الثقافي
"العالم الإسلامي والصين": وصل ما انقطع
يحضر منها بشكل أساسي دعمها المتزايد في الترجمة عبر توقيع اتفاقيات مع جهات رسمية ودور نشر خاصة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 25 ديسمبر 2019
تبدو الصلات الثقافية العربية الصينية الأضعف خلال القرن الماضي، قياساً بالحضور الذي مثّلته أكثر من دولة أوروبية مثل فرنسا وألمانيا وإسبانيا من خلال مراكزها المنتشرة، وسعيها إلى دعم تجارب عربية عديدة خاصة في مجال الفنون المعاصرة، وتوسيع قاعدة المتعلمين للغاتها.
التفتت بكين مؤخراً إلى أهمية التعاون الثقافي في قطاعات متنوعة، يحضر منها بشكل أساسي دعمها المتزايد في الترجمة عبر توقيع اتفاقيات مع جهات رسمية ودور نشر خاصة لنقل قوائم من المؤلّفات من الصينية إلى العربية وبالعكس، والتي تظهر استعداداً وخطة مدروسة لدى الجانب الصيني، مقابل غياب تصوّر مماثل لدى الجانب العربي.
تتزامن هذه الالتفاتة مع استعادة لطريق الحرير ضمن رؤية صينية في البحث عن أسواق ومصالح جديدة عبر إقامة مشاريع نقل وبنى تحتية ضخمة، ولا يغيب هذا البعد أيضاً عن الثقافة حيث تشكّل الصين المصدّر الأول للصناعات الإبداعية في العالم.
يهدف المؤتمر إلى "تنفيذ دراسة معمقة في تاريخ العلاقات في الجوانب التجارية والاقتصادية والثقافية والتاريخية والسياسية وما ارتبطت به الصين من علاقات قديمة وممتدة عبر العصور مع عُمان ودول العالم الإسلامي"، بحسب بيان المنظمين.
يناقش المشاركون في اثنتين وعشرين مداخلة يقدّمها عدد من الباحثين المختصين، عدّة محاور هي: التواصل التاريخي بين الصين والعالم الإسلامي، والتأثيرات الفنية والعلمية والأدبية، إلى جانب التبادل الثقافي، والعلاقات الدولية بين الدول الإسلامية والصين، والعلاقات العمانية الصينية من الماضي إلى الحاضر.
وأشار الباحث لي هو سوو في مداخلته خلال الجلسة الافتتاحية أن الوثائق والروايات التاريخية توضّح أن أول اتصال رسمي مدون جرى بين الصين والجزيرة العربية بدأ في عام 651 ميلادية، بينما لفت وانغ لينكونغ إلى أن الحضارة الإسلامية مكمّلة للحضارات المختلفة بدليل المفاهيم المشتركة بينها وبين الحضارات الأخرى في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية وغيرها.
من جهته، قال أحمد تاسال إنه "بالرغم من المسافات الطويلة بين الخانات والسلاطين العثمانيين فقد أرسلت الامبراطورية العثمانية العديد من الرحالة إلى الصين؛ وتشمل وفود هؤلاء الرحالة شخصيات من شبه الجزيرة العربية إلى الشرق الأقصى، وعند عودتهم دونوا مذكرات سفرهم ونشروها على شكل كتب".