الثقافي

"كتابات مظلمة" ليانغ جيتشانغ: حروف وطبيعة صينية

الفنان لا يتردّد أبداً في تقديم أعمال ضد التابوهات السياسية والجسدية

تحت عنوان "كتابات مظلمة"، يتواصل معرض الفنّان الصيني يانغ جيتشانغ (1956) في "غاليري جين بوشيه" في باريس، حتى الأول من فيفري المقبل.

يقوم المعرض، بشكلٍ أساسي، على تجربة زيارة قام بها الفنان عام 1984، إلى أحد أساتذة النصوص القديمة، ومن خلاله اطّلع على كثير من هذه النصوص والمخطوطات، وخرج من هذه الزيارة متأثّراً، واستلهم منها أعمال معرضه الحالي، حيث يقدم عشرين عملاً من فترات مختلفة من تجربته الفنية.

عاش يانغ جيتشانغ في نهاية الثورة الثقافية في عام 1978، وكان قبل ذلك منتسباً إلى الجيش الأحمر، الذي غادره للتدريب في الخط الصيني التقليدي بين عامي 1974 و1978 في "معهد الفنون الشعبية" في فوشان، ومن عام 1978 في "أكاديمية الفنون الجميلة" في قوانغتشو، حيث أتقن فن الخط والرسم بالحبر.

تميز عام 1982 بفنّ مبني من اللونين الرمادي والأسود، وفتحت صداقته مع الناقد الفني هو هانرو أبواب الغرب أمامه، وقدم عام 1989 معرضه الأول في "بومبيدو" في باريس، ثم بدأ يعرض في روما والبندقية ولندن وبرلين وموسكو وغيرها من العواصم الأوروبية.

ليس عمل جيتشانج مجرّد تفكير ساذج في مظاهر الحياة، لأن الفنان لا يتردّد أبداً في تقديم أعمال ضد التابوهات السياسية والجسدية، وكثيراً ما حملت أعماله نقداً لنمط العيش في الثقافتين الشرقية والغربية.

في عام 1988، بدأ الفنان عمله "مئة طبقة من الحبر"، وهي سلسلة عمل عليها لمدّة عشر سنوات، تلتها سلسلة من الأعمال التصويرية، ومؤخّراً بدأ يشتغل على اللوحات الحريرية الدقيقة التي يتبدّى فيها إتقان الفنّان الكبير للتقنية الصينية التقليدية، والتي يجدّد عليها بتنقيات غربية.

في المعرض، يجد المتلقّي لوحات للفنان الذي يُوصف بالطوباوي، من الحرير وتصوُّر مناظر طبيعية واسكتشات لجسد المرأة وتخطيطات تجريدية ورسومات لحشود من البشر وأزهار وحيوانات، وبعض اللوحات تبدو كما لو أنها تعبير عن قصّة شعبية أو تراثية، إلى جانب تخطيطات حروفية صينية تشبه الكتب القديمة التي شغف بها في الثمانينات.

 

من نفس القسم الثقافي