الثقافي

السينما العربية: طموح فني وواقع سياسي واقتصادي متردٍ

حضور لافت للأعمال الخليجية والإنتاج الإماراتي

تتسابق دول العالم المختلفة على جعل السينما منظورا حضاريا مهما يبين من خلالها الواقع المعاش في هذه الدولة أو تلك، فضلا عن إبراز الواقع السياسي، إضافة إلى أهمية السينما في الاقتصاد والتجارة، بما يأتي به شباك التذاكر وشراء الأفلام من قبل الجهات الإعلامية أو الفضائيات وغيرها. السينما عالم مهم حتى بات المواطن يعرف أن هوليوود تعني أمريكا، وأن بوليوود تعني الهند. أما في العالم العربي فالأمر يختلف، أو أنه تراجع كثيرا خلال العقدين الأخيرين على أقل تقدير، فهوليوود الشرق التي تعني مصر يبدو أن عجلة الإنتاج آخذة بالتراجع، ولا يمكن الحديث عن العراق الذي أصبح فيه الإنتاج السينمائي واحدة من معضلات الزمن الجديد، وإن حاول الكثير جعل المهرجانات تعويضا عن هذا النقصان.

مصر كما يقول الباحث السينمائي العراقي مهدي عباس شهدت في عام 2019 إنتاج 33 فيلما بدأت بفيلم المخرج ياسر الياسري (121) الذي عرض في 2/ 1/ 2019 وانتهت بفيلم المخرج سعيد الماروق (الفلوس) الذي عرض في 25/ 12/ 2019 ويقول إن هذه الأفلام أخرجها 31 مخرجا، بينهم عربيان قدما تجاربهما الأولى في مصر هم العراقي ياسر الياسري، فيلم (121) واللبناني أسد فولادكار، فيلم (قرمط بيتقرمط ). أنتجت هذه الأفلام 25 شركة إنتاج، وإن أكثر ممثل ظهر عام 2019 في الأفلام هو بيومي فؤاد، من خلال تسعة أفلام. فيما حقق فيلمان نسبة النجاح العالية جماهيريا «ولاد رزق ـ «الفيل الأزرق حيث حقق كل منهما أكثر من 100 مليون جنيه.

ويؤكد الباحث عباس على أن السينما العراقية رغم المآخذ عليها وتوقفها رغم كل الظروف الإنتاجية الصعبة، ورغم توقف المؤسسات السينمائية الحكومية عن الإنتاج، إلا أن السينما العراقية استطاعت أن تقدم عددا من الأفلام الطويلة خلال عام 2019 توزعت على بغداد وإقليم كردستان وسينمائيي المهجر العراقيين، وإنه تم إنتاج ثمانية أفلام في عام 2019 لم يشاهد الجمهور منها سوى اثنين وعرضت أغلب الأفلام في مسابقات عراقية وعربية وعالمية، وبين هذه الأفلام فيلم من أول إنتاج لشركة السينما العراقية، وفيلم من إقليم كردستان، وفيلم إنتاج مشترك بين سويسرا وألمانيا وصورت بعض مشاهد الأفلام في دول مختلفة مثل تركيا.

وهذه السينما تعرضت إلى الهبوط، كما يقول الباحث عباس، حيث لم تشهد سوى عرض تسعة أفلام فقط، كان بينهما فيلمان وثائقيان طويلان، وكان موسم أعياد الميلاد ورأس السنة مناسبة لعرضها، وكل هذا يأتي بسبب الظروف السياسية، ومن بين هذه الأفلام «مطلوبين، لهون وحبس، شرعوا الحشيشة، الأرجوحة، وعلى خطى المسيح». ويذكر أن هناك أفلاما لبنانية لم تعرض في دور السينما اللبنانية لحد الآن، لكنها عرضت في مهرجانات سينمائية دولية، وحاز بعضها إشادات كبيرة ومنها فيلم «1982»، وفيلم «إبراهيم إلى أجل غير مسمى» وفيلم «جدار الصوت» ويعد من أهم أفلام عام 2019 اشترك في عدة مهرجانات وحاز ثلاث جوائز من مهرجان فينيسيا.

ويؤكد الباحث أن اسم قطر كان الأكثر حضورا بين الدول العربية في مهرجانات السينما العالمية الكبيرة مثل كان وبرلين ولندن وتورنتو وغيرها، من خلال دعم الكثير من الأفلام العربية والعالمية، ليصبح اسم قطر مشتركا في الإنتاج مع أفلام برتغالية وهندية ورومانية وجزائرية وتونسية وغيرها من دول العالم، على مستوى الإنتاج المحلي القطري شهد عام 2019 عرض فيلم «الانيميشن 2030 « للمخرج علي السليطي، ويحكي قصة ستة شباب قطريين يتابعون أهدافهم المستقبلية من خلال الدراسة في الخارج، لرد الجميل إلى بلدهم الذي رعاهم، وقدم لهم الدعم كي يعودوا من جديد، ليفيدوا بلدهم بما تعلموه والمشاركة في خطة 2030 التي تتبناها البلاد.

وهي أيضا شهدت في السنوات الأخيرة تزايدا في الإنتاج السينمائي المحلي، من خلال ظهور جيل من المخرجين الإماراتيين، بعد أن كان معظم الإنتاج إنتاجا مشتركا أو مدعوما لأفلام لا علاقة لها بالإمارات، سوى الدعم كأفلام شركة إيمج نيشن والأفلام المدعومة من سند وإنجاز، وقد تم إنتاج عشرة أفلام عرضت تجاريا عام 2019، ومن بين هذه الأفلام «سفر اضطراري وعلي وعليا والعم ناجي في الإمارات وفيلم ولادة وفيلم راشد ورجب، وكذلك فيلم فلفل أبيض ومسك وخلك شنب والمقاتل الذي لا يهزم وفيلم بتاع كله».

 

يعد الباحث مهدي عباس عام 2019 عام السينما السعودية، حيث تم إنتاج سبعة أفلام روائية طويلة، وهو عدد لم تشهده السينما السعودية من قبل، والأهم أن هذه الأفلام بمجملها أفلام ذات مستوى فني عال، وهي على العكس تماما من الأفلام الخليجية الأخرى، وبعض هذه الأفلام عرض في مهرجانات سينمائية دولية مهمة، وحاز جوائز مهمة واهتمامات نقدية وجماهيرية، ومن بينها ثلاثة أفلام، عرضت عرضا تجاريا في السعودية عام 2019 فيما ينتظر أن تعرض الأفلام الأربعة المتبقية في عام 2020. وهذه الأفلام هي «رولم وولد ملكا وشيهانة وفيلم آخر زيارة وكذلك المرشح المثالي وسيدة البحر والمسافة صفر».

 

من نفس القسم الثقافي