الثقافي

هذا السبب وراء عزوف الناشرين عن الشعر

حسب الشاعرة سمية محنش

ردت الشاعرة الجزائرية سمية محنش،  حول هل يعد رفض دور النشر لدواوين الشعر العربي جريمة أم أنهم مجبرون على ذلك؟، بالتأكيد على أنه أصبح هناك كثير من الغوغاء فى مجال الشعر اليوم، وهناك شعراء حقيقيون وشعر حقيقى، لكنه لا يظهر، فأساء ذلك إلى الشعر، والآن تريد دور النشر أن تربح فقط، والمنتج الشعرى أصبح معظمه سيئًا، وغطى على المنتج الجيد، ولذلك لا تريد دور النشر أن تأخذ مثل هذا النوع من الأعمال، ولم يعد الناس أنفسهم مهتمين بالشعر، كما أن انعدام الأدوات لدى الشاعر ليصل إلى الجمهور قد ساعد على بعد المسافة بين الشعر والنشر، فنزار قبانى كان شاعرًا جماهيريًّا بامتياز، وهذا مهم جدًّا ضمن مقاييس النشر.

جاء ذلك خلال مشاركتها رفقة ثلة من الشعراء العرب الذين شاركوا في ملتقى الشعر الدولي بادر المجلس الأعلى للثقافة بمصر مؤخرا بتنظيمه، حيث أقيمت أمسيات شعرية ونقاشات نقدية وموائد مستديرة.

وعن الموضوع ذاته أوضح الشاعر أحمد نبوى، عن هذا السؤال، فى مصر تنقسم دور النشر إلى خاصة ورسمية، ولكل منهما سياسة، ودور النشر الخاصة ينبغى أن تخدم الثقافة والنشر الجيد والارتقاء بالذوق العام، ولكن ماذا تنشر فهذه علامة استفهام، أنا لى 6 دواوين ولم أنشر حتى الآن ديوانًا فى مؤسسة ثقافية رسمية، وأنا الآن مغترب وهناك مؤسسات أخذت منى دواوين ولم تنشر، فالوضع منذ عشر سنوات كان أفضل، ولكن الآن لا يوجد دور نشر متخصصة إلا القليل لأن هناك من يسرق المبدعين ويسرق تاريخ المبدع وليس هناك حقوق للمؤلف فى مصر، وهذا واقع أليم، فخارج مصر أطبع كتبى ربما كل 6 أشهر وأتلقى مكافأة جيدة على طبع الكتاب.

أما الشاعر السودانى عالم عباس، فأجاب: دور النشر الآن تجارية، وجزء من أهدافها هو الربح، وهذا شيء طبيعى، وهم يبحثون عن رواج وبالتالى من حق الناشر أن يرفض فى تقديره من لا يحقق له رواجًا، وهذا هو الاستثمار الطبيعى للنشر، ولكن يجب أن يكون لدور النشر عندنا دور ثقافى واجتماعى فى تشجيع المبدعين الجدد وتحقيق الرواج، وسوف يحدث ذلك عندما تتبنى دور النشر هؤلاء المبدعين، وهم بعد ذلك فى المستقبل سوف يكونون هم مصدر الربح لتلك الدور.

في حين الشاعر السعودى محمد إبراهيم يعقوب، قال/ يجب ألا يكون هناك اتهام لدور النشر، ففى المملكة العربية السعودية نمتلك المنابر التى تطبع للمبدعين سواء الشباب أو أصحاب التجربة عبر ما يسمى الأندية الأدبية التى تشبه بيوت الشعر فى العالم العربى، والوزارة تطبع من خلال المهرجانات أيضًا لدينا فى السنوات الأخيرة من خلال التعاون مع ناد أدبى ودار نشر كبرى مثل نادى الرياضة الأدبى بالتعاون مع المركز الثقافى العربى بلبنان، ونادى الباحة الأدبى بالتعاون مع مؤسسة الانتشار العربى بلبنان أتاحا للكتاب السعودى أن يوجد فى كل معارض الكتاب العربية، وتجربتى مع الناشر لم تجد إلا كل ترحاب من دور النشر الخاصة والحكومية، وأعتقد أن دور النشر فى السعودية تعمل بشكل محفز وداعم للمبدعين.

وأظن أن هناك دور نشر تأخذ حقوقًا أو تمنع حقوقًا، فإن هذا يحدث وعلى المبدع ألا يخطو أى خطوة إلا بعد توقيع عقد يضمن له حقوقه لكيلا ندخل في متاهات.

وأوضح بدوره أما الشاعر صلاح اللقاني حول الموضوع قائلا: "أرى أن دور النشر الخاصة فى مصر ما هى إلا مشروع تجارى ينشر ما يعود عليه بالفائدة والربح وليس على أساس القيمة الفنية والجمالية".

 

من نفس القسم الثقافي