الثقافي
أولغا فلاسوفا.. رحيل مترجمة الأدب المغاربي
قدمت أعمال الروائي الراحل الطاهر وطار بالروسية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 29 جانفي 2020
حازت المستعربة الروسية أولغا فلاسوفا (موسكو، 1958-2020) العام الماضي على جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، عن ترجمتها رواية "الحوت والقصر" للكاتب الجزائري الطاهر وطار إلى الروسية. رحلت فلاسوفا ولم تمض أسابيع على هذا التكريم، حيث أعلنت عائلتها وفاتها قبل أيام قليلة في موسكو إثر مرض سريع ومفاجئ.
كانت فلاسوفا خصبة في الترجمة وقليلة في الحضور في المحافل والندوات، بحسب شهادة صديقها المترجم السوري نوفل نيوف، الذي رثاها على صفحته في فيسبوك، مبيناً أن لديها أرشيفاً كبيراً لم تفرج عنه من الترجمات والدراسات والقراءات، وكانت تخطط حين التقاها في الدوحة الشهر الماضي لتنظيمه ونشره، لكن الوقت لم يسعفها.
من النادر أن تقابل مستعرباً تعلّم العربية من دون الالتحاق بالجامعة، ولكن كان ذلك حال فلاسوفا التي تعلمت العربية وحدها، بعد أن خُيرت في شبابها وهي تدرس بجامعة موسكو الأدب الفرنسي؛ بين الذهاب إلى باريس أو الجزائر، فاختارت الجزائر لـ "تحقق حلمها الغامض بتعلم العربية" كما يذكر نيوف.
منذ أن توطدت معرفة فلاسوفا بالعربية لغة وثقافة، شغفت بالأدب المغاربي على وجه الخصوص، وقدمت منه إلى القارئ الروسي تجارب مختلفة فترجمت لمحمد زفزاف والطاهر وطار ومحمد شكري ومبارك ربيع الذي انتهت من ترجمة روايته "الطيبون" مؤخراً.
كانت المستعربة الروسية خلال حقبة الاتحاد السوفييتي مكلفة بالعلاقات الخارجية مع العالم العربي في منظمة اتحاد الكتاب السوفيات، ومن خلال موقعها هذا جمعتها صداقات من كتاب من فلسطين ومصر والمغرب والجزائر وتونس وسورية، وفي عام 1996 التحقت باحثة رئيسية في معهد الأدب العالمي في موسكو، ونشرت أكثر من ستين كتاباً مترجماً من العربية والفرنسية.
ساهمت فلاسوفا أيضاً في ويكيبيديا الروسية من خلال تقديم نبذة عن بعض الروائيين المغاربة، خاصة شكري التي كانت شغوفة بأدبه وسيرته الذاتية ومراسلاته، حيث كانت على وشك الشروع في ترجمة مراسلات محمد شكري ومحمد برادة.
لم تكن فلاسوفا مستشرقة روسية بارزة، وناقدة أدبية ومترجمة فقط، بل والأمينة التنفيذية للمجلة العلمية لمرض التوحد، وناشطة في هذا المجال إثر إصابة طفلها به وعملت منذ عام 2008 مع أول مركز متخصص في الدعم النفسي والطبي لمرضى التوحد، وأنشأت بنفسها أول موقع إلكتروني متخصّص للتعريف بهذا المرض.