الثقافي

الجزائر تراهن على اعتلاء منصات التتويج بعمان

ضمن مشاركتها في مهرجان المسرح العربي

سيكون الفن الرابع الجزائري حاضرا بعملين في الطبعة الـ 12 لمهرجان المسرح العربي بعمان، ويتعلق الأمر بمسرحيتي “رهين” إنتاج المسرح الجهوي في باتنة، تأليف محمد بويش وإخراج شوقي بوزيد، و”جي. بي. إس” لفرقة المسرح الوطني، تأليف وإخراج محمد شرشال.

وستراهن “رهين” على الفوز بإحدى جوائز المسار الأول، فيما تعد “جي. بي. أس” من الأعمال المرشحة للتباري على الجائزة الأعلى في مسابقة بالمسار الثاني، وتعالج “جي. بي. اس” ضياع الإنسان المعاصر بين الأفكار والمبادئ وموقفه من الوقت وإدمانه الانتظار دون الوصول، بل يقدم صورة للإنسان المسخ الذي يتحول ويفقد حتى حقيقته، سواء بفعل فاعل أو بإرادته فالأبطال ينتظرون منذ مولده الخلاص دون جدوى، والقطار الذي هو رمز الخلاص يمر في كل مرة دون أن يستقله أي أحد، وبينما هم ينتظرون ينشغلون ببعضهم، ولا ينتبهون إلى الوقت ولا إلى عبور القطار حتى بلوغهم الشيخوخة.

وتقوم المسرحية على لوحات تكاد تكون منفصلة، وهو ما تعمده المخرج الذي صمم العرض بطريقة تجعله أقرب إلى الفرجة والفكاهة معتمدا على قدرات الممثلين في الحركة والتعامل بأجسادهم لا بأصواتهم، فضمن العرض بعض الرقصات المنضبطة، ويكتفي الممثلون بالإيماءات والحركات ما جعلهم يبذلون جهدا مضاعفا قصد تبليغ الرسالة، والتي بدت غامضة لدى الكثير من الجمهور خاصة في غياب حوار أو ذروة وصراع واضحين.

وبنيت المسرحية على ديكور متحرك في البداية ثمّ منظر نهائي في محطة القطار، ومن رمزيتها يمكن إسقاط العرض على أي إنسان في أي مكان من الأرض في الوقت الحالي.

وشارك في التمثيل مجموعة من الممثلين الذين حققوا بروزا في السنوات الأخيرة على غرار محمد لحواس وعديلة سوالم وصبرينة بوقرعة وسارة غربي وعبد النور يسعد ومراد مجرام ومحمود بوحموم وياسين براهمي، أما “رهين” فيعتبرها المخرج شوقي بوزيد تجسيدا لفكرة سياسية فلسفية تعبر عن وجهة نظر الفنان في راهنه السياسي بلغة عربية قوية تقترب من الشعر.

واعتبرت الفنانة نوال مسعودي العمل تجربة مميزة، تضاف إلى مسارها الفني، كون أن هذا العمل يطرح قضية وطن مهمة، ناقلا الحراك وصوت الشعب إلى الركح بطرق فنية جميلة، نوال المعروف عنها تمسكها بمبادئها ومواقفها الثابتة التي ترعرعت عليها في نضال ثقافي ووطني تقول: خاصة وأن “رهين” تأتي في ظروف استثنائية تعيشها الجزائر في مرحلة جد حساسة ومهمة تمر بها منذ الاستقلال في مسارها السياسي.

وأكد القائمون على تنظيم الدورة التي ستقام برعاية ملكية سامية، أن هذه الطبعة التي يستضيفها الأردن ستمثل منصة إبداعية ذات منحى جمالي وستعمل على تحفيز مفردة البيان المسرحي والارتقاء بالفعل الفكري في الحراك المسرحي العربي، علاوة على التجديد في مفهوم الندوات الفكرية لتحتوي على الجانب العملي، كما أكدوا أن هذه الدورة من المهرجان (دورة عمان) ستعمل على تحقيق المزيد من الإنجازات وتحتفي بمسرحنا العربي وتضيف له. وقال نقيب الفنانين رئيس اللجنة العليا التنفيذية للمهرجان بدورته الحالية حسين الخطيب، في المؤتمر الذي أداره مسؤول المؤتمرات الصحفية في المهرجان رسمي محاسنة، إن هذه الدورة منصة إبداعية حقيقية، مشيراً إلى أن النقابة تعمل على إقامة منصات إبداعية في كل مكان.

وأضاف أن هذا المهرجان يأتي بالتعاون ما بين الهيئة العربية للمسرح ووزارة الثقافة والنقابة، لافتاً إلى أن الدورة الـ12 للمهرجان تأتي بناءً على منجزات ما تحقق في دورة المهرجان الرابعة التي أقيمت بعمان عام 2012 بمكرمة من الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح. وثمن الخطيب دور الهيئة العربية للمسرح بدعم الحركة المسرحية العربية، وبذل الجهود للارتقاء بالمسرح العربي وأعرب عن أمله بأن تشكل هذه الدورة من المهرجان منجزاً كبيراً للمسرح العربي لاسيما أنها تمثل حالة فكرية وليس فقط عروضاً مسرحية.

وتحدث مسؤول الإدارة والتنسيق في الهيئة الكاتب حسن النفالي عن مساري العروض المسرحية، مبيناً أن الأول يشتمل على 6 عروض مسرحية تمثل مصر وسوريا والجزائر والمغرب والكويت، فيما الثاني تتنافس عليه 9 عروض مسرحية على جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل مسرحي متكامل، تمثل الأردن والكويت والمغرب والجزائر وتونس والإمارات.

 

من نفس القسم الثقافي