الثقافي

عبد الرزاق طواهرية، روائي شاب اقتحم عالم أدب الجريمة وأبدع فيه

أبرز أعماله "شيفا .. مخطوطة القرن الصغير"

يعد أدب الجريمة و الخيال العلمي ميدانا جديدا "خصبا، حيويا وديناميكيا" يتطلب المزيد من الاهتمام من طرف الكتاب وتحفيزهم على الإبداع فيه على حد تعبير الروائي الشاب عبد الرزاق طواهرية الذي اقتحم هذا النوع الروائي و تألق فيه.

وأفاد هذا الكاتب الشاب أن هذا المجال من الكتابة يتميز بالغموض و الأسرار من شأنها أن تحرك خيال القارئ وتجذب انتباهه وتشوقه لمعرفة ما وراء الطبيعة مشيرا إلى أنه يعالج في أعماله الأدبية مواضيعا عميقة ومثيرة للجدل.

وقال هذا الروائي الشاب أن هذا المجال من الإبداع الأدبي: "لم ينتشر بعد في الجزائر والوطن العربي ككل" و يستوجب الكثير من البحث والتنقيب من طرف الكاتب قصد إقناع القارئ بالأفكار وإيصالها له بكل وضوح باستعمال أسلوب التشويق والوصف الدقيق للأحداث والشخصيات.

عبد الرزاق طواهرية (28 سنة) كانت بدايته الفعلية في مجال أدب الجريمة سنة 2017 بإصدار أول عمل روائي موثق له يحمل عنوان "شياطين بانكوك" عالج من خلاله جرائم "الدارك ويب" أو الإنترنيت المظلم، يهدف للكشف عن خبايا هذا العالم والتعرف على البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الجديدة.

فهذا العمل الروائي الذي لاقى استحسان كل من اطلع عليه وصل إلى طبعته السابعة بفعل الإقبال الكبير عليه والانطباعات الحسنة التي تركها لدى قراءه من مختلف دول العالم، فالنجاح الباهر الذي لاقته "شياطين بانكوك" بافتكاكها جائزة الرواية العربية الأكثر مبيعا في معرض الكتاب الدولي بالجزائر العاصمة (سيلا 2017) شجع عبد الرزاق على المضي قدما في مجال الكتابة والتألق في مجال أدب الجريمة.     

عمل مكثف وبحث معمق، مكن عبد الرزاق من إصدار عمله الثاني "شيفا .. مخطوطة القرن الصغير" الذي حاول فيه عبر 16 فصلا تقديم سرد حقيقي وتفاصيل العمل في كبريات أجهزة الأمن الدولية وهيئات عالمية لتكشف سلسلة من الملفات السرية وتلفظ ما بجوفها من معلومات خطيرة. و تتناول هذه الرواية بين صفحاتها التي فاقت 300 مواضيع خطيرة ونظريات علمية نادرة وملفات أمنية مخيفة لتوضح للقارئ أينما وجد خبايا وأسرار التحقيقات الأمنية وتكشف عن أساطير عالمية لطالما كانت ضربا من الخيال.

وكشف الروائي أنه كتب الرواية بعد بحث عميق دام عدة أشهر على شبكة "الويب المُظلم" اعتمادا على مخطط الاتصال المجهول مستعينا في ذلك بأحدث الروابط المخفية على شبكة الإنترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي مؤكدا أن الرواية دقت ناقوس الخطر في هذا المجال.

وفي رده على سؤال حول اختياره لهذا المجال أكد عبد الرزاق طواهرية أنه اختار هذا النمط من الكتابة بعد تعمقه وبحثه المتواصل في علم ما وراء الطبيعة الذي استحوذ على تفكيره منذ الصغر ما جعله يبحث في كل ما هو غامض ويحتاج استفزازا صريحا للعقل للوصول إليه مصيفا أنه سيمضي قدما في هذا المجال خاصة بعد النجاح الذي حققه وكسب جمهور كبير من القراء من جميع أنحاء الوطن العربي.

ودعا هذا الروائي الشاب الجزائري والعربي إلى المطالعة والاستمتاع بهذه الموهبة واستغلالها خاصة في تذوق المواضيع النادرة والمشوقة لتغذية العقل والروح بعيدا عن قضاء أوقات الفراغ في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي.

للإشارة فإن الكاتب عبد الرزاق طواهرية الذي ولد سنة 1991 بولاية قسنطينة و يقيم بتبسة قد توج مؤخرا بجائزة "علي معاشي" للمبدعين الشباب عن روايته "شيفا.. مخطوطة القرن الصغير" كما نال عدة جوائز في مسابقات وطنية وعالمية.

من نفس القسم الثقافي