رياضة
كرة القدم الجزائرية تودع عام 2019 بملاعب قديمة وأخرى قيد الانجاز
في حين تفتقر الملاعب المتاحة للمعايير الدولية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 28 ديسمبر 2019
بملاعب قديمة تكاد تكون منتهية الصلاحية وأخرى جديدة طال أمد تسليمها، تودع كرة القدم الجزائرية سنة 2019 وهي تفتقر للمنشآت المناسبة والبنية التحتية التي تليق ببلد يتربع منتخبه الوطني على عرش الكرة الافريقية، فباستثناء ملعب 5 جويلية الأولمبي، تفتقر الجزائر العاصمة لمنشآت أخرى تتوفر فيها المعايير التقنية الدولية لممارسة لعبة كرة القدم، وهو ما جعل الرابطة المحترفةتعاني لاحترام البرمجة، مثل ما كان عليه الامر في بداية الموسم الجاري بعد غلق ملعبي 20 اوتو أول نوفمبر بالحراش، هذه الوضعية الصعبة دفعت الرابطة الى تأجيل مقابلة الجولة السادسة من بطولة الرابطة الثانية بين اتحاد الحراش و شبيبة بجاية، فيما اجبر نصر حسين داي على الاستقبال ببولوغين ثم الدار البيضاء و شباب بلوزداد بملعب 5جويلية، ومن الامور التي زادت الطين بلة، عدم اعتماد الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم ملاعب 20 اوت و عمر حمادي ببولوغين و الرويبة لاحتضان مقابلات المنافسات القارية، وبعد غلق ملعب 5 جويلية من اجل وضع العتاد الخاص بمراقبة الدخول و التذكرة الالكترونية وكذلك اعادة تهيئة الارضية، وجدت الاندية الجزائرية المرتبطة بالمشاركة القارية و العربية، نفسها مجبرة على الاستقبال جميعها بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، اختيار ملعب مدينة الورود لاحتضان كل هذه المقابلات لا يعني ان ارضية ميدانها ترقى الى المستوى المطلوب، بل لكونها الاقل سوءا، مثل ما أكده الناخب الوطني جمال بلماضي الذي لم يخف، خلال ندوة صحفية نشطها يوم 8 اكتوبر المنصرم، استياءه من رداءة الارضية و ذلك عشية المقابلة الودية التي جمعت الخضر بجمهورية الكونغو الديمقراطية، وقال بلماضي حينها: "وضعية الملعب مشكلة حقيقية، صراحة أنا مستاء، لقد تنقلت الى مصطفى تشاكر و رأيت الوضعية السيئة التي تتواجد عليها الأرضية، الامور لم تتحسن و هذا ما لا يساعدني على تأدية مهامي"، و بالنسبة للمدرب الوطني، فإن ملعب البليدة قد تجاوزه الزمن، مذكرا بالمناسبة بالمشهد المحزن الذي حضره يوم 21 سبتمبر الماضي بمناسبة مقابلة المنتخب الوطني للمحليين أمام نظيره المغربي في اطار تصفيات بطولة أمم افريقيا 2020، و أضاف لاعب أولمبيك مرسيليا السابق: "من المؤسف مشاهدة مقابلة في هذه الظروف، ارضية سيئة للغاية، انقطاع للتيار الكهربائي"، معربا عن امله مثل كل محبي كرة القدم الجزائرية في ستلام الملاعب الجديدة، كما هو مقرر، في 2020.
-
الأسرة الكروية تترقب بشغف كبير استلام الملاعب الجديدة خلال سنة 2020
يعتبر العديد من متتبعي كرة القدم الجزائرية أن السياسة المنتهجة لحد الساعة من طرف الدولة في دعم الرياضة بمنشآت رياضية حديثة وعصرية لم يكلل بالنجاح، الامر الذي جعل العاصمة، على غرار ولايات أخرى، تفتقر للملاعب التي يمكنها ان تمتص الاقبال المتزايد للممارسين في هذه الرياضة الشعبية، ومن اجل الاستجابة للطلب المتزايد بخصوص المنشآت الرياضية و في اطار مخطط الدعم و التنمية الاقتصادية لسنة 2007، فإن أربعة ملاعب اولمبية تتواجد قيد الانجاز من بين السبعة المسطرة في برنامج الحكومة، ويتعلق الأمر بملعب تيزي وزو الذي يتسع 50 ألف مقعد، ملعب وهران (40 ألف مقعد)، ملعب براقي/الجزائر (40 ألف مقعد) و ملعب الدويرة/الجزائر (40 ألف مقعد)، وباختيار الجزائر لاحتضان بطولة امم افريقيا للاعبين المحليين "شان 2022"، باتت السلطات المحلية مجبرة على اعادة تهيئة ملاعبها عبر كل التراب الوطني وليس فقط تلك المتواجدة بالعاصمة التي لا تزال تنتظر تسلم ملعبي براقي و الدويرة رغم ان الاشغال انطلقت بهما سنة 2009، وبالإضافة الى الملاعب السابقة الذكر، من المقرر ان تتدعم الساحة الكروية الجزائرية لاحقا بملعب كبير بولاية سطيف و لم لا ملعب آخر بالصحراء، حسب ما افاد به وزير الشباب و الرياضة رؤوف سليم برناوي في احدى خرجاته الميدانية، وفي سياق متصل، أكد القائم الاول على القطاع بأن مدينة سيق بولاية معسكر استفادت هي الاخرى من ملعب يتسع ل 20 ألف مقعد و يستجيب لكل المعايير الدولية، حيث لم يكلف تشييده الكثير، و تبقى المفارقة الكبيرة في كرة القدم الجزائرية تتمثل في كون أكبر الأندية على المستوى الوطني لا تزال تستقبل بملاعب مهترئة مثل ما هو الشأن بالنسبة لشبيبة القبائل و اتحاد العاصمة و شباب بلوزداد و وفاق سطيف، رغم ان هذه الفرق حازت على اغلب الألقاب لكنها بقت مع هذا تفتقر للمنشآت التي تليق بنتائجها، فشبيبة القبائل مثلا، النادي الاكثر تتويجا على الصعيدين الوطني و الافريقي، يواصل الاستقبال بملعب اول نوفمبر في انتظار تسلمه للملعب الجديد الذي يقع ببوخالفة و يتسع لـ 50 ألف متفرج، وتتوجه الأنظار نحو الدولة باعتبار انها الوحيدة القادرة على انشاء و صيانة المنشآت الرياضية في مختلف الاختصاصات، الا ان ازمة ملاعب كرة القدم تتقاسمها معها الاندية خاصة المحترفة منها التي تخصص مبالغ مالية هائلة لدفع اجور اللاعبين دون ان تفكر حتى في انجاز مركز تدريبي.