الثقافي

السينمائية زعموم تتحدث عن تجربة اخراج " باركور ّ من القاهرة

قصة العمل تتحدث عن تناقضات المجتمع الجزائري بكل شرائحه

شرحت فاطمة الزهراء زعموم، مخرجة الفيلم الجزائري “باركور” الذي عرض في مسابقة آفاق السينما العربية بمهرجان الإسكندرية، سبب تسميتها للفيلم “باركور” على اسم الرياضة الشهيرة للحفاظ على اللياقة البدنية، رغم أن قصة الفيلم الأساسية عن بيان تناقضات المجتمع الجزائري بكل شرائحه وتفكير الشباب المعاصرين في الجزائر من خلال عرس يستعد الناس لأجله.

في البداية قالت: “عندما كتبت القصة لم أكن أعرف أي شاب يلعب رياضة الباركور، ولكن صنعنا كاستينغ لعدد من الشباب إلى أن استقرينا على بطل الفيلم الشاب نظيم حلاجة الذي يعتبر هذا الفيلم الأول في مسيرته، وقد أردت أن أقدم فيلمًا عن الحداثة والمعاصرة في مواجهة القِدم والمجتمع المحافظ، وبيان تناقضات المجتمع الجزائري بكل شرائحه، وأحكي في ذات الوقت عن الشباب المعاصر في وقتنا الحالي ورغبتهم في البعد عن الإطار القديم للمجتمع وسعيهم وراء الحضارة والتمدن.

وأضافت: “شعرت أنه لابد من وجود شيء جمالي في الفيلم ولذلك وقع اختياري على رياضة الباركور، خصوصاً أن ممارسيها يعلمون كيف يتجاوزون الحواجز”، متابعة: “الفيلم يعبر عن حالة التناقض بين رغبة الشباب في التمرد على المدينة القديمة بكل حواجزها وتفكير أهلها.

وعن ظهور حالة من الفوضى داخل أحداث الفيلم، أكدت بقولها “خلال العامين الأخيرين في الجزائر، تقريبًا الحياة كانت شبه متوقفة وكل المشكلات ليس لها حلول، وانتشرت حالة من الركود والفوضى لدرجة أن الطرقات كان الناس يسدونها، ولم تعد الحياة تطاق لدرجة إقدام بعض الناس على حرق أنفسهم أحياء، فكانت حالة صعبة وقاسية أردت التعبير عنها داخل الفيلم.

واعترفت أنها كانت تريد تغيير نهاية الفيلم بانتحار الشاب والفتاة، ولكن بعد حوارها مع الأبطال وجدت أنه من الظلم أن يتم انتحارهما وأن الحياة قد ترسم لهما طريقًا جديدًا مهمًا وسط رفض المجتمع لما فعلاه بهروبهما وزواجهما بشكل غريب ومفاجئ.

وتفاجأت المخرجة فاطمة الزهراء بعدة أمور حول الفيلم، يأتي في مقدمتها دعم وزارة الثقافة للفيلم، حيث أكدت أن الوزارة ظل الفيلم لديها ما يقرب من عام ونصف تقريباً ولم تقرأ السيناريو، فاضطرت لإنتاجه بمساعدة منتج مشارك، وعندما بدأ التصوير دخلت وزارة الثقافة في إنتاج الفيلم بدعمها لهم. وأكدت أيضاً أن الشرطة رفضت تقديم يد العون للفيلم بل إنهم وصفوه بأنه لا يخدم الأمن الوطني للجزائر.

أما عن قيامها بتقسيم الكادرات داخل الفيلم، فعللت ذلك بقولها: “أردت منذ البداية تصوير الفيلم بالهواتف المحمولة، وأرسلت لشركتي أبل وسامسونغ كي تقوما بدعمنا ولكنهما رفضتا ذلك تماماً، وهو ما عرقل خطتي، فما كان أمامي إلا أن صورت وجهة النظر التي أريدها باستخدام الكاميرا وقسمت الشاشة في مواضع كثيرة، وكل ذلك لأنني أردت أن أظهر مدى العزلة التي يعيشها الأشخاص في الجزائر وخصوصاً الشباب، فالهواتف النقالة عند التصوير بها يكون لكل شخص محيطه المنعزل فيها خصوصاً لو صور بشكل رأسي.

وأخيرًا أكدت على أنها واجهت مشكلات أثناء التصوير بسبب ضعف التمويل، ولذلك استغرق منها سنة كاملة، وأشارت إلى أن الفيلم عرض تجاريًا في الجزائر ولكنها لم تحصل على رد فعل حقيقي وكامل بسبب عدم تمكنها من السفر لبعض المدن التي شهدت عرض الفيلم.

 

من نفس القسم الثقافي