هذه السنة سلسلة من ذكريات كفاحه بالمنطقة الخامسة بسيدي بلعباس إبان ثورة التحرير المجيدة والنضال البطولي لرفقائه الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل استرداد السيادة على التراب الوطني.
ويروي الحاج مجاهد شيخ ذكريات مشاركته في أربعة معارك طاحنة خلال فترة الكفاح المسلح بالمنطقة الخامسة منها معركة جراب التراب جنوب تلاغ ( سيدي بلعباس) سنة 1958 بقوله "بعد تلقينا معلومة تفيد بإقبال القوات الفرنسية على عملية تطويق وتمشيط عسكري للمنطقة الخامسة بسيدي بلعباس دخلنا في اشتباك معها في معركة طاحنة استشهد فيها أحد رفاقنا المدعو يوب ولد صحراوي".
ويضيف المجاهد في هذا الحديث الذي خص به وأج أنه "في يوم 3 مارس 1959 وعلى اثر معركة أخرى دارت رحاها بجبل عين خليفية الواقعة بين ولايتي سعيدة وسيدي بلعباس تم توقيفي بعدما تعرضت لإصابات بليغة على مستوى الساق وتم تحويلي لأحد السجون بسيدي بلعباس ثم إلى وهران والشلف إلى غاية شهر أبريل 1962 الذي أطلق فيه صراحي رفقة العديد من المجاهدين".
ومن المشاهد المؤثرة التي يتذكرها مجاهد شيخ الإعلان عن وقف إطلاق النار" كنا داخل السجن نستمع لتصريح رئيس الحكومة المؤقتة أنداك يوسف بن خدة الذي أعلن فيه عن وقف إطلاق النار وهي اللحظات التي امتزجت فيها دموع الفرح بالنصر والحزن على فراق الزملاء الذين استشهدوا في ميدان الشرف".
ويستحضر المجاهد مشهد عودته لمسقط رأسه ولقائه مع والده الذي كان يشتغل في مجال البناء بسعيدة "يومها كانت فرحة الأب فرحيتن واحدة لتحقيق النصر وأخرى بلقاء الابن".
وفي هذا السياق أكد المجاهد أن الشعب مكنته عزيمته وإصراره على المضي قدما في الكفاح في تحقيق النصر واسترداد سيادته على وطنه وأن المجاهدين أنداك كان يحدوهم صبرا وإرادة مثالية في الاستمرار في الكفاح دون هوادة أو تراجع مع أن الجميع كانوا يعلمون أن الاستشهاد كان أكثر شيء يتوقعونه.
ويعلق المجاهد شيخ مجاهد أمله في أن يعكف كل الفاعلين في المجال التاريخي المساهمة في توثيق تضحيات وبطولات جيل الثورة للحفاظ على تاريخ وذاكرة شعب شكلت ثورته مصدر إلهام لحركات التحرر في العالم وقدوة لكسر جميع قيود الاستبداد والاحتلال.
ويعد شيخ مجاهد المدعو عبد الفتاح من ولاية سعيدة واحد من الأبطال الأشاوس الذين آمنوا بأن الكفاح المسلح هو السبيل الوحيد لتحقيق الحرية والاستقلال للوطن حيث تلقى تعليمه في واحدة من كتابيب تعليم وحفظ القرآن الكريم بمنطقة عين المانعة (سعيدة) وكان من الرعيل الأول الذي التحق بجيش التحرير الوطني مباشرة بعد مشاركته في عملية نصب كمين لضابط فرنسي.
وتقلد ذات المجاهد ابن منطقة عين المانعة والذي ولد سنة 1936 عدة مسؤوليات عسكرية إدارية بالناحية الثانية للمنطقة الخامسة الممتدة من منطقة سفيزف إلى غاية برج حمام (سيدي بلعباس).
كما أوكلت له مهام تكوين وتدريب العديد من المسبلين الذين التحقوا بالثورة رفقة المجاهدين المرابطين بالجبال حيث تم إنشاء العديد من مراكز التدريب بجبال موكسي وسفيزف وسيدي دومة وأولاد صحراوي لتحضيرهم عسكريا لمواصلة الكفاح المسلح والحفاظ على ديمومة الثورة.