الثقافي
الأدب الشعبي الذاكرة الفعلية للملاحم والبطولات الوطنية
على هامش مشاركتهم في أشغال الملتقى الوطني السادس عشر، مختصون:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 22 ديسمبر 2019
أجمع متدخلون في الملتقى الوطني السادس عشر "بسكرة عبر التاريخ" بقاعة الفكر والادب بعاصمة الزيبان على أن الادب الشعبي يعد بمثابة الذاكرة الفعلية للملاحم والبطولات الوطنية.
وأوضح الدكتور سليم كيرام من جامعة محمد خيذر بسكرة في مداخلة له بعنوان "الثورة والشعر محطات للبطولة والتاريخ" بان الشعراء الذين عايشوا مسار ثورة التحرير (1954 -1962 ) على غرار الشاعر المجاهد مدني رحمون (1908 - 1989) بإمكانهم ان ينقلوا حيثيات بعض من الملاحم البطولية والمعارك ويقدموا صورا ناطقة تثبت تسلسل الاحداث بكل مصداقية.
واضاف ان هذا النقل الادبي للملاحم التاريخية وخاصة عبر الشعر الشعبي مكن في تلك المرحلة من تعبئة افراد المجتمع في مواجهة المستعمر الفرنسي وتشجيع الشباب على الالتحاق بالثورة وفي فترات لاحقة بعد الاستقلال أرّخ هذا الموروث لعدد من المواقع الجغرافية التي شهدت معارك جيش التحرير ولعدد هام من الشخصيات الوطنية.
من جهتها ابرزت الدكتورة فتيحة غزالي من جامعة الامير عبد القادر بقسنطينة في مداخلة حول دور الاغنية الشعبية في الثورة التحريرية ان الموروث الثقافي الشعبي اثر في احداث الثورة من خلال التعريف بقادتها والمعارك التي خاضوها بلغة بسيطة وبعفوية تلامس جميع الفئات لازال يحفظها الجمهور في كل الربوع ويتغنون بها في مناسباتهم.
وفي سياق متصل اشارت الدكتورة سامية بن فاطمة من جامعة عاشور زيان بالجلفة في حديثها عن "معركة اورشمضاس 1956"بمنطقة بني فرح ببسكرة ان تناقل المواطنين في ذلك الحين اخبار معارك المجاهدين في مقاطع شعرية تمثل بالإضافة الى حفظها للتاريخ وللأجيال القادمة كذلك حربا اعلامية وخاصة انها تمكن من انتشار المعلومة وبسرعة كبيرة.
للإشارة فان هذ الملتقى الذي يدوم يومين يتمحور حول المعارك الكبرى لجيش التحرير الوطني ببسكرة وصداها في الادب الشعبي وذلك من تنظيم الجمعية الخلدونية للأبحاث والدراسات التاريخية ببسكرة وينشطه عدد من الأساتذة والباحثين من عدة جامعات عبر الوطن .