الثقافي

أحداث ساقية سيدي يوسف ستظل عنوانا للأخوة "الصادقة" بين الجزائر وتونس

مجاهدين، شخصيات تاريخية وأساتذة مختصين في التاريخ يؤكدون:

أكد مشاركون في ندوة تاريخية, نظمت الخميس الماضي بالجزائر العاصمة احياء للذكرى ال62 لأحداث ساقية سيدي يوسف, على أن هذه الأحداث ستظل عنوانا للأخوة "الصادقة" والتضامن "الفعال" بين الجزائر وتونس.

واعتبر المتدخلون من مجاهدين وشخصيات تاريخية واساتذة مختصين في التاريخ الوطني في هذه الندوة أن "مجزرة ساقية سيدي يوسف التي امتزج فيها الدم التونسي بالدم الجزائري خطت صفحة مشرقة في علاقات البلدين وستظل احداثها برمزيتها خالدة عبر التاريخ وعنوانا للأخوة الصادقة والتضامن الفعال ومطية للارتقاء بالعلاقات الثنائية الى افضل المراتب وتوسيعها الى ابعد الحدود".

في هذا الصدد, أكد الامين العام لوزارة المجاهدين وذوي الحقوق, العيد ربيقة, أن أحداث ساقية سيدي يوسف الصامدة كانت "عربون النضال المشترك ومقبرة لأحلام الاستعمار الفرنسي في قطع حبل التعاون والتآزر ووحدة الكفاح المشترك بين الشعبين" الجزائري و التونسي, مشيرا الى أن هذه الاحداث "غيرت كل المجريات وسمحت بتنسيق الجهود بين الشعوب المغاربية كما افرزت تداعيات داخلية وخارجية على كافة الأصعدة السياسية والعسكرية والدبلوماسية".

وفي معرض تطرقه الى معاني هذه الذكرى, دعا ربيقة الى "استلهام الدروس التي جسدتها الاحداث وهي التاريخ الواحد والمصير الاوحد والى تضافر جهود ابناء البلدين وتشبعهم بقيم اسلافهم وتجسيدها في ارض الواقع".

اما مستشار السفير التونسي بالجزائر, لطفي عزيمي, فقد شدد من جانبه على أن احياء ذكرى هذه الأحداث "دليل على عمق وتميز العلاقات بين الجزائر وتونس", معتبرا أن الزيارة التي قام بها الرئيس التونسي قيس سعيد مؤخرا الى الجزائر كأول زيارة له إلى الخارج "تجسيد حقيقي لهذه العلاقات القوية".

ودعا عزيمي في تدخله الى تكريس هذه الأحداث اكثر في المنظومتين التعليميتين للبلدين حتى "تستمد منها الاجيال الصاعدة القوة و تجعل منها طريقا و منهجا في حياتها المستقبلية".

وتميزت الندوة بتقديم مداخلات علمية تمحورت حول أسباب وأهداف ونتائج العدوان على ساقية سيدي يوسف الى جانب تقديم شهادات حية حول الاحداث التي كشفت عن

وحشية وبشاعة المستعمر الفرنسي التي ارتكبها ذات 8 فبراير 1958 ضد اناس عزل بحجة ملاحقة ومتابعة وحدات جيش التحرير الوطني، كما قدم الاستاذ التونسي, واصلي محمد, بالمناسبة كتابا له جسد من خلاله بطولات الثورة التحريرية والذي كان تحت عنوان "غار الدماء: قاعدة خلفية للثورة الجزائرية بامتياز".

يذكر أن الهجوم الفرنسي على ساقية سيدي يوسف خلف استشهاد 79 شخصا من بينهم 20 طفلا و11 امرأة وإصابة 130 آخر بجروح.

من نفس القسم الثقافي