الثقافي
مهرجان الجزائر الدولي للسينما: مجموعة وثائقية في المستوى
غائبة عن المهرجان، حاضرة على المستوى الدولي
- بقلم
- نشر في 19 نوفمبر 2019
فضلا عن كونه من المناسبات القليلة التي يجد فيها الجمهور العاصمي فرصته لربط حبل الوصل مع قاعات السينما، فان مهرجان الجزائر الدولي للسينما الذي ستختتم فعالياته مساء يوم السبت يكون قد أكد هذه السنة مرة اخرى على توجهه نحو الفيلم الملتزم من خلال مجموعة من الافلام الوثائقية كانت في مستوى تطلعات عشاق السينما.
و شمل برنامج المهرجان الذي نظم اولى منافساته في فئة الافلام القصيرة التي غابت عن الطبعات السابقة، اكثر من 30 فيلما بين وثائقي و افلام قصيرة وطويلة و خيال من بينها 24 ضمن المنافسة و عروض خارج المنافسة.
و كان للجمهور كلمته في اختيار الافلام الوثائقية التي كانت تعالج مواضيع انسانية مما اعطى للمهرجان هوية واضحة تميزه عن التظاهرات السينمائية الاخرى حتى وان كان المنظمون قد كيفوا اختيارهم من اجل ملء الفراغ الذي تركه مهرجان وهران للفيلم العربي الذي الغي في سنة 2019.
و عالجت تلك الافلام مواضيع في اطار بورتريهات لمناضلين و معارك من اجل العدالة و مآسي اخرى لمهاجرين افارقة من جنوب الصحراء على غرار "صمت الاخرين" الذي اشترك في اخراجه الاسباني المودينا كاراسيدو و الامريكي روبار باهار او فيلم "ما وراء الحكاية" للصربية ميلا توراجليك او "تيلو كوتو" للفرنسيتين فاليري مالك و صوفي باشوليي.
كما تم العرض الاولي للفيلمين الوثائقيين "143 شارع الصحراء" لحسن فرحاني و "مناظر الخريف" فيلم الاثارة الاول لمرزاق علواش الذي كان ينتظره رواد السينما بشغف.
و تضمن برنامج التظاهرة كذلك ثمانية افلام خيالية طويلة و من بين الافلام المختارة في الفئة هناك "فتوى" للتونسي محمود بن محمود الذي ينتقد فيها تصاعد التطرف الديني في تونس و كذلك فيلم "يولي" للاسبانية اسيار بولان حول حياة راقص باليه كوبي او ايضا فيلم الرسوم المتحركة "وردي" المستوحى من الحياة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بلبنان و الذي اخرجه النرويجي ماتس غروريد.
اما في اطار منافسة الافلام القصيرة فقد تنافست ثمانية افلام و يتعلق الامر بكل من "هذه هي" ليوسف محساس و "صيف مغدور" لمناد امبارك و "حكاية في جسدي" ليانس خلوفي و "فلفل احمر" لسعدية قاسم و "قبالة مكة" للسويسري جون اريك ماك و "هبة بوركينا" للامريكية لارا لي.
في هذا الصدد اعرب معتادون عن المهرجان و ملاحظون عن اسفهم لغياب اعمال جزائرية عن برنامج 2019 لمهرجان الجزائر الدولي للسينما الذي يعد الحدث الاوحد المخصص للسينما في العاصمة حيث ان فيلم "ابوليلى" لامين سيدي بومدين و "زمن الحياة" لحميد بن عمارة المعتادين على المشاركة في مختلف التظاهرات السينمائية الدولية قد غابوا عن هذه الطبعة.
اما بخصوص التكريمات فان الفيلم الوثائقي "143 شارع الصحراء" الفيلم الطويل الثاني لحسن فرحاني قد افتك الجائزة الكبرى لفئته وجائزة الجمهور و كذا "ميدالية غاندي" و يقدم هذه الجوائز المجلس الدولي للسينما والتلفزيون و الاتصال السمعي البصري.
و في فئة الافلام الطويلة الخيالية فان الجوائز قد كانت من نصيب "وردي" المستوحى من يوميات اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات اللبنانية و الذي اخرجه النرويجي ماتس غروريد اما الفيلم القصير "مقابل مكة" للسويسري جون ايريك ماك فقد تحصل على الجائزة الكبرى لهذه الفئة.
و كاول منافسة للافلام القصيرة ضمن المهرجان فقد قدمت هيئة التحكيم تنويهات تشجيعية لافلام "هذه هي" ليوسف محساس و "حكاية في جلدي" ليانيس خلوفي حول موضوع الالتزام النضالي في الجزائر اليوم و "ففل احمر" وهو فيلم وثائقي حول ظروف المراة في الجزائر من اخراج سعدية قاسم.
اما جائزة الجمهور قفد عادت مناصفة الى "صيف مغدور" لمناد امبارك حول العنف الارهابي سنوات التسعينات و "سترة" لعبد اله عقون و يحكي هذا الفيلم القصير قصة رب عائلة يعاني من نظرة الجوار لابنته الموسيقية و التي الت في النهاية الى ان فرض عليها ارتداء النقاب.