الثقافي

"آثار الشعر الشعبي في كتابة التاريخ" محور ملتقى وطني ببسكرة

تُقام جلساته في “دار الثقافة أحمد رضا حوحو” بمدينة بسكرة

كثيراً ما ينقل رواة الحكايات الشعبية والشعراءُ الشعبيّون بعض الوقائع التاريخية في حكاياتهم وقصائدهم التي تكتسب، مع مرور الزمن، بُعداً توثيقياً، يُحيل إلى الفترة التي ظهرت فيها، ويُضيء على جوانبها السياسية والاجتماعية والاقتصادية؛ فعلى سبيل المثال؛ بإمكاننا الاطلاع على كثيرٍ من تفاصيل معركة مزغران التي دارت رحاها في مدينة مستغانم بين الجزائريّين والغزاة الإسبان في السادس والعشرين من أوت 1558 من خلال “إلياذة” لخضر بن خلوف؛ أحد أبرز شعراء الجزائر في القرن السادس عشر.

لكن إلى أيِّ مدى يُمكن الوثوق في مدوّنة الأدب الشعبي كمصدرٍ لكتابة التاريخ، وما مدى دقّة المعلومات التي يتضمّنها هذا النوع من الأدب؟ خصوصاً أنَّ هذه النصوص كُتبت (أو قيلت بالأحرى) ضمن سياقاتٍ مختلفة لم يكُن الهدف فيها غالباً هو توثيق الأحداث التاريخية بدقّة وموضوعية، إذ أنَّ كثيراً منها لا يخلو من المبالغات والوقائع التي تتعارض مع الحقيقة التاريخية.

تلك بعض الأسئلة التي يطرحها “الملتقى الوطني للشعر الشعبي” الذي تُقام جلساته في “دار الثقافة أحمد رضا حوحو” بمدينة بسكرة ، يومَي الأربعاء والخميس المقبلَين، بتنظيمٍ من “الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي”، وبالتعاون مع مديرية الثقافة في بسكرة و”الرابطة الوطنية للأدب الشعبي.

يحمل الملتقى عنوان “آثار الشعر الشعبي في كتابة التاريخ”، في إشارةٍ إلى اعتبار القصيدة الشعبية أحد المحامل التي قد يُلجأ إليها في كتابة تاريخ بلدٍ أو منطقة ما. وإنْ كانَ ذلك يجري بتحفُّظٍ شديد؛ بالنظر إلى طبيعة النصّ الأدبي نفسه.

يشارك في الملتقى كتّاب وباحثون في الأدب الشعبي؛ من بينهم: عمار بوعزيز، وعائشة بومدين، وبشير توهامي، وعبد القادر عرابي، وبوبكر خيضر، وخالد شعلال ياسين، وحمزة بن بوزيان، وشامة درويش، وصلاح بدري، ونورة كريبت، وجلال خشاب، وعبد المجيد عناد، ويوسف شقرة.

وسيعرف الحدث عددا من المداخلات، حيث سيشهد يومه الأول مداخلة عمار بوعزيز من ولاية بسكرة، عرض فيلم وثائقي عن الشيخ العرجاوي من ولاية بسكرة، مداخلة عائشة بومدين من ولاية تيارت، مداخلة بشير توهامي من ولاية مستغانم، عرض غنائي لجمعية المطرية من ولاية بسكرة، مداخلة عبد القادر عرابي من ولاية مستغانم، مداخلة السيد بوبكر خيضر من ولاية بسكرة، عرض غنائي للشيخ عبد الرشيد مرنيو من ولاية المسيلة، مداخلة خالد شعلال ياسين من ولاية مستغانم، وكذا مداخلة حمزة بن بوزيان من ولاية الوادي، ليختتم بحفل غنائي متنوع مع عبد الحكيم نوبلي.

أما اليوم الثاني من الحدث، فيرتقب أن يشهد محاضرات قيمة، حيث تشمل المحاضرة الأولى: محاضرة شامة درويش، مداخلة صلاح بدري، المحاضرة الثانية: محاضرة خالد شعلال ياسين، مداخلة نورة كريبت، المحاضرة الثالثة: محاضرة الأستاذ جلال خشاب، مداخلة عبد المجيد عناد، المحاضرة الرابعة: محاضرة الأستاذ يوسف شقرة.

 

من نفس القسم الثقافي