الثقافي
عشر سنوات تمر على رحيل الرسام ومصمم الطوابع علي خوجة علي
يعتبر التلميذ السابق لعمر راسم بمدرسة الفنون الجميلة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 07 فيفري 2020
تمر عشر سنوات على رحيل الرسام علي خوجة علي الذي يبقى اسمه, من خلال البصمة التي تركها في الذاكرة الجماعية بتصميم للطابع البريدي, راسخا في الكاتالوغ الجزائري الخاص بالطوابع بعد أن أثراه بحوالي خمسين طابعا.
و قد وقع علي خوجة علي, تلميذ و ابن أخت الفنانين محمد و عمر راسم على أول طابع صدر في 5 يوليو 1963 يحمل تأشيرة "EA" (الدولة الجزائرية).
و كان الطابع الذي صدر بمناسبة الذكرى الأولى لاستقلال الجزائر متبوعا بطلبيات أخرى من وزارة البريد التي صمم لها الفنان الراحل طوابعا الى غاية 1981، و ترعرع علي خوجة علي, المولود بالجزائر العاصمة سنة 1923 محاطا بخاليه الفنانين اللذين احتضناه في سن الرابعة بعد وفاة والده.
و قد كشف علي خوجة علي, التلميذ السابق لعمر راسم بمدرسة الفنون الجميلة, عن انجازاته الأولى في سن ال23 بعد متابعة دروس في فن الخط و الزخرفة رفقة محمد تمام و بشير يلس.
و قد درس علي-خوجة طيلة ثلاثين سنة فن الديكور بمدرسة الفنون الجميلة بعد أن غادر سنة 1961 منصب رسام بمكتب دراسة بمصلحة الصناعات التقليدية, متحف الفنون و التقاليد الشعبية سابقا.
بعد الاستقلال, تخصص هذا الفنان في تصميم الملصقات حيث تميز من خلال ملصقة المهرجان الافريقي الأول (1969) لكنه لم يتخل عن الرسم واستمر في المشاركة في المعارض الجماعية.في سنة 1990, عرض لوحاته الجديدة في معرض فردي بالعاصمة و كان أخر عرض قدمه في سنة 2009 .
صب علي-خوجة علي اهتمامه من الرسم الى اللوحات الزيتية لينتهي به الأمر الى تفضيل الرسم التجريدي.و تأكد شغفه بالأحصنة و القطط على وجه الخصوص في نهاية الستينيات من خلال لوحاته التي ركزت على الحيوانات و تأكد ذلك من خلال لوحة " القطط" (1972) و " القطيع" (1979) احد أشهر أعمال علي-خوجة و التي تمثل مجموعة من الأحصنة على لوحة ساحرة من الألوان.
وبعد الصدمة التي تلقاها إثر اغتيال خاله محمد راسم وزوجته عام 1975 أوقف الفنان كل نشاطه الفني إلى غاية بداية ثمانينات القرن الماضي.
وصادفت هذه المرحلة من حياة الفنان تخليه عن المواضيع المتعلقة بالحيوانات والمناظر الطبيعية للخوض في الرسم التجريدي بعناوين مثل "علامة العصر" (1982) و "نشأة الكون" (1983) و "هوس" (1985) و"تناقض" (1986).
وكان هذا الانتقال إلى الرسم التجريدي بالنسبة لفنان حزين ومكتئب "نوعا من التعبير ومحاولة لفهم العالم". وحسب فنان المنمنمات مصطفى عجاوت أحد تلاميذه فقد كان الطابع التجريدي بالنسبة لعلي خوجة بمثابة "تحرر نفسي".
وواصل علي خوجة الرسم إلى آخر يوم من عمره ولم يثنه ثقل السنين أبدا عن الإبداع.ويتذكر نجله عبد الرحمان الذي التقته وأج بعيادته لطب الأسنان أن أباه "كان يقضي جل وقته في ورشته بالأبيار بين حاملة لوح الرسم والحاسوب للاستماع إلى الموسيقى العالمية والموسيقى التقليدية الجزائرية".
واستطرد يقول "لم يهتم أبي قط بتسيير مشواره الفني (...) ولا بترقية أعماله رغم إيمانه بخياراته الفنية والجمالية".وتؤكد هذه الشهادة ما جاء في البورتريه الذي خصصه له عام 1990 الشاعر والصحفي الطاهر جاووت الذي وصف علي خوجة ب"الفنان الصارم والحصيف (...) والمتمسك بمتعته وحريته" في الإبداع.